أفريقيا برس – الصومال. في ليلة وترية من العشر الأواخر في رمضان، دعت إدارة مسجد آيا صوفيا في مدينة بفورتسهايم الألمانية، السبت لإفطار رمضاني جماعي في الشارع المحاذي للمسجد والمعروف بيورغ راتجيب المطل على نهر آنتس.
وقامت إدارة المسجد بنصب خيام للضيوف، فضلاً عن وضع طاولات في الهواء الطلق. وتدفق مئات من المسلمين القاطنين في تلك المنطقة فضلا عن زوار آخرين جاؤوا من مناطق قريبة من بفورتسهايم. كما حضرت عدة وسائل إعلامية لتغطية هذا الحدث.
بدأت إدارة المسجد قبل ساعتين من الإفطار بتحضير المكان، ونصب الخيام ووضع الطاولات. وحتى لا يشكل الحدث أي ضغط مروري فقد تم التنسيق مع بلدية المدينة حيث امتدت المائدة على جانبي الشارع، وقد لوحظ الالتزام من الجميع.
وتخللت حفل الإفطار عدة فقرات من رقصة المولوية التي تنسب لمولانا جلال الدين الرومي، كما يطلق عليها الأتراك. وقد كان للطرق الصوفية دور كبير في حياتهم.
جمع المسلمين وتقديم صورة حضارية عنهم
قال مدير مسجد آيا صوفيا علي بوغا : “رمضان شهر عظيم عند المسلمين وهو شهر يجمع الناس في نظام دقيق، ونحن من هذا المنطلق أحببنا أن نجمع المسلمين هنا دون النظر إلى جنسياتهم وأعراقهم تطبيقًا لقوله تعالى “إنما المؤمنون إخوة”، ومثل هذه اللقاءات تصنع تعارفًا وتقاربًا بين المسلمين”.
وأوضح أنه في هذه المنطقة يوجد آلاف المسلمين، من مختلف الجنسيات، و”نحن هنا نقيم بشكل يومي مأدبة إفطار في المسجد، ولكن أردنا أن نقيم مأدبة في الشارع بعد أخذ موافقة البلدية، وكما ترون فقد زاد العدد على 700 شخص”.
ويضيف أن “من خلال هذه المأدبة الرمضانية فإن الألمان يطلعون على طقس إسلامي ويرون كيف تجلس الأسر تنتظر لحظة الإفطار، ما يعطي صورة عن الالتزام الإسلامي”.
التحضير بدأ منذ أول رمضان
رغم الأعداد الكبيرة التي جاءت إلى الإفطار الجماعي، فإنّ اللافت للنظر كان دقّة التنظيم الذي يحسب لإدارة المسجد.
وقال علي ونداوي مسؤول الأنشطة الاجتماعية والمكلّف بمتابعة الإفطار “الدعوة مقررة منذ بدء رمضان المبارك، فقد ارتأت إدارة المسجد أن تقيم مأدبة إفطار جماعية للمسلمين هنا، ومنها أن يشاهد الألمان طقسًا إسلاميًّا في مكان مفتوح وليس في البيوت أو المساجد”.
وأضاف “هذا الطقس لا يتوقف عند الطعام والشراب بل هناك فقرات للمولوية موجهة للأطفال، وكذلك حديث عن أهمية رمضان ودوره في حياة المسلمين، وقبل مغادرة الضيف يقوم أعضاء العمل بتنظيف الشارع”.
وقد تم الإعداد للإفطار الرمضاني بعد أخذ الموافقات القانونية، وفق المنظمين.
لَمُّ شمل المسلمين ورسائل حضارية لغير المسلمين
كريم بلحاج علي مسؤول المركز الإسلامي العربي في بفورتسهايم قال: “هذا اللقاء كان بمثابة لمّ شمل المسلمين هنا، فنحن نرى جنسيات مختلفة جمعها الشهر الفضيل، وما قام به الإخوة الأتراك سيكون سُنة سنوية ونتمنى أن يقوم مركز إسلامي عربي بذلك في السنة المقبلة”.
ولفت إلى أنه في هذه الأجواء الرمضانية كانت ثمة رسائل لجوارنا الألمان عن عظمة الإسلام وأخلاق المسلمين، وقال إن الإفطار كان “مفتوحا لجميع الضيوف ولا توجد بطاقات دعوة وإنما هي دعوة عامة للمسلمين ولغير المسلمين، للمسلمين كي يلتقوا على مائدة واحدة، ولغير المسلمين ليتعرفوا من كثب على حقيقة هذا الدين وأخلاق أهله”.
أجواء روحانية رمضانية
هيثم عيناوي -سوري- قال : “حضرت مع مجموعة أصدقاء من مدينة باد فيلدباد التي تبعد 25 كيلومترا عن بفورتسهايم تلبية لدعوة الإفطار التي أعلن عنها بعد صلاة الجمعة الفائتة، حقيقة ما يشدّ المرء هنا تلك الأجواء الروحانية التي تسيطر على المكان، مع حسن الاستقبال والتنظيم الدقيق، وقد لاحظت وجود ألمان في الدعوة، وهذا يدل على تأثير الإسلام ولا سيما رمضان على غير المسلمين”.
ويضيف “هنا التقيت عددا من الإخوة السوريين ربما لم أر بعضهم من مدة طويلة وتعرفت على آخرين، وكما تعلمون فإن الظروف في سوريا أجبرت ملايين البشر على النزوح من وطنهم، وقد وفد إلى ألمانيا مئات الآلاف منهم، أتمنى أن تتطور هذا البادرة لتكون حافزًا لنا على العمل على جمع المغتربين السوريين والعرب في لقاءات رمضانية في كل المدن الألمانية”.
“آيا صوفيا” الألماني تيُّمنًا بمسجد آيا صوفيا في إسطنبول
يذكر أن مسجد آيا صوفيا في بفورتسهايم افتتح عام 1989، وهو مسجد من طابقين، أطلق عليه الأتراك آيا صوفيا تيُّمنًا بمسجد آيا صوفيا في إسطنبول.
ويقع المسجد في وسط المدينة، في شارع يورغ راتجيب، ويصلي فيه عدد كبير من العرب الوافدين في بفورتسهايم.
وبسبب صغر المساحة للمسجد والأعداد الكبيرة التي تأتي للصلاة فيه يوم الجمعة فقد تمّ الاتفاق بين إدارة المسجد والمركز العربي الإسلامي في بفورتسهايم على إقامة صلاة جمعة للعرب بعد صلاة الأتراك. كما أن خطبة الجمعة تلقى باللغة العربية والألمانية، وفق كريم بلحاج علي.
المصدر: الجزيرة نت
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس