هل خدع النظام العسكري السابق الشعب بمشهد دفن القبيلة؟!

1
هل خدع النظام العسكري السابق الشعب بمشهد دفن القبيلة؟!
هل خدع النظام العسكري السابق الشعب بمشهد دفن القبيلة؟!

أفريقيا برس – الصومال. أثار الكاتب، والباحث الصومالي يحيى أمير نقاشاً واسعاً بعد نشر تعليق تحليلي اعتبر فيه أن تصريح رئيس الوزراء الصومالي حمزة عبدي بري بشأن عدم دفن القبلية خلال فترة الحكم العسكري 1969/1991م، يعكس قراءة دقيقة لواقع تلك المرحلة التاريخية.

وقال الكاتب إن ما كان يُروَّج له في ذلك الوقت حول إنهاء النظام القبلي لم يتجاوز – بحسب وصفه – إخراجاً مسرحياً سياسياً، مشيراً إلى حادثة شهدها خلال سنوات دراسته قرب معسكر فردولي في مديرية حمرججب حيث عُرض مجسم لرجل “قبيح الهيئة” قيل للطلاب إنه “يمثل القبيلة”، قبل أن يتم إعدامه ودفنه أمامهم. وأضاف الباحث يحي أمير أن هذا المشهد كان يُقدَّم للناس على أنه خطوة رمزية للتخلص من القبلية.

وأوضح أمير أنه مع مرور السنوات تبيّن أن القبيلة لم تُدفن، بل أُعيد تشكيلها وتوظيفها في البنية السياسية والإدارية للدولة، لافتاً إلى أن بعض القبائل حُوصرت بينما حظيت أخرى بالتقوية والتمكين.

وقال أمير: “لم تُدفن القبيلة في القصر الرئاسي، بل دُفنت قبائل معينة، فيما جرى تعزيز قبائل أخرى.”

كما استشهد الكاتب بتصريح شهير لوزير خارجية اليمن السابق الذي قال:

“الصومال دفنت القبيلة، ثم قامت القبيلة بدفن الدولة”، وهو ما اعتبره أمير توصيفاً دقيقاً لمسار الأحداث.

وأكد الكاتب أن موقف رئيس الوزراء الصومالي في هذا السياق “صحيح وواقعي”، مبيناً أنه لو كانت القبلية قد تم تجاوزها فعلياً خلال تلك الحقبة، “لما آلت الأوضاع في نهاية عهد النظام العسكري إلى ما آلت إليه”.

ويأتي هذا الجدل في إطار نقاش أوسع حول دور البنية القبلية في السياسة الصومالية، وكيفية إدارتها في مرحلة ما بعد الدولة المركزية، وصولاً إلى الجهود الراهنة الرامية إلى إعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس حديثة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال عبر موقع أفريقيا برس