حسن مونغاب محافظا لإقليم بنادر.. سيرة حافلة بالقانون والإدارة

4
حسن مونغاب محافظا لإقليم بنادر.. سيرة حافلة بالقانون والإدارة
حسن مونغاب محافظا لإقليم بنادر.. سيرة حافلة بالقانون والإدارة

أفريقيا برس – الصومال. أصدر رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية، حسن شيخ محمود، مرسومًا رئاسيًا في الثامن والعشرين من مايو 2025، قضى بتعيين العميد حسن محمد حسين مونغاب محافظًا لإقليم بنادر وعمدة لمدينة مقديشو، في خطوة وُصفت بأنها عودة لـ”رجل الدولة” في لحظة تتطلب حنكة إدارية وصلابة قضائية.

وُلد مونغاب عام 1972 في قرية ” مونغاب” التابعة لمدينة ” ورشيخ” الساحلية بمحافظة شبيلي الوسطى، ونشأ في بيئة صومالية تقليدية تُعلي من قيمة الدين والعلم والانضباط. وقد كان لذلك أثر بالغ في تشكيل شخصيته التي جمعت بين العمق الأكاديمي والحزم التنفيذي.

وفي مسيرته العلمية، حصل على الدكتوراه في الشريعة والقانون من جامعة أم درمان الإسلامية بالسودان عام 2020، بعد أن نال الماجستير من نفس الجامعة عام 2016، وسبقها ببكالوريوس في الدراسات الإسلامية والشريعة من جامعة أفريقيا العالمية عام 2003. هذا التكوين العلمي الدقيق مكّنه من أن يلعب أدوارًا مركزية في مؤسسات الدولة القضائية والتنفيذية على حد سواء.

بدأ مونغاب مسيرته المهنية معلمًا في مدرسة جوبا الإسلامية بمقديشو بين عامي 2005 و2008، ثم عمل مستشارًا بالسفارة الصومالية في الخرطوم، قبل أن ينتقل إلى المجال القضائي، حيث تدرّج في مفاصل القضاء العسكري، فعُين قاضيًا بالمحكمة العليا للقوات المسلحة في 2010، ثم رئيسًا للمحكمة الابتدائية، ولاحقًا رئيسًا للمحكمة العليا للقوات المسلحة حتى 2014.

وفي العام نفسه، تولى مونغاب، لأول مرة منصب محافظ إقليم بنادر وعمدة مدينة مقديشو، في وقت كانت العاصمة تمر بتحديات أمنية وتنموية جسيمة. ومع ذلك، استطاع أن يُحدث فارقًا ملموسًا، حيث أُعيد افتتاح مقر بلدية مقديشو بعد سنوات من الإغلاق، وتم إطلاق سلسلة من المشاريع الخدمية، من أبرزها تعبيد الطرق وربط الأحياء الداخلية بالشوارع الرئيسة، وتعيين عدد من الشباب المتخصصين والعائدين من المهجر كرؤساء للمديريات، في خطوة عكست رغبته في تجديد الإدارة المحلية وضخ دماء جديدة فيها.

كما قام بجهود ملموسة في رد المظالم والممتلكات العامة والخاصة، بما في ذلك منازل المدنيين التي تم الاستيلاء عليها بغير وجه حق، ضمن سياسة ترسيخ العدالة الاجتماعية وهيبة القانون.

ولم تقتصر إنجازاته على البنية التحتية، والإدارة بل بادر إلى تشغيل إذاعة محلية ناطقة بأخبار إقليم بنادر وبلدية مقديشو، هدفت إلى تعزيز الشفافية والتواصل مع المواطنين، وتسليط الضوء على الخدمات البلدية ومبادرات التنمية المحلية.

عُرف مونغاب، في رئاسته السابقة لمحكمة القوات المسلحة، بصلابة لا تُجامل في تطبيق القانون، خاصة فيما يتعلق بالقضايا ذات الصلة بالأمن القومي، ما أكسبه احترامًا واسعًا كقاضٍ لا يخضع للضغوط، ورجل دولة يقف على مسافة واحدة من الجميع.

وبعد انتهاء فترته كعمدة، عُيّن وزير دولة في وزارة العدل بين عامي 2016 و2017، حيث أسهم في جهود إصلاح المنظومة القضائية وتعزيز مبدأ سيادة القانون.

واليوم، يعود حسن مونغاب إلى المشهد من جديد في وقت دقيق، حيث تشهد العاصمة تحديات مركبة، وتنتظر إدارة إقليم بنادر تحولات كبيرة في مجالات الخدمات، والتنمية الحضرية، والتنسيق الأمني، والمصالحة المجتمعية.

وقد شدد رئيس الجمهورية حسن شيخ محمود، في مرسوم تعيينه، على ضرورة منح أولوية قصوى للتنمية المتكاملة، وتحسين صورة المدينة، وتفعيل دور بلدية مقديشو كمؤسسة مدنية حديثة تليق بعاصمة البلاد.

يُجيد مونغاب اللغات الصومالية والعربية والإنجليزية، وهو ما يمنحه قدرة عالية على التواصل المحلي والدولي، ويعزز فرص نجاحه في تحقيق طموحات العاصمة الصومالية، التي تتطلع إلى الأمن والتنمية تحت قيادته الجديدة.

ولا شك أن عودة مونغاب إلى منصب العمدة، بعد سنوات من العمل في القضاء والإدارة، هي رهان على شخصية صلبة، يُنتظر منها أن تُعيد إلى مقديشو هيبتها، وإلى الدولة وجهها المدني القوي.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here