زيارة مدير المخابرات التركي إلى الصومال.. الدلالات والأبعاد

33
زيارة مدير المخابرات التركي إلى الصومال.. الدلالات والأبعاد
زيارة مدير المخابرات التركي إلى الصومال.. الدلالات والأبعاد

الهضيبي يس

أفريقيا برس – الصومال. زار مدير المخابرات التركية إبراهيم قالن العاصمة الصومالية مقديشو قبل أيام، التقى خلالها بعدد من المسؤولين بالدولة بمن فيهم الرئيس حسن شيخ محمود.

وتعتبر زيارة قالن لمقديشو هي الأولى بعد تشكيل الحكومة التركية بشكلها الجديد بعد انتخابات العام 2023 التي جدد فيها الأتراك الثقة في شخص الرئيس رجب طيب اوردغان.

بينما كانت أهم محطات الزيارة الوقوف على أوضاع القاعدة التركية في الصومال التي أنشأت خلال العام 2016، فهي قاعدة عسكرية تهدف إلى تنفيذ العديد من برامج التدريب والتأهيل لعناصر الجيش الوطني الصومالي.

كذلك دخل قالن مع نظيره الصومالي عبدالله محمد علي سنبلوشي في اجتماعات مشتركة هدفت إلى مناقشة قضايا ومهددات الأمن والسلم الدوليين في منطقة الشرق الأوسط والقرن الأفريقي، وما تتعرض له منطقة البحر الأحمر من مخاطر.

ويؤكد الباحث في الشؤون الأفريقية الرشيد محمد أحمد لموقع “أفريقيا برس” أن “تركيا ترغب بإنفاذ تعهداتها تجاه المجتمع الدولي من حيث مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود لذلك تسعى إلى تطوير علاقتها مع بعض دول منطقة شرق أفريقيا حتى تكون قادرة على تمرير مشاريعها المستقبلية هناك، وكذلك كفالة عدم الخروج من دائرة المنافسة الدولية على دول المناطق الأقل هشاشة ولديها موارد لم تستغل بعد”.

ويضيف الرشيد إن “تركيا قد وضعت يدها على الصومال منذ وقت بعيد بل وقامت بوضع جملة من الدراسات الجيوسياسية، بدءا من الموقع الجغرافي وانتهاء بالتركيبة الاجتماعية وإمكانيات الدولة سياسيا واقتصاديا، والآن هي تقوم بتطبيق ما يعرف بمشروع المرحلة الثانية من استراتيجية السياسة الخارجية ناحية منطقة القرن الأفريقي والتي اتخذت فيها الصومال منصة للانتقال عن طريق توفير أكبر قاعدة لحماية حدود المياه الإقليمية الصومالية في البحر الأحمر وخليج عدن مما سيكون له تأثير مستقبلا على مسارات التجارة العالمية مما قد يخلق أزمة جديدة ما بين تركيا وبعض الدول الكبرى مثل بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية”

ويوضح الكاتب الصحفي عبدالعزير النقر في تصريح لموقع “أفريقيا برس” ان “زيارة مدير المخابرات التركي للعاصمة مقديشو تكاد تحمل عدة مؤشرات ودلالات أبرزها ان إدارة شأن العلاقات التركية الصومالية ما بعد توقيع اتفاقية الدفاعات ستحمل الطابع الأمني أكثر من أي شيء آخر خلال الفترة القادمة علاوة على عزم تركيا انهاء أنشطة الجماعات الإرهابية التي باتت تشكل خطرا على صعيد تهديد الاقتصاد العالمي عند منطقة البحر الأحمر، أيضا تركيا تدرك حجم المشاريع التوسعية التي اضحت منافسة لها في أفريقيا مما قد تحد هي الأخرى من تطلعاتها السياسية بإقامة تحالفات إقليمية ودولية لمجابهة مخططات مجموعة البلدان الراسمالية”.

وتوقع النقر بأن تكون “أهم القضايا التي تمت مناقشتها بشكل مستفيض ما تتعرض له الصومال من تهديدات تستهدف سيادتها على أراضيها في إشارة لجارتها إثيوبيا وكيفية كبح جماح تلك الأهداف والتصدي لها خاصة وعينها على الموارد المائية الصومالية والبحث عن منفذ لتصدير منتجاتها”.

وشدد النقر على ضرورة استفادة مقديشو من التحركات التركية التي أضحت بشكل مكثف ما يؤكد الرغبة في الذهاب بطابع العلاقة لما هو أكبر مما هو عليه الآن سياسيا واقتصاديا وأمنيا.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here