الهضيبي يس
أفريقيا برس – الصومال. ذكرت حركة الشباب أنها نفذت هجومين وسط الصومال أسفرا عن مقتل 53 جندياً يتبعون لقوات الجيش الصومالي. حيث فجرت الحركة مركبات محملة بالمتفجرات أمام ثكنة عسكرية، وأعقب التفجير قتال عنيف، ورغم ذلك قال المتحدث باسم الحكومة الصومالية إن عشرات المسلحين لقوا حتفهم أثناء الهجوم مشيرا إلى مقتل 5 جنود فقط.
وشنَّت حركة الشباب هجوماً آخر على بلدة هاراديري، التي تم تحريرها من قبضة الحركة مؤخراً، وأعلن متحدث باسم وزارة الإعلام للحكومة الصومالية قبل ايام عن مقتل العشرات من الجانبين.
وتتبنى حكومة الرئيس حسن شيخ محمود استراتيجية للقضاء على حركة الشباب التي تظل تمارس أنشطة عسكرية بالبلاد منذ العام 2006 التي كانت تتبع لتنظيم القاعدة. الحادثة بدورها أثارت حفيظة الرأي العام الصومالي بعد ازدياد واتساع أنشطة الحركة التي انخفضت وتيرتها خلال الفترة الماضية لتعود وترتفع مع حلول منتصف شهر مارس لعام 2024.
ويؤكد الباحث في الشؤون الأمنية الأمين اسماعيل المجذوب لموقع “أفريقيا برس”؛ أن حركة الشباب بدأت تنشط من جديد نتيجة لعدة عوامل أساسية أبرزها ظهور جملة من المتغيرات الداخلية والخارجية في الصومال، وتزايد الهجمات على السفن وحركة الملاحة البحرية في منطقة البحر الأحمر، وخليج من قبل المسلحين الذين تتفق أفكارهم مع مشروع عناصر الشباب في الصومال.
ويضيف الأمين “هو ما قام بفتح شهية حركة الشباب ناحية التعمق بشكل أكبر في التخطيط لتنفيذ هجمات عسكرية تستهدف بها المواقع الاستراتيجية التي تتبع للجيش الصومالي وبعض المرافق، بمعنى آخر انها قد تكون تلقت دعما لوجستيا ساعدها على القيام بمخططها”. وتابع ” بينما انشغلت كل من إثيوبيا وجيبوتي الجارتان الأقرب للصومال بمشاكلهم الداخلية مما عزز فرضية تحرك عناصر الحركة تجاه مقرات الحكومة الفيدرالية كما حدث قبل أيام عندما قامت بتفجير احد الفنادق بالقرب من مكتب رئيس الدولة”.
وأكد الأمين بالقول “كذلك داخليا تعاطفت بعض المناطق الجغرافية باشكالها “السكانية” المختلفة مع الحركة برغم من استخدام أداة العنف، في اطار تعبئة اجتماعية سياسية تستهدف بعض المناطق ذات الثقل العشائري بحجة أن ما تقوم به الحركة ماهو الا فعل يقف ضد حلفاء الحكومة الغربيين مثل الولايات المتحدة الأمريكية وهو ما ساعد أيضا على استقطاب واستمالة العديد من هؤلاء المواطنين وفقا لهذا الخطاب باعتبار أن نشاط الحركة قائم على ادعاء حماية مكتسبات الصومال الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية”. ما يتطلب من الحكومة الفيدرالية حسب الأمين؛ زيادة حسها الأمني تجاه الأوضاع الداخلية في الصومال حتى تستطيع الحفاظ على ما تحقق سابقا من نجاحات بخصوص تقليص أنشطة حركة الشباب في جنوب ووسط البلاد.
ويشير الكاتب الصحفي محمد ابدون في تصريح لموقع “أفريقيا برس”؛ إلى أن استراتيجية مكافحة الإرهاب والتي شرعت منذ فترة الحكومة الفيدرالية الترويج لها إقليميا ودوليا يبدو أنها باتت تحتاج لقدر من المراجعة بصورة أمنية. مؤكدا أن عودة نشاط “الحركة” من جديد يعد نكسة في حق الحكومة التي وجدت دعما خلال الفترة الماضية، والتي كان آخرها رفع مستوى مشاركة قوات “الافريكوم” التابعة للولايات المتحدة الأمريكية لتنفيذ عمليات عسكرية نوعية جنوبي البلاد، وهي المناطق التي تعتبر ثقل ومعقل نشاط الحركة. علاوة على ضرورة تعامل الحكومة الفيدرالية مع قضية حركة الشباب بأنها باتت تشكل خطرا على الأمن والسلم الدوليين خاصة بعد كثافة الهجمات التي اضحت تتعرض لها حركة الملاحة البحرية في منطقة البحر الأحمر. وعليه يرى أبدون أنه على العالم الإدراك بأن تعرض الصومال لأي مخاطر سيكون لها مابعدها باعتبار ما يشكله موقع البلاد الجيوسياسي.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس