أفريقيا برس – الصومال. هجرة الأدمغة هو مصطلح أكاديمي يستخدم لوصف انتقال العلماء وغيرهم من الأشخاص المتعلمين تعليماً عالياً من البلدان النامية إلى البلدان المتقدمة. هذه الظاهرة تظهر كثيرًا في الدول النامية مثل الصومال التي تعاني من فقدان عقولها المتعلمين، كما تعد غير قادرة على تحقيق التنمية الاقتصادية والتقدم بدونهم.
معدل الهجرة في الصومال مازال مرتفعًا جدًا، ففي هذا العام سجلت الصومال معدل الهجرة 8.7، مما وضع الدولة في المرتبة الخامسة في أعلى معدل نزوح سكاني في العالم.
ارتفاع هذا المعدل يؤدي إلى فقدان العمالة ذوي المهارات وأصحاب الكفاءات، مما يؤثر أيضًا سلبًا على الاقتصاد، ويسبب انخفاضًا في الإنتاجية وإيرادات البلاد، وبالتالي يؤدي إلى انخفاض التمويل الحكومي للبرامج الاجتماعية، ومغادرة المزيد وهلم جرا.
تأثير هذه الظاهرة على هؤلاء الأشخاص
قد تسبب هجرة هؤلاء الأشخاص الى اتباعهم لثقافات الدول التي هاجروا إليها، وتخلّيهم عن عاداتهم وتقاليدهم، وبالتالي التأثير سلباً في هويّاتهم. قد يكون أصحاب هذه العقول من أي فئة أو مجال من مجالات المجتمع من العلماء، والمتخصصين، والرياضيين، والمستثمرين، ورجال الأعمال، وغيرهم.
فكم يوجد من مشهور رياضي، سياسي، فني أو حتى مؤثر اجتماعي من أصول صومالية في دولة اجنبية تخلى عن هويته وثقافته؟ لماذا يجب أن تحظى الدول المتقدمة بعقول من شأنها المساعدة في تطوير هذه البلاد؟
الأسباب المؤدية الى نزوح هذه النوعية من العقول
وجود حاله لا نهائية من انعدام الأمن المعيشي وضعف الأداء الاقتصادي قد يجذب هؤلاء الأشخاص في الصومال الى معدلات الأجور العالية، وظروف العمل المتوفرة في تلك البلدان المتقدمة، مثل الولايات المتحدة وأوروبا الغربية.
هجرة العقول كانت ومازالت تحدث في الصومال منذ اندلاع الحرب الاهلية في التسعينات القرن الماضي وحتى بعد انتهائها وتأثيرها على تقدم وتطور الاقتصاد مثل انخفاض الاستثمارات وضعف العملة المحلية والديون المتراكمة على الدولة دليل واضح على تفاقمها والحاجة الماسة إلى حلها.
العمل على وقف خسارة وهجرة هذه الادمغة
من أجل الاستمرار في بناء القوة الاقتصادية، يجب أن تعمل الدولة على وقف خسارة هذه العقول وتحسين التعليم وفرص العمل لهم.
فعندما يكون لدى الناس توقعات واقعية لمستقبلهم وطريقة لإعالة أنفسهم، فمن غير المرجح أن يهاجروا. وأيضًا فإن خلق المزيد من الوظائف والفرص في الصومال من شأنه أن يجذب العمالة المهرة من البلدان الأخرى، مما سيساعد أيضًا في إنهاء المشكلة.
تسبب هجرة أصحاب الكفاءات وذوي الخبرة والمواهب من السكان العديد من المشاكل في جميع أنحاء العالم. وعلى وجه الخصوص، فقد أثرت على البلدان النامية مثل الصومال أكثر من غيرها؛ لذلك من المهم جدًا الاحتفاظ بهؤلاء الأشخاص حيث لا يمكن لأي مجتمع تحقيق التقدم بدونهم.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس