أفريقيا برس – الصومال. يعول العديد من الشباب الصوماليين بعودة الأمن والاستقرار إلى البلاد لبدء أنشطة رياضية وترفيهية كانت في السابق حلماً يراودهم وحالت الحرب دون تحقيق ذلك. على طريق غير ممهد تصطف على جانبيه الأشجار في العاصمة الصومالية مقديشو ، يخرج الناس من منازلهم وهم يحدقون في رهبة أمام مشهد غير عادي; شابان فوق جياد أبيض ، يتسابقان في التدريب على ما يبدو أول سباق خيول في المدينة منذ عقود.
أدى التحسن النسبي للأمن إلى زيادة الطلب على الأنشطة الرياضية والترفيهية – وأثبت ركوب الخيل نجاحه. قالت أبشِرة محمد ، وهي أم لخمسة أطفال ، خلال مشاهدة التدريب ، إنها سعيدة برؤية نشاط ألهم الشباب لممارسة رياضة قد اندثرت منذ عقود في مقديشو.
أسس يحيى عيسى ، 29 عامًا ، إسطبله لتقديم دروس ركوب الخيل للجمهور وإستضافة مسابقات بين فرسان من المدينة ومن المناطق ذاتية الحكم في البلاد. ولا تزال العاصمة تتعرض بشكل متكرر لتفجيرات انتحارية دامية تشنها حركة الشباب المرتبطة بالقاعدة بهدف الإطاحة بالحكومة المركزية.
و قال عيسى ، إن الإسطبل هو رهان على أن عدم الإستقرار لن يتفاقم. وأضاف عيسى: “سباقات الخيول مخصصة للمناطق المسالمة وليس مناطق الحرب”. “يحب الأطفال وكبار السن رؤية الخيول ، فهي تتمتع بجمال يجذب الناس”.
في عهد الدكتاتور العسكري، محمد سياد بري ، الذي أُطيح به في عام 1991 ، كان رجال الشرطة هم فقط من يتعلمون ركوب الخيل. لكن الإسطبل الجديد ، الذي يقوم بنشاطه من ملعب مقديشو ويضم 14 حصانًا ، إجتذب العشرات من الشباب الصوماليين الذين شاركوا في الدروس التعليمية ويحلمون بالسباق في المنافسات الدولية ذات يوم.
وأكمل أكثر من 30 طالبًا دورة لتعلم ركوب الخيل مدتها ستة أشهر في الإسطبل ، ولدى عيسى ثمانية طلاب بدوام كامل مسجلين حاليًا ، يدفع كل منهم 100 دولار شهريًا.
ويضيف عيسى قائلا إنه وزملائه المدربين الثلاثة لا يتقاضون راتباً ، ويمول مدرسته من خلال تأجير سيارات وأعمال تأجير الأراضي. وقال إنه يأمل في أن تقدم الحكومة الدعم لتنمية الإستقرار وتطوير الرياضة بشكل أكبر في البلاد.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس
