كارثة صحية: رُبع أنهار العالم تحتوي مواد سامة

11
كارثة صحية: رُبع أنهار العالم تحتوي مواد سامة
كارثة صحية: رُبع أنهار العالم تحتوي مواد سامة

أفريقيا برس – الصومال. حذرت دراسة جديدة من أن أكثر من ربع الأنهار في العالم تحتوي على «مستويات قد تكون سامة» من الأدوية التي تصرف بدون وصفة طبية أو الأدوية الموصوفة من قبل أطباء.

وقالت الدراسة الجديدة التي استعرضتها جريدة «دايلي ميل» البريطانية في تقرير اطلعت عليه «القدس العربي» إن من بين الأدوية التي تلوث عدداً كبيراً من الأنهار في العالم ويمكن أن تؤدي لكارثة صحية «مضادات الهيستامين والمضادات الحيوية والكافيين».

وأخذ الباحثون عينات من 258 نهراً في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك نهر التايمز في لندن والأمازون في البرازيل، لقياس وجود 61 نوعاً من الأدوية.

وفي 25.7 في المئة من مواقع أخذ العينات كانت تركيزات مادة واحدة على الأقل أكبر من التركيزات «المعتبرة آمنة للكائنات المائية» وبالتالي اعتبرت سامة محتملة. وتضمنت الملوثات التي وجدت بتركيزات ضارة بروبرانولول (حاصرات بيتا لمشاكل القلب مثل ارتفاع ضغط الدم) سلفاميثوكسازول (مضاد حيوي للعدوى البكتيرية) سيبروفلوكساسين (مضاد حيوي للعدوى البكتيرية) ولوراتادين (مضاد للهستامين للحساسية).

لكن أكثر المكونات الصيدلانية النشطة التي تم اكتشافها هي الكافيين والعقار المضاد للصرع كاربامازيبين والميتفورمين.

وتتدفق آثار المخدرات من النفايات البشرية إلى البيئة الطبيعية، خاصة عندما تكون محطات الصرف الصحي سيئة الإدارة متاخمة للأنهار، بحسب ما نقلت «دايلي ميل» عن الباحثين.

وأجرى الدراسة الجديدة فريق دولي من الباحثين بقيادة الدكتور جون ويلكينسون في جامعة يورك ببريطانيا.

وقال الدكتور ويلكينسون: «لقد عرفنا منذ أكثر من عقدين أن الأدوية تشق طريقها إلى البيئة المائية حيث قد تؤثر على بيولوجيا الكائنات الحية. لكن واحدة من أكبر المشكلات التي واجهناها في معالجة هذه المشكلة هي أننا لم نكن ممثلين للغاية عند مراقبة هذه الملوثات، حيث تركزت جميع البيانات تقريبًا على مناطق قليلة مختارة في أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية والصين».

وأضاف: «من خلال مشروعنا تم الآن تحسين معرفتنا بالتوزيع العالمي للأدوية في البيئة المائية بشكل كبير».

وتقول الصحيفة البريطانية إن الدكتور ويلكينسون وزملاءه قاموا خلال دراستهم بتحليل تركيزات 61 مكوناً صيدلانياً نشطاً في 1052 موقعاً على طول 258 نهراً في 104 دول عبر جميع القارات.

ووفقاً للفريق لم يتم رصد الأنهار في 36 دولة من قبل بحثاً عن المستحضرات الصيدلانية.

وتم إجراء حملات أخذ العينات في جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي باستثناء مالطا، والتي لم يتم تضمينها بسبب افتقار البلاد إلى الأنهار.

وكانت الولايات المتحدة هي الدولة الأكثر دراسة على نطاق واسع، حيث تم رصد 81 موقعاً لأخذ العينات على طول 29 نهراً عبر ثماني ولايات (كولورادو وفلوريدا وهاواي وأيوا وميسوري ونيفادا ونيويورك وتكساس).

وتمثل العينات الإجمالية «البصمة الصيدلانية» لـ471.4 مليون شخص حول العالم، حسب ما يقول الباحثون.

وتضمنت الدراسة مواقع أخذ العينات مع مجموعة واسعة من التأثيرات البشرية، تمتد من قرية يانوماني (أحد السكان الأصليين في منطقة الأمازون) في فنزويلا، حيث لا يتم استخدام الأدوية الحديثة، إلى بعض المدن الأكثر اكتظاظاً بالسكان على هذا الكوكب بما في ذلك دلهي وسيئول ونيويورك وكينشاسا ولندن.

وبعد تحليل العينات، وجد الباحثون أن أعلى تركيزات تراكمية كانت في مواقع في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا وأمريكا الجنوبية، مع تسجيل أعلى متوسط ​​تركيزات تراكمية في لاهور، باكستان، تليها لاباز في بوليفيا، وثالثا أديس أبابا في إثيوبيا.

ووجد الخبراء أنه مما لا يثير الدهشة أن المواقع الأكثر تلوثًا كانت في البلدان ذات الدخل المنخفض إلى المتوسط ​​في المناطق المرتبطة بالبنية التحتية السيئة لمياه الصرف الصحي وإدارة النفايات.

وتضمنت الأنشطة الأكثر ارتباطاً بأعلى مستويات التلوث الصيدلاني إلقاء القمامة على طول ضفاف الأنهار، وعدم كفاية البنية التحتية لمياه الصرف الصحي وتصنيع الأدوية، وإلقاء محتويات خزانات الصرف الصحي المتبقية في الأنهار.

ومن المثير للاهتمام أن المستويات العالية من التلوث الصيدلاني كانت مرتبطة بشكل إيجابي بالمناطق ذات متوسط ​​العمر المرتفع بالإضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة والفقر المحلية. وكان لربع جميع مواقع أخذ العينات واجهة واحدة على الأقل تتجاوز المستويات التي تعتبر آمنة للكائنات المائية أو متورطة في مقاومة مضادات الميكروبات عندما تتكيف البكتيريا والميكروبات الأخرى وتتطور استجابةً للمواد الكيميائية الحديثة المصممة لقتلها لتصبح «جراثيم خارقة» فائقة القوة.

وتقدر منظمة الصحة العالمية أن هذه الجراثيم الخارقة ستقتل 10 ملايين شخص كل عام بحلول عام 2050 ويموت المرضى بسبب عدوى غير مؤذية، وتفرض عبئاً تراكمياً قدره 100 تريليون دولار على الاقتصاد العالمي.

وفي حين أن النتائج لها آثار خطيرة على مقاومة مضادات الميكروبات، فإن الدراسة توضح النطاق العالمي للتلوث الصيدلاني في البيئة، وفقًا للخبراء.

ويقول الباحثون إنه من خلال زيادة مراقبة الأدوية في البيئة يمكن تطوير استراتيجيات للحد من الآثار المحتملة التي تسببها هذه الملوثات.

ويقترح الباحثون أن نهجهم يمكن أيضاً توسيعه في المستقبل ليشمل وسائط بيئية أخرى مثل الرواسب والتربة والنباتات، ويمكن أن يسمح بتطوير مجموعات بيانات عالمية بشأن التلوث.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here