عندما تعصف التجاذبات الإقليمية والدولية بالصومال

33

بقلم : الهضيبي يس

أفريقيا برسالصومال. مايزال الصومال يعيش تحت ضغوط وتجاذبات إقليمية ودولية جعلت من هذا البلد الواقع في شرق القارة الأفريقية يعاني من تدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية على مر عقود ماضية. سيما وأن الموقع الجغرافي للصومال هو الآخر قد شكل واحدةً من تلك الصراعات التي خلقت مايعرف بالتجاذبات الإقليمية والدولية.

منها دول الجوار الصومالي مثل كينيا وإثيوبيا وأوغندا، البلدان التي تنظر للصومال وفقاً لسياساتها الخارجية بضرورة السيطرة على البلد الهش منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي وهو ما جعل حالة التنافس حول الأراضي والموارد الصومالية جائزاً.

عبد القادر كاوير، مراقب لشؤون دول شرق أفريقيا

ويقول المهتم بشؤون دول شرق أفريقيا عبدالقادر كاوير في حديث لموقع “أفريقيا برس”؛ أن تلك المطامع التي أنتجت التجاذبات الإقليمية والدولية ليست بوليدة اللحظة، بل هي قديمة وهدفها تحويل دول مثل الصومال إلى مستودعات لموارد الطبيعية. مستدلاً بإقحام الصومال في الآونة الأخيرة ضمن دول المحاور الإقليمية من دول تضم الإمارات، السعودية ، الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.

بينما في الطرف الآخر كانت قطر، تركيا، روسيا، وإيران، الأمر الذي تسبب في شرخ و إنقسام داخل الدولة الصومالية بصنع جماعات وكيانات هدفها تحقيق مصالح كل طرف.

وطبقا لكاوير فإن مايحدث تسبب في إضعاف الدولة ومؤسساتها، سياسياً وأمنياً من تصاعد لعمليات إرهابية، وغياب سيادة الدولة بتدخل في شؤون اتخاذ القرار.

جميع هذه العوامل متى ما استمرت من شأنها جعل الدولة، تحت وصاية تلك الأطراف من تحالفات إقليمية ودولية.

حسن الشيخ، كاتب وصحفي

من جهته عبر الكاتب الصحفي حسن الشيخ في حديث لموقع “أفريقيا برس”؛ عن أسفه الشديد من مجمل التجاذبات الإقليمية والدولية في الصومال التي لا تصب لصالح البلاد. وأضاف: “التجاذبات الإقليمية حولت الصومال لدولة هشة ضعيفة وفي تقديري هو عمل مخطط وممنهج للاستفادة من كل ماتتمتع به البلاد من إمكانيات وقدرات”.

ويتابع الشيخ في حديثه أن “الحرب التي يعيش فيها الصومال من حرب ضد حركة الشباب، وبقية المجموعات الخارجة عن القانون وسعت وماتزال تسعى إلى استنزاف الدولة وكان بمقدور دول المحاور الإقليمية والدولية إنهاء مايحدث من اقتتال”.

وأضاف: “مخططات إعادة الاستعمار بصورة جديدة، وضعت الصومال أمام امتحان من الشد والجذب وهو ما أثر على الدولة في شأن إدارتها وكال لها الاتهامات لمسؤوليتها بالسعي إلى تنفيذ سياسات واملاءات خارجية”. وعبر الشيخ عن مخاوفه من أن “استمرار مايحدث سيعرض الصومال لتقسيم جغرافي جديد مابين مجموعات المحاور تحمل أهداف متأثرة بتجاذبات إقليمية ودولية”.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here