الصومال.. ما طبيعة استراتيجية مكافحة الإرهاب عند الرئيس حسن شيخ محمود

22

الهضيبي يس

أفريقيا برس – الصومال. تتجه الصومال إلى تبني استراتيجية جديدة لمكافحة الإرهاب مع قدوم الرئيس المنتخب للمرة الثانية من قبل البرلمان حسن شيخ محمود.

نشاط عسكري

ووفقا لما توفر من معلومات فإن الاستراتيجية الصومالية، سوف تعتمد على تعزيز دور القوات الإقليمية والدولية خلال الفترة القادمة للحد من أنشطة حركة الشباب المصنفة إرهابيا منذ العام 2008 من قبل المجتمع الدولي. والاستفادة من قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن الأخير بإعادة قوات المارينز الخاصة للقتال في الصومال عبر إرسال 500 جندي أمريكي.

مخاوف إقليمية

تمدد نشاط الحركة وفي غضون نحو ثمانية أشهر نفذ عناصر الحركة مايفوق عن 440 عملية إرهابية استهدفت من خلالها مواقع استراتيجية بالعاصمة مقديشو. كذلك نشاط الحركة الذي أصبح مقلقا للحكومة الصومالية، وبقية دول الجوار بمنطقة شرق أفريقيا، ما جعل الاتحاد الأفريقي يزيد من حجم قوات بعثة “اميصوم” بواقع بلغ “19” ألف جندي من دول كينيا، يوغندا، جيبوتي، روندا، إريتريا؛ لمجابهة مخاطر حركة الشباب الصومالية بحلول العام 2022. واستناداً على بعض الدراسات والمسوحات فإن حركة الشباب استطاعت إحداث تغيير وسط المجتمعات الصومالية بواقع 17%، مما زاد من حجم عمليات العنف والتجنيد وسط الشباب الصومالي.

استراتيجية “النتف”

ويرجح بعض المراقبون بأن تتجه حكومة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلى تطبيق استراتيجية “نتف الدجاجة”؛ وهي برنامج يجمع ما بين المخطط العسكري لتوجيه ضربات لعناصر حركة الشباب، مع تطوير الكيانات الاجتماعية “العشائر والقبائل” برفع الوعي في أوساطها بغرض نزع طبيعة فعل الحركة وسياستها عن طريق النتف بعد سنوات من الهيمنة والسيطرة العسكرية، وهي سياسية أمريكية أستخدمت في الصومال إبان عهد الرئيس الأمريكي بل كلينتون خلال العام 1992 للحد من الحرب الأهلية آنذاك. ويؤكد المراقبون بأن حكومة الرئيس الشيخ لن تتخلى عن المفهوم الأمني رغم إيمان بعض أعضائها بضرورة فتح باب للتفاوض مع قيادة حركة الشباب والتوصل إلى تفاهمات تنهي حالة الحرب.

دعم دولي

بالإضافة إلى رغبه المجتمع الدولي في دعم التحول الأمني والسياسي بحلول العام 2024 حينها يفترض ان تنسحب قوات حفظ السلام الأفريقية من الصومال وتسليم الأجهزة الأمنية مسؤولية أمن البلاد. علاوة على إظهار الحكومة الجديدة برئاسة حسن شيخ محمود بأنها تحظى بدعم دولي من دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها على صعيد ملف مكافحة الإرهاب، مما يساعدها بتلقي المساعدات العسكرية والوجستية

مناخ سياسي

راجح عمر، كاتب وصحفي
راجح عمر، كاتب وصحفي

ويقول الكاتب الصحفي راجح عمر في حديث لموقع “أفريقيا برس”؛ “ترغب الصومال في توظيف الأجواء السياسية التي طرأت عليها بانتخاب رئيس جديد، وإعادة ترتيب الملعب داخليا وخارجيا.
داخليا؛ يكمن في التبشير ببرنامج مبادرة التوافق والمصالحة الذي تبناها الرئيس حسن شيخ محمود، والتي تهدف لتوسعة المشاركة الأهلية في إدارة نظام حكم الأقاليم وإحداث اختراق على مستوى العزلة السياسية التي سعت إليها حركة الشباب في تطبيقها ما بين المركز وبعض الأقاليم بجنوب ووسط الصومال”.

وخارجيا يقول عمر إنه يكمن في “استقطاب المنح والقروض لتنفيذ مجموعة مشاريع اقتصادية للحد من الفقر الذي ساهم بشكل مباشر في التحاق أعداد كبيرة من الشباب بالحركة نتيجة لانعدام فرص العمل، وكذا تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، وسريان الخطاب السياسي للحركة، أيضا تأهيل وتدريب عناصر الجيش الوطني في التصدي لعمليات الحركة والكشف عن مخططاتها قبيل التنفيذ وقطعا لن يتثني ذلك من دون دعم خارجي انطلاقا من مبدأ أن قضية المكافحة لم تعد حكرا على دولة بعينها”.

رمال متحركة

جمال علي - كاتب صحفي في الشؤون الدولية
جمال علي، كاتب صحفي في الشؤون الدولية

ويوضح الكاتب الصحفي جمال علي في حديث لموقع “أفريقيا برس”؛ إن مسألة إدارة ملف مكافحة الإرهاب في دولة مثل الصومال تعاني من تعقيدات أمنية وسياسية وأزمة اقتصادية، أمر بالغ الصعوبة ويحتاج إلى خطط واستراتيجية متحركة قابلة للتعاطي مع كافة متغيرات المناخ الداخلي والخارجي. ويردف جمال “كما فعلت الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس ترامب وقتها وقررت الانسحاب من الصومال، والآن بحلول شهر مايو لعام 2022 عادت مجددا مع الرئيس جو بايدن”. مضيفا “باختصار الأمر هو شبيه بالرمال المتحركة وغير قابل للتعامل مع فرضية واستراتيجية محددة، نسبة لعوامل المتغيرة على الأرض ما بين السياسية والعسكرية وعلاقات الدول فيما بينها”.

 

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here