كأس العالم .. حقائق وعجائب في 21 نسخة

12
كأس العالم .. حقائق وعجائب في 21 نسخة
كأس العالم .. حقائق وعجائب في 21 نسخة

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. ومع بدء العد التنازلي لإقامة أول مونديال شرق أوسطي ينبض بالعروبة القطرية .. دعونا نقلب في صفحات الماضي البعيد والقريب، لنستكشف سويا أبرز الحقائق التاريخية وأكثرها دهشة وغرابة في كل نسخ كأس العالم، بدء من نسخة أوروغواي والأولى وحتى لحظة تتويج كيليان مبابي ورفاقه في المنتخب الفرنسي بثاني كأس عالم في تاريخ الديكة من قلب العاصمة الروسية موسكو في العام 2018.

عجائب مونتيفيديو 1930

للمرة الأولى والأخيرة في تاريخ كأس العالم، أقيمت نسخة أوروغواي الأولى بمشاركة بلدان من أمريكا الجنوبية أكثر من أوروبا، بواقع 7 من القارة اللاتينية و4 من أوروبا و2 من أمريكا الشمالية.

رفضت العديد من دول الجزء الشرقي للكرة الأرضية دعوة مونتيفيديو للمشاركة في البطولة، بسبب مشقة السفر وبعد المسافة، وذلك في زمن الرحلات البحرية، أو قبل عقدين من انطلاق الطيران التجاري منتصف الخمسينات، لكن جول ريميه، حفظ ماء وجه القارة العجوز، بإقناع رومانيا وبلجيكا ويوغسلافيا إلى جانب بلاده بالمشاركة، قبل شهرين فقط من انطلاق الحدث.

من المفارقات، أن أفراد منتخبات رومانيا وبلجيكا وفرنسا، سافروا على متن سفينة الكونت الأخضر الإيطالية، ومعهم رئيس الفيفا ريميه وطاقم الحكام، في ما اضطر المنتخب اليوغسلافي إلى السفر بواسطة باخرة صغيرة، توقفت في ريو دي جانيرو، ليرافقهم المنتخب البرازيلي إلى البلد المنظم للمونديال.

مفارقة أخرى يستحيل تكرارها في العصر الحديث، كانت في موافقة الفيفا على تأجيل مباريات صاحب الأرض 5 أيام، لعدم الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة في ملعب “المئوية”، بسبب تأثير موسم الأمطار، ليشاء القدر أن يستضيف ملعب “بوكيتوس” الصغير، مباراة الافتتاح بين فرنسا والمكسيك، التي شهدت أول هدف في تاريخ المسابقة، وكان من إمضاء المهاجم الفرنسي لوسيان لورانت في الدقيقة 19، والآن لا يتبقى من الملعب، سوى الملعب الذي سُجل فيه الهدف الأول، هناك في إحدى ميادين العاصمة.

اُحتسبت أول ركلة جزاء في مباراة فرنسا ضد تشيلي، وتصدى لها الحارس الفرنسي أليكس تيبوت، ليكون أول حارس مرمى في التاريخ يتمكن من التصدي لركلة جزاء في كأس العالم، رغم أنه كان مرشحا للغياب حتى نهاية البطولة، بداعي الإصابة القوية التي ألمت به في اللقاء الافتتاحي أمام المكسيك.

على سيرة الأول، سجل الأمريكي بيرت باتينود، أول هاتريك في تاريخ المونديال، بفضل أهدافه الثلاثة في شباك المكسيك، والمثير أن الفيفا لم يعترف بهذا الرقم إلا في عام 2006، بعد اعتماد هاتريك الأرجنتيني جيرميو ستابيلي، لعقود طويلة كأول هاتريك، بسبب خطأ في تسجيل إحدى أهداف باتينود، لكن الاعتراف جاء بعد 32 عاما من رحيله عن عالمنا.

شهدت مباراة رومانيا وبيرو، أقل حضور جماهيري في تاريخ كأس العالم، إذ تابعها أقل من 300 مشجع من قلب ملعب “غران بارك سينترال”، وفي الوقت ذاته، وثقت أول حالة طرد أثناء المباراة، وكانت من نصيب اللاعب البيروفي بلاسيدو غاليندو.

سجل هيكتور كاسترو، أول هدف لأوروغواي في المونديال، وكان في افتتاحية الفوز على بيرو، بهدفه الوحيد، وهو الأسطورة الملقب بـ “المانكو”، أو المقطوع كفه، بسبب حادث وهو بعمر 13 عاما، وهو أيضا صاحب رصاصة الرحمة الرابعة في شباك الأرجنتين، في المباراة النهائية الأكثر توترا، التي أقيمت بكرتين مختلفتين، لإصرار كل قائد على اللعب بالكرة التي في حوزته، إلى أن اقترح الحكم لعب كل شوط بكرة، لتفوز أوروغواي برباعية مقابل اثنين للتانغو، وتعانق الكأس التي صممها الفنان الفرنسي إيبل لافلور، بتكلفة بلغت 50 ألف فرانك فرنسي.

مونديال الفاشية 1934

بعد الطفرة الكبيرة في شعبية كأس العالم في النسخة الأولى، تحرك الفيفا لتحديد موعد ومكان النسخة الثانية، ووقع الاختيار على إيطاليا، التي كان يحكمها موسيليني ونظامه الفاشي، في ما اعتبرت أفضل دعاية لتلميع الحزب الحاكم آنذاك.

في واقعة نادرة، رفض حامل اللقب منتخب أوروغواي، الدفاع عن عرينه، ردا على تجاهل أغلب الأوروبيين دعوة الدولة اللاتينية للمشاركة في النسخة الأولى، لكن في المقابل، شارك في البطولة ما مجموعه 32 منتخبا في الدور التمهيدي، ثم 16 في الحدث الرئيسي، بواقع 12 من أوروبا، 3 من الأمريكتين وممثل وحيد لقارتي آسيا وأفريقيا.

كان المنتخب المصري هو الممثل الوحيد للعرب والقارة السمراء، وخاض مباراة واحدة ضد المجر وخسرها بنتيجة 4-2، وأحرز عبد الرحمن فوزي هدفي الفراعنة، ليصبح أول لاعب مصري وعربي وأفريقي يضع بصمته في كأس العالم.

كانت المرة الأولى، التي يتم فيها بث البطولة على الهواء مباشرة عبر الراديو في 12 دولة الـ16 المشاركين، كجزء من الميزانية الضخمة، التي خصصتها حكومة موسيليني لاستضافة المسابقة، حوالي 3.5 مليون ليرة.

بعد فشل الأرجنتين والبرازيل في تخطي دور الـ16، تحول الدور ربع النهائي إلى يورو مصغر، بصراع أوروبي خالص بين تشيكوسلوفاكيا وألمانيا والمجر وإيطاليا وإسبانيا والسويد وسويسرا، في ما كانت المناسبة الوحيدة، التي تحتكر خلالها منتخبات أوروبا الدور ربع النهائي.

وجهت مزاعم وتهم بالجملة لموسيليني وحزبه الفاشي، تتعلق بالفساد والرشوة واستخدام نفوذه لصالح الدولة المضيفة، بما في ذلك تعيين حكام بالأمر المباشر لمباريات الأدزوري، ومعارك مواجهة إسبانيا في ربع النهائي، التي أعيدت في اليوم التالي، بسبب لوائح الفيفا آنذاك، التي كانت تنص على إعادة المباراة بعد 24 ساعة، إذا ساد التعادل طوال الأشواط الأصلية والإضافية –قبل التوصل إلى اختراع ركلات الجزاء-.

بوجه عام، اهتزت الشباك 70 مرة في ثاني مونديال، وتوج مهاجم تشيكوسلوفاكيا أولدريتش نيجيدلي، بجائزة الحذاء الذهبي، لأفضل هداف، فيما ظفر الأسطورة جوسيبي مياتزا بجائزة أفضل لاعب في البطولة، بعد دوره الكبير في فوز أسياد الدفاع باللقب على حساب تشيكوسلوفاكيا، ومعه 7 من الأوريوندي، أو أبناء المهاجرين، منهم لويس مونتي، الذي مثل الأرجنتين في النسخة الأولى، ثم وطن أجداده، ليكون اللاعب الوحيد الذي مثل بلدين في نهائي كأس العالم.

المونديال السياسي 1938

انطلق البطولة وسط أجواء سياسية ملبدة بالغيوم، بسبب الهلع من قيام الحرب العالمية الثانية، في أوج طغيان فاشية موسوليني ونازية أدولف هتلر –قبل أسابيع قليلة من اشتعال معارك دول المحور والحلفاء-.

من أغرب مفارقات مونديال باريس 1938، ما فعله هتلر قبل أسابيع من ضربة بداية البطولة، بإجبار 5 من أفضل منتخب في العالم آنذاك المنتخب النمساوي للدفاع عن العلم الألماني، على أمل استغلال مواهب ما كان يُعرف بمنتخب العجائب في حقبة الثلاثينات، بعد ضم النمسا إلى الرايخ الألماني، لكن أسطورتهم ماتياس سينديلار، رفض الأمر النازي، بحجة تقدمه في السن، ليُعثر عليه وصديقته ميتين في شقته في فينا مطلع 1939، من التسمم بأول أكسيد الكربون.

كان المنتخب الإيطالي أول حامل لقب يدافع عن لقبه، دون المشاركة في التصفيات المؤهلة، فيما استمر الاعتراض الأوروغوياني، باعتذار عن المشاركة جنبا إلى جنب مع الأرجنتين، لعدم الموافقة على إقامة المسابقة في القارة العجوز للمرة الثانية على التوالي، ليقتصر التمثيل اللاتيني على الثنائي البرازيل وكوبا، بينما غابت منتخبات المملكة المتحدة، لعزلتها الاختيارية عن الفيفا، وإسبانيا بسبب الحرب الأهلية.

استعرضت فرنسا قوتها الناعمة، بإقامة البطولة في 10 ملاعب، وبنظام خروج المغلوب من المرحلة الأولى، مع الاحتفاظ بقاعدة إعادة المباراة في اليوم التالي، إذا انتهت الأشواط الأساسية والنصف ساعة الإضافية على نتيجة التعادل، في ما كانت المرة الأخيرة، التي تُلعب فيها كأس العالم بهذه الطريقة.

في واحدة من أعجب المباريات في كل العصور، ومع ظهور مؤشرات سحر السامبا، تمكن المنتخب البرازيلي من قهر نظيره البولندي بنتيجة 6-5، منها هاتريك للنجم الأول ليونيداس دا سيلفا، سجلها وهو حافي القدمين، بسبب هطول الأمطار، في زمن كان يسمح فيه الفيفا باللعب بدون حذاء، وهي نفس المباراة التي خرج منها البولندي ويلموفسكي بأربعة أهداف، كأول لاعب في تاريخ البطولة يسجل هذا الكم من الأهداف في مباراة واحدة.

توج البرازيلي ليونيداس، هدفا للبطولة برصيد 7 أهداف، ورغم الدعم الفرنسي الهائل لكل خصوم إيطاليا الفاشية، إلا أن المدرب الأسطوري بوتسو، قاد الأدزوري باللقب الثاني على التوالي، متسلحا بالهداف التاريخي للكالتشيو سيلفيو بيولا والرمز جوسيبي مياتزا، ليصبح أول وآخر مدرب في التاريخ يحتفظ بالمونديال مرتين على التوالي، وصاحب أطول مدة على عرش الكرة، بعدما توقفت المسابقة لنحو 12 عاما بسبب أهوال الحرب العالمية الثانية.

مونديال الاعتذارات والعقوبات

سميت هذه النسخة بكأس جول ريميه، لدوره الكبير في إحياء المونديال بعد ويلات الحرب العالمية الثانية، التي تسببت في إلغاء كأس العالم عامي 1942 و1946، لكنها شهدت انسحاب جماعي للمنتخبات، اعتذار الأرجنتين، اعتراضا على فكرة إسناد التنظيم للعدو اللدود البرازيلي، والهند بسبب رفض اللجنة المنظمة طلب الفريق الهندي باللعب حافيا خلال المباريات، جنبا إلى جنب مع المنتخب الاسكتلندي، الذي تعهد بالمشاركة في حالة واحدة فقط، أن يفوز ببطولة بريطانيا، وبعد حصوله على المركز الثاني خلف إنكلترا، نفذ وعده، وكذا تركيا اعتذرت لأسباب خاصة، وفرنسا تحفظت على المسافات البعيدة بين الملاعب، فيما حُرمت ألمانيا واليابان بسبب العقوبات المفروضة عليهما.

وعدت البرازيل ببناء ملعب لا مثيل له على هذا الكوكب، ليحتضن أم البطولات في أول تجمع بعد الحرب العالمية الثانية، وهو ما يُعرف حتى الآن بقلعة “ماراكانا”، والذي شهد أكبر حضور جماهيري لمباراة في نهائيات كأس العالم، ضد أوروغواي لتحديد هوية البطل، في النسخة الاستثنائية التي لم تحدد بمباراة واحدة نهائية، بل تنافس عليها 4 منتخبات بنظام الأكثر جمعا للنقاط في المواجهات المباشرة بينهما.

خسرت البرازيل من أوراغواي بنتيجة 1-2، ويومها ظل المعلق البرازيلي يردد كلمة “هدف أوروغواي” 9 مرات، وفي المدرجات أكثر من 200 ألف مشجع في حالة صدمة، بعد ضياع حلم الفوز بأول لقب، والذي جعل الحارس باربوسا، يبتعد عن العالم الخارجي لمدة نصف قرن، إلى أن فارق الحياة، كنوع من أنواع العقوبة، كما أقر بنفسه في جملته المأثورة “قررت معاقبة نفسي بالعزل مدى الحياة، وليس 30 عاما كما ينص القانون البرازيلي”.

من غرائب مونديال البرازيل 1950، أن بعض الصحف والمؤسسات البريطانية، اعتقدت أن هنالك خطأ في البريد الوارد من ساو باولو، وكتبت في اليوم التالي، أن المنتخب الإنكليزي فاز على نظيره الأمريكي بهدف نظيف، وليس العكس، لصعوبة تصديق المعلومة، بمقارنة مشاهير الأسود الثلاثة آنذاك بالأسماء المغمورة في منتخب أحفاد العم سام.

توجت أوروغواي باللقب الثاني في المشاركة الثانية، بعد الاعتذار عن اللعب في نسختي إيطاليا وفرنسا قبل الحرب العالمية الثانية، وحصل المهاجم البرازيلي ألديمير مينديز، على جائزة الهداف برصيد 8 أهداف، وكانت المرة الأخيرة، التي يظهر فيها المنتخب البرازيلي باللون الأبيض، بعدما قرر اتحاد الكرة تغييره إلى الأصفر والأزرق، من باب أنه جلب الشؤم للسيليساو في اللقاء الذي تسبب في بكاء بيليه وهو طفل، تعاطفا مع والده المقهور.

مونديال أديداس

أبدت سويسرا استعدادها لتنظيم البطولة، وتحمس شعبها وقيادتها السياسية لاستضافة الحدث للمرة الأولى في أوروبا التي كانت مدمرة من الحرب وقتها، وخصصت ستة ملاعب في ستة مدن لاستضافة المونديال، والشيء الأهم، أنها وفرت رفاهية البث التلفزيوني للمونديال، في ما كانت المرة الأولى التي تنقل خلالها مباريات كأس العالم على الهواء مباشرة عبر التلفاز.

ظهرت منتخبات تركيا وكوريا واسكتلندا للمرة الأولى، وعادت ألمانيا مرة أخرى للمونديال بعد فك الحظر، الذي وقع عليها بسبب جرائم النازية في الحرب العالمية الثانية، ومن الغرائب، أنه بعد تعادل تركيا مع إسبانيا في المباراة الفاصلة على بطاقة التأهل، أجرى الفيفا قرعة، كان بطلها طفل إيطالي كفيف، هو من اختار ورقة الأتراك في القرعة.

أجريت القرعة بنظام غريب، كل مجموعة بها أربعة منتخبات، اثنين منهم أقوياء ومصنفين، واثنين غير مصنفين، ومنعت القرعة المنتخبين القويين من مواجهة بعضهما في الدور الأول، لرغبة ريميه في تأهل المنتخبات الثمانية الأقوى في المونديال لربع نهائي، وذلك لتكون المسابقة أكثر إثارة.

شهد مونديال 1954 أعلى معدل تهديفي في تاريخ كأس العالم ب5.3 هدفاً في المباراة الواحدة، حيث أقيمت 26 مباراة شهدت تسجيل 140 هدف، كانت المجر أقوى هجوم في البطولة برصيد 27 هدف، بالرغم من أنها لم تحقق اللقب، منهم 6 أهداف لهداف البطولة بروبست بالتساوي مع الألماني مارلوك والسويسري هوغي.

تبقى الرواية الأشهر عن مونديال سويسرا، ما تعرف بمعجزة بيرن، التي شهدت انتفاضة الألمان، بالانقضاض على كأس العالم، بعد مرور 9 سنوات على تدميرها في الحرب العالمية الثانية، بعد انتصار خالد على أقوى منتخب في العالم آنذاك المجري، بقيادة الأسطورة بوشكاش، الذي لم يعرف طعم الهزيمة في 32 مباراة على التوالي، وحدث ذلك بريمونتادا لا تصدق في الشوط الثاني، من التأخر بهدفين نظيفين إلى فوز بنتيجة 3-2، بفضل اختراع الأخوين أدولف و رودولف داسلر قرية هيرتزوجيناراخ، بوضع ستة ثقوب في الأحذية، لمساعدة فريق المدرب سيب هيربيرجر، على اللعب تحت الأمطار، في ما يُعرف الآن بحذاء أديداس.

مونديال السويد 1958

شهدت كأس العالم 1958 حضور 4 فرق من بريطانيا للمرة الأولى والأخيرة في تاريخ المونديال، وهي إنجلترا واسكتلندا وأيرلندا الشمالية وويلز، والأخيرة بالذات، استفادت من انسحاب مصر والسودان وتركيا وقبرص، تجنبا لمواجهة إسرائيل في التصفيات، كأول وآخر مشاركة لويلز، حتى تحطمت العقدة على يد غاريث بيل ورفاقه في مونديال قطر 2022.

تم تقسيم الفرق الـ16 المشاركة في كأس العالم 1958 على 4 مجموعات، بحيث تضم كل مجموعة فريقا من بريطانيا، وآخر من أوروبا الشرقية، ومثله من أوروبا الغربية، بالإضافة إلى فريق من الأمريكيتين، مع إلغاء نظام التصنيف الذي كان متبعا في البطولة السابقة 1954، كذلك إبطال التمديد بعد نتيجة التعادل، وفي حال تعادل فريقين بعدد النقاط يتم إجراء مباراة فاصلة لتحديد المتأهل للدور التالي.

تروي الأسطورة، أن لاعبي الأرجنتين فُتنواً بشقراوات السويد وجمالهنّ العجيب قبل لقاء تشيكوسلوفاكيا، حيث قضوا معهن سهرات حمراء أثّرت على أدائهم في مباراة تشيكوسلوفاكيا، فكانت الفاتورة باهظة الثمن، بالهزيمة بنتيجة 6-1.

بسبب تجاهل إرسال أرقام اللاعبين إلى الفيفا، تسبب هذا الخطأ في حصول الجوهرة السوداء بيليه على القميص رقم 10، ليحتفظ به إلى الأبد، والأهم من ذلك، نفذ وعده الخالد لوالده، بجلب كأس العالم، بعد مأساة ماراكانا 1950، وإلى الآن يعتبر أصغر لاعب في التاريخ يلعب في كأس العالم ويفوز به، حيث شارك بالبطولة وعمره 17 عاماً، وعندما خاض النهائي مع السويد كان هنالك لاعب من فريق الخصم يكبره بـ20 سنة.

توج الفرنسي جوست فونتين هدافا لبطولة كأس العالم 1958 برصيد قياسي لم يتم تحطيمه حتى الآن بواقع 13 هدفًا، رغم أنه شارك بالصدفة، كبديل بعد إصابة المهاجم الأساسي للمنتخب ونادي ريمس، والأغرب من ذلك، أنه سدد 17 مرة فقط بين القائمين والعارضة، مسجلا 13 هدفا، في المقابل تصدىت الألواح الخشبية لاثنين ومثلهما لحارس المرمى.

مونديال تشيلي 1962

هزّ تشيلي أعظم زلزال سجل على سطح الكرة الأرضية قبل كأس العالم بعامين، لكن ذلك لم يمنعها من استضافة الحدث الكروي الأهم، بعد التغلب على الجارة الأرجنتين في مباراة أصوات اللجنة التنفيذية للفيفا، بالحصول على 32 صوتا، مقابل 11 لوطن التانجو.

كالعادة، انسحبت مصر وسوريا والسودان من التصفيات، لكن هذه المرة، كان المنتخب المغربي قريبا من تسجيل ظهوره الأول في المونديال، لولا هزيمته في المباراة الفاصلة أمام إسبانيا بنتيجة 4-2، لتقام النسخة السابعة بدون ممثلين عن آسيا وأفريقيا، للمرة الأولى منذ النسخة الأولى.

خاضت إسبانيا كأس العالم 1962 وهي مدججة بالعديد من النجوم، منهم أساطير دافعوا عن منتخبات أخرى في كأس العالم، في مقدمتهم أيقونة المجر بوشكاش وأسطورة أوروغواي خوسيه سانتا ماريا.

رغم طرد نجم البطولة غارينشا في مباراة نصف النهائي التي جمعت منتخب بلاده البرازيلي بالمنتخب المنظم التشيلي، وبموجب القواعد، كان من المفترض أن يغيب عن نهائي تشيكوسلوفاكيا، لكن المفارقة هنا، أن الرئيس البرازيلي تدخل بنفسه، وعرف كيف يقنع الفيفا بتعليق العقوبة، ليشارك في النهائي ويقود السامبا للقب الثاني على التوالي، رغم غياب بيليه، الذي تعرض لإصابة في دور المجموعات، على إثرها لم يستكمل المونديال.

تساوى 6 لاعبين بصدارة هدّافي بطولة كأس العالم 1962، حيث نجح البرازيليان فافا وغارينشا بتسجيل 4 أهداف، بجانب اليوغوسلافي درازان يركوفيتش، التشيلي ليونيل سانشيز، السوفييتي فالنتين إيفانوف، والمجري فلوريان ألبرت.

مونديال الإنكليز 1966

تم إعلان إنكلترا كمستضيفة في 22 أغسطس / آب 1960 في العاصمة الإيطالية روما، متفوقة على إسبانيا وألمانيا اللتين تقدمتا من أجل الفوز بشرف تنظيم المونديال، والطريق أن الكأس التي كان يُطلق عليها جول ريميه، سُرقت من معرض ستانلي للطوابع البريدية في وستمينستر قبل شهر من انطلاق المونديال، رغم المراقبة الجيد من قبل شرطة مدينة لندن وعلى بعد بضعة أمتار من مقر البرلمان الإنجليزي، إلى أن عادت لاحقا بالصدفة بمساعدة كلب بوليسي، كان يدعى بيكليز.

خصصت الفيفا مقعدا واحدا فقط لأفريقيا وآسيا مجتمعتين، ومنحت أوروبا 9 مقاعد، وأمريكا الجنوبية والشمالية 4 مقاعد، مع مقعد لإنجلترا المنظمة، ومقعد للبرازيل حاملة اللقب، و كذلك تم الإعلان عن أول تميمة لكأس العالم، وكانت على شكل الأسد الإنكليزي وأطلق عليها “الأسد ويلي”.

خصصت إنكلترا ثمانية ملاعب لاستضافة البطولة الذي أقيم لأول مرة في الملاعب البريطانية، وأدار المباريات 25 حكماً منهم المصري علي قنديل الذي أدار مباراة كوريا الشمالية وشيلي، فأصبح أول حكما مصريا وعربيا يظهر في المونديال.

حضرت ملكة بريطانيا الراحلة إليزابيث نهائي كأس العالم الذي أقيم لأول مرة على ملعب ويمبلي، وبلغ عدد الحضور 100 ألف متفرج، في ما كان أول نهائي يمتد ويُحسم في الأشواط الإضافية، بعد تسديدة جيف هيرست، التي ارتطمت في العارضة ولم تتجاوز خط المرمى، مع ذلك احتسبها الحكم هدفا، بناء على إشارة المساعد السوفيتي باتشرموف، قبل أن يُضيف نفس اللاعب الهدف الرابع للإنكليز، بتسديدة صاروخية، جلبت أول وآخر كأس عالم لمهد كرة القدم.

فاز إيزيبيو بجائزة هداف البطولة برصيد 9 أهداف، وشهدت هذه النسخة من المونديال تسجيل 89 هدفاً في 32 مباراة، في ما كان يُعرف بالعصر الجديد للعبة، مع زيادة الانتشار في الجرائد والشاشات والراديو، مقارنة بالوضع في ثلاثينات وخمسينات نفس القرن، ما أدى بالتبعية إلى اتساع دائرة العمالقة سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات في أوروبا وأمريكا الجنوبية، وظهور العديد من النجوم ومشاهير اللعبة.

المكسيك 1970

تخلفت العديد من منتخبات الصفوة في الترشح لمونديال المكسيك في بداية حقبة السبعينات، أبرزهم المنتخب الفرنسي، الذي أقصي على يد السويد، وإسبانيا خرجت على يد بلجيكا، حتى ثالث العالم في نسخة 1966، المنتخب البرتغالي، ترك مكانه للمنتخب الروماني، وفي أمريكا الجنوبية، تفوق المنتخب البيروفي على الأرجنتين.

شهدت كأس العالم 1970، الظهور الأول للمنتخب المغربي في كأس العالم، ورغم هزيمته أمام ألمانيا والبيرو، إلا أنه تمكن من الحصول على أول نقطة في تاريخ مشاركات المنتخبات العربية، بفضل تعادله مع المنتخب الكرواتي بهدف لمثله.

اعتمد الفيفا للمرة الأولى في هذه النسخة، نظام العقوبة بالبطاقات الصفراء والحمراء، التي استوحاها الحكم الإنكليزي كين آستون من إشارات المرور، وكذا تم تطبيق نظام التبديل، بمنح كل منتخب حق استبدال لاعبين فقط، وكان السوفييتي أناتولي بوزاك أول بديل في تاريخ المونديال، بعد مشاركته على حساب سيرجي سيبرانيكوف في المباراة الافتتاحية أمام المكسيك، وكان ذلك على الهواء مباشرة ببث ملون، للمرة الأولى أيضا.

من مفارقات هذه النسخة، أن إيطاليا اكتفت بتسجيل هدف يتيم في أول 3 مباريات في مرحلة المجموعات، مع ذلك تأهلت إلى الدور ربع النهائي، لتُطيح بصاحب الأرض برباعية مقابل هدف، وتضرب موعدا مع ألمانيا، في ما عرفت بعد ذلك، بأعظم مباراة نصف نهائي في التاريخ، حيث بلغت الإثارة ذروتها في الأشواط الإضافية، بتوقيع كلا المنتخبين على 5 أهداف في غضون نصف ساعة، بواقع 3 للطليان و2 للألمان، وذلك بعد انتهاء الوقت الأصلي بنتيجة 1-1، في ملحمة خاضها فرانك بيكنباور، بكتف مكسور منذ الدقيقة 67 وحتى صافرة النهاية في الدقيقة 120.

قبل المونديال، استبعد المدرب البرازيلي سالدانيا النجم بيليه من تشكيلة البرازيل قبل بدء كأس العالم، فأقاله الاتحاد البرازيلي وعين بدلا عنه ماريو زاغالو زميل بيليه في كأس العالم 1958، ليعود إلى الوطن بثالث كأس عالم، بعد إزاحة الجارتين بيرو وأوروغواي من ربع ونصف النهائي، قبل أن يأتي الدور على إيطاليا لتكون ضحية بيليه ورفاقه، في النزهة التي انتهت برباعية مقابل هدف، منهم هدف العادة جيرزينيو، الذي يعتبر اللاعب الوحيد في التاريخ، الذي سجل في كل مباريات منتخبه في البطولة، ومع ذلك، لم يحصد جائزة الهداف، التي ذهبت لجيرد مولر، بفضل أهدافه العشرة.

ألمانيا الغربية 1974

بعد احتفاظ البرازيل بكأس جول ريميه، بالحصول عليها 3 مرات، وقع الاختيار على الفنان الإيطالي سيلفيو غازانيغا، لينال شرف نحت الكأس الجديدة.

لعبت البطولة بنظام جديد، وذلك بتقسيم الفرق الـ16 إلى 4 مجموعات يتأهل من كل واحدة منها فريقان إلى دور المجموعتين الذي يضم 8 فرق، ويتأهل بطل كل مجموعة مباشرة إلى المباراة النهائية، ويلعب أصحاب المركز الثاني في المجموعتين مباراة لتحديد صاحب المركز الثالث، وهذا يعني إلغاء الدور نصف النهائي في البطولة.

من أبرز مفاجآت التصفيات خروج منتخب إنكلترا وإسبانيا والاتحاد السوفييتي وصيف بطل أمم أوروبا، حيث رفض الأخير خوض مباراة الإياب في تشيلي لأسباب سياسية، في المقابل نجحت أستراليا وهايتي وزائير في الوصول للعرس العالمي لأول مرة، وكانت زئير أول منتخب أفريقي غير عربي يمثل الماما أفريكا في المونديال، بلقب الفهود السوداء، الذي تحول في نهاية البطولة إلى القطط السوداء، لجهل اللاعبين بأبسط قواعد وقوانين الفيفا.

شهدت البطولة لقاء ألمانيا الغربية وجارتها ألمانيا الشرقية لأول مرّة في تاريخ المنتخبين، وانتهت بتحقيق مفاجأة من العيار الثقيل، بفوز ألمانيا الشرقية على مستضيف البطولة 1-0، وبالمثل التقى كبيرا القارة اللاتينية المنتخب الأرجنتيني ونظيره البرازيلي لأول مرة في تاريخ كأس العالم في دور المجموعتين، وانتهت المباراة بفوز البرازيليين 2-1.

من ظواهر هذه النسخة، أن المنتخب البولندي كان أول من يقهر البرازيل والأرجنتين وإيطاليا في مونديال واحد، ومثله كان المنتخب الهولندي أول من يتلاعب بجبابرة القارة اللاتينية البرازيل، الأرجنتين وأوروغواي في نسخة واحدة.

احتسب الحكم الإنكليزي جاك تايلور، أول ركلة جزاء في مباراة نهائية، لمصلحة هولندا ضد ألمانيا الغربية، ليرد بعدها أصحاب الأرض بثنائية عن طريق باول برينتر بنفس الكيفية، ثم الهدف رقم 100 للماكينات في كأس العالم، والتتويج باللقب الثاني على طريق جيرد مولر، لتصبح ألمانيا أول بلد يعانق الكأس الجديدة، ورابع بلد تنظم كأس العالم وتفوز به بعد أوروغواي، إيطاليا وإنكلترا، أما جائزة الهداف، فكانت من نصيب البولندي غريغوري لاتو، برصيد 7 أهداف.

الأرجنتين 1978

بسبب الانقلاب العسكري الذي قام به الجنرال خورخي فيديلا قبل عامين من انطلاق المونديال، فاجأ نجم الجيل آنذاك يوهان كرويف، عالم كرة القدم، بعدم سفره إلى الأرجنتين، اعتراضا على المذابح التي ارتكبها الجنرال العسكري في البلد اللاتيني، فضلا عن غياب 5 من أبرز نجوم ألمانيا الغربية –بطلة النسخة السابقة-، في مقدمتهم فرانز بيكنباور وجيرد مولر لأسباب أمنية.

شهد المونديال الأرجنتيني ترشح جُل كبار اللعبة، باستثناء المنتخب الإنكليزي، الذي أخفق في التأهل للمرة الثانية على التوالي، والمفاجأة كانت في ظهور ممثل عربي ثالث بعد مصر والمغرب، وهو المنتخب التونسي، الذي حقق أول انتصار عربي في التاريخ، على حساب المكسيك بثلاثية مقابل هدف، من إمضاء علي كعبي ونجيب غميض ومختار الذويب.

خسر نسور قرطاج مباراتهم الثانية في المجموعة بهدف نظيف أمام بولندا، ثم تعادلوا في اللقاء الختامي مع حامل اللقب منتخب ألمانيا الغربية، ليودع المنتخب التونسي البطولة مرفوع الرأس، محتلا المرتبة الثالثة برصيد 3 نقاط، بفارق نقطة واحدة عن الوصيف الألماني.

أقيمت المباراة النهائية في العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس، وسط حضور أكثر من 70 ألف مشجع في ملعب “مونيومنتال”، وفاز البلد المنظم على وصيف نسخة 1974 المنتخب الهولندي، بنتيجة 3-1، بعدما امتدت للأشواط الإضافية، منهم ثنائية لهداف البطولة ماريو كمبيس، صاحب الأهداف الستة.

مونديال المؤامرة

يُعرف مونديال إسبانيا 1982 بين الجمهور العربي عموما والجزائري بالتحديد، بـ “مؤامرة خيخون”، التي دبرتها ألمانيا الغربية مع النمسا، من أجل إقصاء رابح ماجر ورفاقه من الدور الأول لكأس العالم، بعدما جمعوا 4 نقاط من انتصارين على ألمانيا الغربية وتشيلي، مقابل هزيمة أمام النمسا، التي هُزمت في اللقاء الأخير أمام الألمان بهدف نظيف، وهي النتيجة الوحيدة، التي كانت تكفي لخروج محاربي الصحراء.

شهد المونديال حادثة أخرى فريدة من نوعها، وكانت في مباراة فرنسا والكويت، وتحديدا بعدما سجلت فرنسا الهدف الرابع، حيث احتج لاعبو الكويت على صحة الهدف، ليتدخل الشيخ فهد الأحمد الصباح رئيس الاتحاد الكويتي وشقيق أمير البلاد، بالنزول إلى أرض الملعب، ليقنع الحكم السوفييتي ستوبار، بإلغاء الهدف، وهو ما حدث بالفعل، ورغم ذلك، عاد منتخب الديكة ليسجل الهدف الرابع، في المقابل خسر الحكم شارته الدولية ولم يظهر في أي مباراة دولية أخرى.

بعدما توسعت البطولة بمشاركة 24 منتخبا بدلا من 16، حضر عمالقة اللعبة، باستثناء وصيف آخر نسختين المنتخب الهولندي، في المقابل ظهرت 5 منتخبات جديدة للمرة الأولى في كأس العالم، وهي الكويت والجزائر والكاميرون وهندوراس ونيوزيلندا.

أقيمت البطولة بنظام غريب، تم تفعيله للمرة الأولى والأخيرة في هذه النسخة، بتوزيع الـ24 منتخبا على 6 مجموعات تضم كل واحدة منها 4 فرق، ويتأهل أول اثنين منها إلى دور المجموعات الثاني، الذي يضم 12 فريقا موزعين على 4 مجموعات، يتأهل الأول منها إلى الدور نصف النهائي.

وصلت إيطاليا للدور التالي من بطولة كأس العالم 1982 دون تحقيق أي فوز، إذ تعادلت مع الكاميرون 1-1 ومع البيرو 1-1 ومع بولندا 0-0، لتتجاوز الأرجنتين والجيل الأسطوري للبرازيل بقيادة زيكو، سقراط وفالكاو في الدور الثاني، ثم بولندا في نصف النهائي، وفي الأخير قضت على ضحيتها المفضلة ألمانيا بثلاثية مقابل هدف في نهائي “سانتياغو بيرنابيو”.

تم الاحتكام لركلات الترجيح للمرة الأولى في المونديال، مباراة نصف النهائي بين ألمانيا الغربية وفرنسا، كذلك أهدر الإيطالي كابريني ركلة جزاء في المباراة النهائية مع ألمانيا الغربية في بطولة كأس العالم 1982، كأول ركلة جزاء تُهدر في المباريات النهائية لكأس العالم.

ظفر الإيطالي باولو روسي بجائزة الهداف، برصيد 6 أهداف، كذلك حاز على جائزة أفضل لاعب، رغم انقطاعه عن اللعب لعامين بسبب قرار قضائي بسجنه سنتين بعد فضيحة التوتونيرو بإيطاليا الخاصة بالتلاعب بنتائج المباريات.

مونديال مارادونا 1986

حصلت المكسيك على شرف استضافة المونديال للمرة الثانية في تاريخها، بعد اعتذار كولومبيا بشكل رسمي، بسبب الضائقة المالية، التي عصفت بالبلاد قبل تنظيم الحدث، لتصبح المكسيك أول دولة تنظم كأس العالم مرتين، رغم الزلزال القوي، الذي هز البلاد عام 1985.

شهد المونديال مشاركة ممثلين عن عرب آسيا وأفريقيا، وكانا العراق والمغرب، في ما أحدث أسود أطلس مفاجأة مدوية، بالوصول إلى الأدوار الإقصائية، ليصبح أول منتخب عربي يحقق هذا الإنجاز، بعد تعادله مع إنكلترا وبولندا بدون أهداف، ثم بتجاوز البرتغال بنتيجة 3-1، أما أسود الرافدين، فلم يعرفوا سوى الهزيمة أمام المكسيك، باراغواي وبلجيكا.

يُعرف حتى الآن بمونديال مارادونا، للطريقة التي غير بها نظرة العالم للاعب كرة القدم، بخرافاته مع التانغو الأرجنتيني، منها الهدف الأفضل والأجمل في تاريخ المونديال، الذي سجله في مرمى المنتخب الإنكليزي في ربع النهائي، بمراوغة كل من يقابله من منتصف ملعبه، والأغرب هدفه الشهير باليد في نفس المباراة، وتبعها قاد بلاده لتجاوز بلجيكا في نصف النهائي، ثم الماكينات الألمانية بنتيجة 3-2 في النهائي.

عادلت ألمانيا رقم هولندا السلبي، بالحسرة على المباراة النهائية لكأس العالم للمرة الثانية على التوالي، بينما ربح أيقونة توتنهام والمنتخب الإنكليزي غاري لينيكر على جائزة الهداف.

مونديال سكيلاتشي

استضافت إيطاليا كأس العالم للمرة الثانية في تاريخها عام 1990، معادلة رقم المكسيك، التي نجحت بدورها في تنظيم البطولة مرتين عامي 1970 و1986.

مرة أخرى شارك منتخبين عرب في كأس العالم، وهما الإمارات ومصر، وكانت المرة الأولى والأخيرة للفريق الخليجي، أما الفراعنة، فتركوا واحدة من أسوأ البصمات في التاريخ، بتحويل مباراتهم ضد أيرلندا، إلى الأكثر مللا في كل العصور، بفاصل من اللعب السلبي بين أحمد شوبير وطاقم المدافعين، بتدوير الكرة بينهما في أغلب فترات المباراة، ما تسبب لاحقا في تعديل قوانين الفيفا، بمنع الحارس من الإمساك الكرة بيده عندما تعود إليه من قدم زميله.

شارك النجم الكاميروني روجيه ميلا بعمر 38 عاما، بطلب من رئيس البلاد، ليتحول إلى لقطة ثابتة في أرشيف المونديال، برقصته الشهيرة على الخط، بعد هدفه الشهير في مرمى الحارس الكولومبي هيغيتا، والتي تكررت 4 مرات في البطولة.

بعد إنجاز الكاميرون بالوصول إلى دور الثمانية للمرة الأولى في تاريخ ممثلي أفريقيا، قرر الفيفا رفع حصة الماما أفريكا من مقعدين إلى ثلاثة في مونديال أمريكا التالي.

نال الإيطالي سالفاتوري سكيلاتشي جائزة البطولة برصيد 6 أهداف، في واحدة من كبرى المفاجآت، لقلة خبرته وعلامات الاستفهام الكثيرة حول سبب استدعائه قبل المونديال، حيث كان رصيده قبل كأس العالم، مباراة واحدة بقميص الأدزوري.

في ليلة بكى فيها دييغو أرماندو مارادونا، فازت ألمانيا على الأرجنتين بهدف نظيف في المباراة النهائية، سجله أندرياس بريمه، من علامة الجزاء، لتعادل ألمانيا البرازيل في عدد مرات حمل كأس العالم، بواقع 3 مرات لكل منتخب، غير أن فرانز بيكنباور، عادل كذلك رقم زاغالو، بالفوز بالمونديال كلاعب ومدرب.

أمريكا 1994

كانت المرة الأولى التي تستضيف فيها الولايات المتحدة الأمريكية، كأس العالم، وإلى الآن، هناك اعتقاد سائد بأنه كان المونديال الأجمل في العصر الحديث، للتقارب الملفت في مستوى أغلب المنتخبات، في آخر نسخة جمعت صفوة منتخبات العالم الـ24.

كانت المرة الأولى، التي يعتمد فيها الفيفا نظام الفوز بثلاث نقاط، والتعادل نقطة واحدة، بعد عقود من اعتماد الفوز بنقطتين فقط.

كما جرت العادة في تلك الفترة، شارك العرب بمنتخبين، وهذه المرة سجلت المملكة العربية السعودية الظهور الأول، وشاء القدر أن تقع في نفس مجموعة المغرب، لتفجر أرض الحرمين كبرى المفاجآت، بالفوز على أسود المغرب ثم الفوز التاريخي على بلجيكا، بفضل هدف سعيد العويران، الذي حصل على لقب “هدف مارادوني”، مستنسخا مشهد دييغو الشهير في إنكلترا في ربع نهائي نسخة 1986، لتعادل إنجاز المغرب بالتأهل لدور الـ16، لكنها ودعت البطولة على يد الحصان الأسود السويدي.

كان المنتخب الكولومبي في طليعة المرشحين للفوز باللقب، حتى بيليه راهن على فالديراما ورفاقه، لكنهم ودعوا البطولة من الدور الأول، وبجريمة ما زالت عالقة في الأذهان، راح ضحيتها المدافع آندريس أسكوبار، كضريبة للهدف الذي سجله بالخطأ في مرماه أمام صاحب الأرض المنتخب الأمريكي.

دخل مهاجم روسيا أوليغ سالينكو التاريخ من أوسع أبوابه، بتسجيل خمسة أهداف دفعة واحدة في شباك المنتخب الكاميروني، ليصبح الأكثر تسجيلا للأهداف في مباراة واحدة في تاريخ المونديال.

شهد المونديال الظهور الأخير لدييغو أرماندو مارادونا على المستوى الدولي، بعد إدانته بتعاطي المخدرات، ومعاقبته بالحرمان من استكمال البطولة، في ما تبقى اللقطة الأشهر، تلك التي كان بطلها أسطورة إيطاليا روبرتو باجيو، بإهدار ركلة الجزاء الحاسمة في النهائي أمام البرازيل، حيث كان أول نهائي يُحسم بركلات الجزاء الترجيحية.

تقاسم أيقونة بلغاريا خريستو ستويتشكوف والروسي أوليغ سالينكو جائزة الهداف، بإجمالي 6 أهداف لكل لاعب، علما بأنها النسخة الأكثر مشاهدة تاريخيا، بحضور 3.9 مليون مشاهد في مدرجات الملاعب الأمريكية، بمعدل يلامس الـ70 ألف في المباراة الواحدة، وهو رقم لم يُحطم حتى الآن.

زيدان 1998

أول نسخة تُقام بالنظام الحالي، بمشاركة 32 منتخبا، وأول مرة يطبق فيها نظام الهدف الذهبي، وكان من نصيب الفرنسي لوران بلان، وكان في شباك الأسطورة تشيلافيرت في الدور ثمن النهائي.

هذه المرة، حضر العرب بالثلاثي السعودية، تونس والمغرب، مع ذلك، غادروا البطولة من الدور الأول، منهم مؤامرة لم ولن تمحى من ذاكرة صلاح الدين بصير وجماهير أسود أطلس، دبرها المنتخب البرازيلي بالتعاون مع النرويج، في المباراة الموازية لحفلة المغرب على اسكتلندا، حيث انحنى بطل العالم أمام المنتخب الاسكندينافي، ليتأهلا معا إلى الدور التالي، على حساب ممثل العرب.

شهدت المونديال معركة تاريخية بين أمريكا وإيران، في وقت كانت العلاقات السياسية أكثر توترا من الآن، ومن يفوز بهذا اللقاء كان سيحقق لبلاده نصرا مظفرا، مع ذلك تبادلا الورود والتحية قبل بداية المباراة، التي انتهت بفوز إيران بهدفين مقابل هدف، وقريبا ستكرر في مونديال قطر، بعد وقوعهما في نفس المجموعة التي تضم الثنائي البريطاني إنكلترا وويلز.

أعطت ركلات الجزاء الترجيحية ظهرها للمنتخب الإيطالي للمرة الثالثة على التوالي، بعد الأرجنتين في نصف نهائي 90 والبرازيل 94، وهذه المرة كانت أمام صاحب الأرض منتخب فرنسا في الدور ربع النهائي.

أدار الحكم المغربي الراحل سعيد بلوقولة المباراة النهائية، التي جمعت فرنسا بالبرازيل، وانتهت بفوز البلد المنظم بثلاثية نظيفة، منها ثنائية نادرة برأس الجزائري الأصل زين الدين زيدان، في ما كان أول تتويج للديكة، على حساب الجيل البرازيلي المرعب، بقيادة الظاهرة رونالدو في أعظم لحظاته في مسيرته الاحترافية، بينما ذهبت جائزة الهداف للكرواتي سوكر، والأفضل للظاهرة.

ريمونتادا رونالدو

أقيمت منافسات مونديال 2002 في 20 مدينة، وعلى أرضية 20 ملعباً، إذ قامت كل من كوريا الجنوبية واليابان باستضافة الحدث على 10 ملاعب لكل دولة منهما، معظمها قد تمّ بناؤه حديثا وقبل الانطلاقة، كأول مرة يتم فيها تنظيم البطولة خارج أوروبا والأمريكتين.

بلغ عدد حضور المشجعين ما يقارب 2.705.197، بمعدل 42 ألف مشجع في كل مباراة، قد احتشد الآلاف في الشوارع، ونُظمت الكرنفالات والمهرجانات، وسط أجواء كروية مثالية.

شهدت النسخة الـ 17 مشاركة منتخبين عربين فقط، وتلقى المنتخب السعودي 3 هزائم متتالية في الدور الأول، من أمام ألمانيا بثمانية وجمهورية أيرلندا بثلاثية والكاميرون بهدف، بينما ودع المنتخب التونسي البطولة من دور المجموعات، بعد أن جمع نقطة واحدة فقط، إذ خسر من روسيا واليابان بهدفين، وتعادل مع بلجيكا 2/2.

خرجت فرنسا حاملة اللقب 1998 من الدور الأول لكأس العالم، دون أن يسجل نجومها أي هدف، وهو أسوأ سجل لفريق حامل اللقب في تاريخ البطولة، تأثرا بغياب زيدان، الذي تحامل على نفسه وشارك في اللقاء الأخير أمام الدنمارك، وهو مصاب.

كانت النسخة الأولى، التي يتم فيها تشفير المباريات، بإلزام المشاهد على الاشتراك في القنوات الرياضية الخاصة الجديدة –آنذاك-، نظير مشاهدة لعبة الفقراء، وذلك بعد عقود من البث المجاني في كل أرجاء العالم.

تأهلت كوريا الجنوبية إلى الدور نصف النهائي، بعد إقصاء إيطاليا وإسبانيا، بأخطاء تحكيمية كارثية، بقيادة الحكم الإكوادوري بايرون مورينو أمام أسياد الدفاع، والمصري جمال الغندور أمام الماتادور، إلى أن توقف المشوار أمام ألمانيا في اللقاء المؤهل للمباراة النهائية.

في عالم مواز، كان الظاهرة رونالدو يعطي دروسا مجانية في الإرادة وقهر المستحيل، بعودة خارقة من إصابته المروعة، التي أبعدته عن الملاعب أكثر من 18 شهرا، بقيادة بلاده لمعانقة الذهب للمرة الخامسة والأخيرة، بفضل أهدافه الثمانية، كأول لاعب يكسر حاجز الستة أهداف، منذ عقود، كان أبرزهم وأكثرهم أهمية، ثنائيته في مرمى أفضل لاعب في البطولة، الحارس أوليفر كان، في المباراة النهائية.

معجزة إيطاليا

استضافت ألمانيا نسخة 2006 من المونديال حيث تعرض فيفا والبلد المستضيف لهجوم حاد بسبب اتهامات بالفساد سواء بالضغط على أعضاء الاتحاد الدولي أو أعطاء رشاوي لشراء أصواتهم ولتأمين تنظيمها للبطولة على حساب جنوب أفريقيا، لكن في الأخير نفت برلين الاتهامات.

مرة أخرى وقعت السعودية في مجموعة واحدة مع ممثل العرب الثاني المنتخب التونسي، وكلاهما خرج على يد إسبانيا وأوكرانيا.

شهد المونديال الألماني الظهور الأول للثنائي الأفضل في العصر الحديث كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، في كأس العالم مع البرتغال والأرجنتين.

حصدت إيطاليا اللقب الرابع تاريخيا، بعد الإطاحة بأستراليا ثم أوكرانيا في ثمن وربع النهائي، قبل أن يأتي موعد الصدام مع صاحب الأرض، تلك المباراة التي ظلت على نتيجة البياض، إلى أن فعلها الضيوف بتسجيل هدفين عن طريق فابيو غروسو وألكس ديل بييرو، وأيضا في الأشواط الإضافية، بذكريات نصف نهائي 1982.

في الجانب الآخر، كان الفرنسي زين الدين زيدان، يقدم أفضل أداء فردي في البطولة، وتجلى ذلك في أدائه الخيالي أمام سحرة البرازيل في ربع النهائي، ثم بالتلاعب بكريستيانو رونالدو ولويس فيغو، وباقي رموز البرتغال في نصف النهائي، ليتوقف عند لقطته الشهيرة مع ماتيرادزي، في النهائي، الذي ابتسمت فيه ركلات الجزاء لأسياد الدفاع.

ورغم طرد زيدان، إلا أنه نال جائزة أفضل لاعب في البطولة، في المقابل خرج الألماني كلوزه بجائزة الهداف، والاخطبوط جيجي بوفون بجائزة القفاز الذهبي، كأفضل حارس، والمثير أن إيطاليا توجت باللقب، في خضم فضيحة الكالتشيو بولي، التي تسببت في هبوط يوفنتوس لدوري السيري بي.

آخر الأبطال 2010

استضافت جنوب أفريقيا المونديال، كأول بلد أفريقي يحظى بهذا الشرف، وأول بلد بعد اليابان وكوريا الجنوبية، تُسند إليه مهمة التنظيم من خارج أوروبا والأمريكتين.

كان الاعتقاد السائد، بأن ميسي ورونالدو، سيذهبان بالأرجنتين والبرتغال لأبعد مكان في البطولة، لكن الأول توقف أمام الألمان في الدور ربع النهائي، بينما الثاني فغادر مبكرا من الدور الـ16، بالهزيمة أمام إسبانيا بهدف ديفيد فيا الوحيد، الذي خطف جائزة أفضل لاعب في البطولة، بعد منافسة شرسة مع دييغو فورلان وويسلي شنايدر.

خطف توماس مولر، جائزة أفضل لاعب صاعد، مدربه يواكيم لوف على جائزة أفضل مدرب، بينما ذهبت جائزة القفاز الذهبي للقديس إيكر كاسياس.

كان المنتخب الإسباني، ثامن وآخر بطل لكأس العالم، بعد السبعة الكبار، وذلك بعد فوزه على ملك النحس، المنتخب الهولندي بهدف الرسام أندريس إنييستا، في ثالث نهائي يتحسر عليه شعب الأراضي المنخفضة.

الغزو الألماني

سارت البرازيل على خطى المكسيك وإيطاليا وفرنسا، بالحصول على شرف تنظيم كأس العالم للمرة الثانية في العام 2014.

يتذكر الجمهور العربي الأداء العظيم للمنتخب الجزائري أمام ألمانيا في موقعة دور الـ16، تلك المباراة التي كان بطلها الحارس مانويل نوير، ولولا غياب التوفيق، لتأهل محاربي الصحراء إلى الدور ربع النهائي.

بعد النجاة من الفخ الجزائري، شقت ألمانيا طريقها نحو النهائي، بإزاحة فرنسا من ربع النهائي، ثم إهانة البرازيل بالسبعة النكراء في أتعس ليلة في تاريخ وطن السامبا، وفي الأخير جاء الدور على ليونيل ميسي، ليكون الضحية في النهائي، بعد الندم على فرصة هيغواين، التي أعادت إلى الأذهان الفرصة التي أهدرها روبن أمام إسبانيا، وعوقب بعدها بهدف إنييستا، تماما كما فعلها الفتى المعجزة ماريو غوتسة.

عادلت ألمانيا عدد مرات فوز إيطاليا باللقب العالمي، لكل منهما 4 ألقاب، على بعد بطولة واحدة من ملوك السيليساو.

متوسط عدد الأهداف في المباراة الواحدة عقب 62 مباراة من بين 64، وهذا أكبر من متوسط كأس العالم بجنوب إفريقيا قبل 4 سنوات وقدره 2.27 هدف في المباراة الواحدة إلا أنه أقل بكثير من الرقم القياسي لمتوسط عدد الأهداف في كأس العالم بسويسرا عام 1954 والبالغ 5.38 هدف.

بلغ متوسط عدد الأهداف في المباراة الواحدة 2.69، وهذا أكبر من متوسط كأس العالم بجنوب إفريقيا قبل أربع سنوات وقدره 2.27 هدف في المباراة الواحدة، إلا أنه أقل بكثير من الرقم القياسي لمتوسط عدد الأهداف في كأس العالم بسويسرا عام 1954 والبالغ 5.38 هدف.

تمكن الأسطورة ميرسلاف كلوزه، من الوصول لهدفه رقم 16 على مستوى كأس العالم، ليصبح الهداف التاريخي لكأس العالم، بفارق هدف عن الظاهرة رونالدو.

مونديال الثلج 2014

نظمت روسيا النسخة رقم 21، بمشاركة 32 منتخبا، في حضور أساطير ونجوم الحقبة، في مقدمتهم رونالدو وميسي، ومحمد صلاح، بعد ظهور الفراعنة للمرة الثالثة في كأس العالم.

ومرة أخرى، صُدم عشاق الدون وليو، بالخروج المبكر للبرتغال والأرجنتين من دور الـ16 على يد أوروغواي وفرنسا.

كالعادة، لعبت السعودية ضد واحد من ممثلي العرب، وكان المنتخب المصري، ورغم فوز السعودية على أصدقاء صلاح –المصاب في كتفه-، إلا أنه لم يكن كافيا لمرافقة أوروغواي إلى الدور التالي، بعدما جمع البلد المنظم 6 نقاط من الثنائي العربي.

شهد مونديال الثلج، أكبر حضور عربي على الإطلاق، بمشاركة تونس والمغرب جنبا إلى جنب مع السعودية ومصر، لكنهم أخفقوا في التأهل للدور التالي.

شهدت البطولة تسجيل 169 هدفا، فيما توج اللاعب الإنكليزي هاري كين بلقب الهداف بعد أن نجح في تسجيل 6 أهداف، بفارق هدفين عن أقرب اللاعبين له.

توجت فرنسا باللقب للمرة الثانية في تاريخها، معادلة رقم أوروغواي والأرجنتين، وعلى بعد لقبين من الجارتين ألمانيا وإيطاليا، وثلاثة عن البرازيل .. فهل ستشهد نسخة قطر البطل التاسع؟

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس