الصومال والصين؛ تعزيز العلاقات الثنائية من بوابة البيئة

21
الصومال.. الصين؛ المارد الآسيوي يبحث عن انتشال الدولة الأقل نمواً
الصومال.. الصين؛ المارد الآسيوي يبحث عن انتشال الدولة الأقل نمواً

الهضيبي يس

أفريقيا برس – الصومال. التقى رئيس وكالة إدارة الكوارث الصومالية محمود معلم عبدلي بالقائم بالأعمال الصيني تشن ويندي في السفارة الصينية في مقديشو.

وكان الهدف الأساسي للقاء؛ مناقشة مجالات التعاون المحتملة وتعزيز العلاقات الثنائية القائمة بين الصومال والصين.

واستكشف عبدلي والقائم بالأعمال الصينية في الصومال، تشين ويندي خلال اللقاء، سبل التعاون المختلفة في إدارة الكوارث والوقاية منها، بالإضافة إلى المجالات الأخرى ذات الاهتمام المشترك.

وركزت المناقشات على تعزيز قدرة الوكالة الصومالية لإدارة الكوارث الطبيعية والتي من صنع الإنسان والاستجابة لها بفعالية، فضلا عن تعزيز التنمية المستدامة في الصومال.

وأعرب القائم بالأعمال الصيني عن التزام بلاده بدعم الصومال لتحقيق النمو الاقتصادي والاستقرار والاكتفاء الذاتي بما يتوافق مع استراتيجية الصين الأوسع لتعزيز علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع الدول الأفريقية، على النحو المبين في مبادرة الحزام والطريق.

ويمثل اللقاء بين الوكالة الصومالية لإدارة الكوارث والسفارة الصينية في الصومال خطوة مهمة نحو تعزيز العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون في إدارة الكوارث والتنمية.

وتعكف الصين على توفير مصدات لصالح الصومال لدرء الكوارث الطبيعية والتي من بينها قضيتي الفيضانات، والجفاف اللتان ضربتا البلاد خلال الفترة الماضية وتسببتا في تشريد آلاف الأسر الصومالية.

بينما تهدف الصين إلى تحجيم أي دور للمعسكر الغربي في منطقة القرن الأفريقي عن طريق تنفيذ أكبر مشروع تنموي أطلقت عليه طريق الحرير يمتد من بحر الصين إلى حدود دولتي غانا وليبيريا.

ومن أبرز تلك المشاريع إقامة عدة قواعد عسكرية عند منطقة البحر الأحمر، وخليج عدن حيث استهدفت بذلك كل من دول جيبوتي والصومال لإنفاذ الاستراتيجية الصينية في شرق أفريقيا.

كذلك فقد تعرضت الصين إلى خسائر فادحة خلال السنوات الماضية عقب انفصال جنوب السودان عن السودان، فهذه الدولة كانت تشكل للصين منصة للانطلاق نحو أفريقيا ومدخل لها على مستوى التنقيب عن النفط والذهب الخام.

والآن ها هي بكين تسعى إلى تعويض ما فقد منها بصياغة استراتيجية جديدة لتموضع في بعض دول القارة والتي من بينها الصومال عقب إجراء دراسات ومسوحات حول تلك الدولة بشكل مستفيض.

ويقول المحلل السياسي في الشؤون الصينية – الأفريقية، محمد سعد لموقع “أفريقيا برس” أن “الصين وضعت الصومال من ضمن أولوياتها القصوى وتهدف لإزالة التحديات التي تعتلي مقديشو سواء أحداث الاستقرار الأمني والسياسي، وإقامة مجموعة مشاريع اقتصادية”.

ويضيف سعد ان “من أهم تلك المسائل سيكون إقامة قواعد عسكرية خلال الأعوام 2025-2026، وفق صفقات يتوقع إبرامها مع الحكومة الصومالية لصالح حماية الأمن المائي عند منطقة ممرات التجارة العالمية”. وزاد “هناك أيضا تطلعات الصين في إنهاء حلقة مشاريع طريق الحرير، مبادرة الطريق الأخضر عبر مسارين اساسيين؛ الأول السياسي وهو ما دفع بكين بتخصيص مبعوث خاص لمنطقة شرق أفريقيا للوقوف على قضايا تلك الدول وحلها، ثانيا الاقتصادي مستخدمة في ذلك أسلوب التمويل للحكومات والدول الأقل فقرا بوضع مشاريع توفير الخدمات الأساسية على رأس أولوياتها مثل التعليم والصحة ومحطات المياه والطاقة.

وتابع سعد “مقابل الحصول على موطئ قدم في نحو 50٪ من الرقعة الجغرافية للقارة الأفريقية، وأود ان استدل هنا بطبيعة المؤتمر السنوي الذي درجت الصين على تنظيمه لدول القارة الأفريقية لمناقشة قضاياها وتوفير بعض الحلول لها والتي تكاد لا تخرج عن أزمات النزاعات الداخلية، والتحول الديمقراطي ومشاريع التنمية “.

ويشير الكاتب الصحفي محمد عبدالعزيز لموقع “أفريقيا برس” إلى أن “الصين تسير نحو أفريقيا بشكل حثيث وفي تنافس مع دول الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية، حيث أن بمقدور الصين رفد الدول الأقل نموا والخارجة من دائرة الأزمات خاصة الحرب الأهلية بالتكنولوجيا والطاقة، فهي أحوج ما تكون لذلك فضلا عن تأسيس الجامعات والمدارس للتعليم، وما يميز الصين عن غيرها انها تظل تقيم صفقات وفقا لحالة تبادل المصالح مع الدول وتمويل المشاريع ذات الطابع الخدمي علاوة على وقوف الصين مع هذه الدول قد يشكل لها حماية من اي مخاطر ربما تتعرض لها وسط مخططات الدول التوسعية خاصة تلك التي تستهدف دول منطقة شرق أفريقيا مثل الصومال عبر إثارة الأزمات الداخلية”.

وأكد عبدالعزيز بأن دور “الصين خلال الفترة القادمة لن يقتصر على دعم برامج درء الكوارث فقط في الصومال، إنما الانتقال إلى مرحلة التعاون والتحول الاستراتيجي نظرا لما يجمع الدولتين من مشاريع سياسية واقتصادية خاصة ما بعد رفع الحظر عن مقديشو لاستيراد السلاح والتدريب العسكري”.

وتوقع عبدالعزيز “تحويل الصومال في مقبل العامين القادمين إلى سوق للمنتجات الصينية، مما سيساعد على توفير مساحات جديدة للدولة الأكثر كثافة سكانيا”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here