أفريقيا برس – الصومال. اختتمت الأسبوع الماضي مظاهرات حاشدة شهدتها العاصمة الصومالية مقديشو للتنديد بممارسات حركة الشباب الإرهابية، واتخاذ موقف واضح من الحرب الجارية ضدها في المحافظات المختلفة، وتبيان تعاطف سكان العاصمة مع آلام ومواجع سكان الأقاليم الناجمة عن جرائم الانتقام البربرية.
وإذ استعادت القوات الحكومية مدعمة بثوار العشائر عددًا من البلدات والقرى والمقاطعات من يد الحركة في ولايتي هيرشبيلى وغلمدغ، واجه السكان المحليون سطوة الإرهابيين واضطهادهم، وشاهدوا جنون الانتقام في أبهى صوره، ما استثار تعاطف سكان مقديشو الذين عانوا الأمرين من الحركة الإرهابية وفقدوا العديد من الأقارب والأصدقاء جراء التفجيرات.
هذه التظاهرات المنددة جاءت بتنظيم من الحكومة الصومالية، التي منحت طلاب المدارس والجامعات إجازة لمنحهم فرصة المشاركة وتسجيل موقف مشرف. ومن الساحات التي احتضنت المتظاهرين ملعب المهندس يريسو شمال العاصمة بحضور أكثر من 10 آلاف شخص، حيث رفعوا لافتات تدعم العمليات العسكرية الجارية.
وقد شارك الرئيس الصومالي د. حسن شيخ محمود في التجمع وألقى كلمة عن المجازر والممارسات الإجرامية التي ترتكبها حركة الشباب ضد الشعب الصومالي والمدنيين العزل. وذكَّر الرئيس الشعب بالذكريات المؤلمة التي نقشها الإرهابيون في ذاكرتهم. كتفجير زوبى 1و2 وتفجيرات فندق شامو وتقاطع أفجويى، التي راح ضحيتها المئات من المواطنين.
وعلى الرغم من الأثر المحدود للكلمات في هذه الحرب المدمرة مع الإرهاب، فإن زيادة الوعي من شأنه أن يعزز من عزيمة الجيش الصومالي وقدراته، إذ أن المدافع والدبابات لا تردع أهدافها دون معلومة من مدني آمن بخطورة الإرهابيين على مستقبله وأمته. ما يجعل زيادة الوعي ركيزة أساسية لاستمرار النضال حتى تحرير آخر شبر من البلاد.
استهداف المدنيين: استنساخ المافيا باسم الدين
قتلت حركة الشباب 300 رأس من الماشية يوم الخميس الماضي في مدينة محاس بمحافظة هيران. هذه الجريمة الانتقامية البشعة تأتي في وقت تعاني فيه معظم مناطق البلاد من جفاف يهدد حياة الملايين من الصوماليين. وبررت الحركة موقفها بردة مالكيها عن الدين واستحلوا بذلك دمائهم وأموالهم!
وقد سبق للحركة أن قامت بحرق مركبة تقل مجموعة من المدنيين في ريف مدينة بلدوين وقتل في الحادثة تسعة أشخاص، كما شنت أيضًا تفجيرات انتحارية على مدينة بلدوين راح ضحيتها العشرات من المدنيين الأبرياء.
وبين القتل والتفجير والابتزاز وردم آبار المواطنين يعتقد الإرهابيون أن التسبب بهذه المعاناة وتحويل حياة الآمنين إلى جحيم سيضمن لهم نعيمًا مقيمًا، ويصفون اضطهاد الشعب بإرساء العدالة الإلهية، فكيف للكلمات أن تعالج متلازمة المصطلحات التي أتعبت الخوارج؟
هذه الجرائم التي ترتكبها الجماعات الإرهابية زادت من لحمة أبناء المحيط، وجعلت لهم هدفًا مشتركًا من لاس كامبوني إلى لاس عصير لأول مرة منذ اندلاع الحرب الأهلية. ومع الوعي الشعبي المتزايد والانتصارات العسكرية التاريخية، فإن المعاناة التي يمر بها السكان وإن اشتدت، فهي ترنيمة الوداع لمرحلة الإرهاب والعنف التي سيتحرر منها الصومال قريبًا.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس





