الهضيبي يس
أفريقيا برس – الصومال. أنهت الصين قبل أيام فعاليات منتدى الطريق الأخضر ضمن مبادرة جديدة لمشروع طريق الحرير في أفريقيا. وتحاول الصين منذ سنوات سد الفراغ الذي تولد بسبب الغياب الأمريكي في منطقة شرق وجنوب القارة الأفريقية عبر تنفيذها عدة مشاريع استثمارية، فقد بلغ حجم الشركات الصينية الاستثمارية في أفريقيا خلال العام 2023 ما يزيد عن 200 شركة.
وتطرق المنتدى إلى مناقشة الكيفية المثلى لتحقيق أكبر قدرا من مستويات التنمية بالقارة بحلول العام 2050 وتطلعات الصين بإقامة شراكات اقتصادية حقيقية مع الأفارقة تعمل على تحقيق هدف التخلص من السياسات القطبية الأحادية التي لطالما بنتها الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.
وأبرمت الحكومة الصينية بنهاية المنتدى 5 اتفاقيات جديدة مع الصومال، بواقع مبلغ 2 مليار دولار في مشاريع منها إعادة تأهيل ميناء مقديشو مما يساعد زيادة الطاقة الاستيعابية له بحلول العام 2024 بنحو 30 ٪ كذلك إنشاء محطتين لتوليد الطاقة بوسط البلاد باعتبار أن الصومال يعاني من نقص في توليد الطاقة، فضلا عن قيام مشروع لتطوير مجال الثروة الحيوانية سيما وأن الصومال قد زاد مؤخرا من قيمة الصادرات الحيوانية لدول الخليج وشرق آسيا.
ويقول الباحث بشؤون العلاقات الأفريقية- الصينية محمد سعد في حديث ل “أفريقيا برس” أن الصين تخطط لمضاعفة استثماراتها بأفريقيا بحلول العام 2030 إلى (5) تريليونات دولار أي بزيادة 80٪ مقارنة بالاعوام 2022-2023.
وتهدف الصين من هذه المشاريع تأمين الممرات المائية لطريق التجارة العالمية، وكفالة أسواق جديدة لها خاصة وأنها دولة تعمل على تصنيع السلاح الذي يعتبر سلعة مطلوبة عند الدول التي تشهد نزاعات واضطرابات أمنية مثل الصومال، كذلك سد احتياجات الصين من الغذاء وسط التمدد السكاني ونقص مساحات الأراضي الزراعية وهي أحد جهود الصين في الدول النامية.
وأكد سعد أن مجمل المشاريع يقدر إمكانياتها في زيادة التنمية بالصومال، وهي أيضا تواجه تحديات أساسية يستوجب على الحكومة الصومالية تذليل عقباتها منها إزالة أي مهددات أمنية قد تتعرض له المشاريع، والتخطيط للاستفادة من الصين سياسيا باعتبارها تتمتع بقدرات دبلوماسية كبيرة في المحافل الإقليمية والدولية.
ويشير الكاتب السياسي محمد عبد العزيز في حديثة ل “أفريقيا برس” بأن استهداف الصين للصومال بمشاريع جديدة هو ضمن خطة قامت بوضعها للتوسع خلال السنوات الخمس القادمة، مما يعزز تطبيق استراتيجية “الطريق والحرير” الذي يمر عبر دول منطقة شرق وجنوب أفريقيا، وقتها وستكون الصين فد أقامت ثلاث قواعد عسكرية في منطقة البحر الأحمر، والمحيط الهادي.
ويضيف عبد العزيز، حينها فإن الصين ستوجه ضربات متتالية لمشاريع القطبية الأحادية لدول الغرب في أفريقيا سيما الدول التي لها إرث استعماري مثل إيطاليا، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس