ولاية جنوب غرب: دوامة النزاعات قد تعرقل جهود القضاء على حركة الشباب

8
ولاية جنوب غرب: دوامة النزاعات قد تعرقل جهود القضاء على حركة الشباب
ولاية جنوب غرب: دوامة النزاعات قد تعرقل جهود القضاء على حركة الشباب

أفريقيا برس – الصومال. ضربت عاصفة التوترات السياسية شواطئ براوى خلال الأشهر الماضية، وقد تشكلت تلك العاصفة في مقديشو من قبل معارضي التمديد، لتصل في أقصى مداها إلى بيدوا محطمة الاستقرار النسبي المبني على نظام هش.

السباق نحو كرسي رئاسة ولاية جنوب غرب قد يغير أسس اللعبة السياسية الصومالية، إذ تتجه أنظار الولايات الأربع الأخرى نحو بيدوا، حيث اجتماع المصالحة بين الأطراف المتنازعة، لتتحرى نتائجه التي قد تحطم أحلام القادة الراغبين بالبقاء في المنصب وربما الخلود فيه!.

ومنذ عام 2016، يتنافس سياسيو جنوب غرب على كعكة السلطة والرئاسة، في ولاية تسيطر حركة الشباب الإرهابية على النسبة الأكبر فيها بل وتحاصر بعض المدن الرئيسية مانعة وصول الغذاء والسلع إليها. هذه المنافسة جمعت أعتى السياسيين في المنطقة، في وقت باتت فيه الولاية ضحية الفقر والإرهاب وتبعات الجفاف.

وبعد اندلاع اشتباكات منددة لتمديد فترة ولاية الرئيس عبدالعزيز لفتاغرين في مدينة بيدوا الشهر المنصرم، أيقن المتنازعون على السلطة خطورة الوضع، ودخلت الولاية مرحلة حرجة في وقت كان من الأحرى أن توجه فيه الجهود إلى مكافحة الإرهاب الذي يثقل سكان الولاية بهموم الجبايات والإتاوات.

ومن المفترض أن ينطلق اجتماع بيدوا اليوم الثلاثاء، ليتم عقد مصالحة بين فرقاء جنوب غرب، ومناقشة الملفات المتنازع عليها، إذ يسعى رئيس الولاية إلى تمديد فترته للمواءمة بين فترة رئاسة الولاية والبرلمان، وهو ما رفضته المعارضة.

ويأمل المعارضة بأن يكون لهم دور في العملية السياسية، والمشاركة بشكل فعال في الانتخابات الرئاسية القادمة، دون تمديد فترة رئاسة الولاية. ومع تمسك الطرفين بموقفهما، يأتي دور الوساطة بقيادة العديد من الرموز السياسية الصومالية يتقدمهم الرئيس حسن شيخ محمود.

وفي حال توافق طرفي النزاع على تمديد فترة الرئاسة عامًا واحدًا فستكون هذه الحالة هي الأولى من نوعها على مستوى الولايات الفيدرالية، التي تتوافق فيها المعارضة على قرار التمديد مع البرلمان والرئيس. ولا يمكن التنبؤ بموقف وسط ينهي الصراع القائم.

أعين الولايات الفيدرالية تراقب بيدوا

في حال أجريت الانتخابات الرئاسية في ولاية جنوب غرب في أقرب فرصة ونجحت مساعي المعارضة برفض التمديد سترسل هذه الخطوة رسالة واضحة إلى رؤساء الولايات الفيدرالية أن تمديد فترة الرئاسة ليس سوى سراب سيفقدهم أهلية السلطة وثقة الشعب. وعلى كلٍ، فإن نتيجة اجتماع بيدوا ستمس بكافة الولايات الجنوبية، وستحدد ما إذا كان التمديد الذي أقره رؤسائها صالحًا من غيره.

وبالنسبة لمقديشو يشكل الرئيس عبدالعزيز لفتاغرين عقبة في طريق الإدارة الحالية، التي تأمل بوصول أحد أتباع حزبها إلى سدة الحكم في الولاية. كما يجمع بين الطرفين تاريخ قريب من الخلاف والفرقة تعود إلى فترة حكم الرئيس السابق فرماجو حيث تصدر حينها حسن شيخ أسماء المعارضة بينما كان لفتاغرين قريبًا من معسكره.

وبالرغم من ذلك، لا يستطيع الرئيس حسن شيخ تحمل تكلفة الدخول في معركة سياسية مع ولاية جنوب غرب في الوقت الحالي، إذ سيؤثر ذلك على جهوده المنضوية في القتال ضد حركة الشباب، كما سيضعف من موقفه الساعي إلى عقد المصالحة بين الصوماليين.

وإذ تسيطر حركة الشباب على ما يزيد عن 80% من مساحة الولاية، فإن التجاذبات السياسية تخالف مصلحة مواطني الولاية والأقاليم المجاورة، الذين ضاقوا ذرعًا من الممارسات الإجرامية للحركة وجباية أموالهم ومواشيهم. وينظر هؤلاء باستبشار نحو المحادثات التي ستنطلق اليوم، إذ ستنعكس نتيجتها على جودة حياتهم، بالنظر إلى الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد والفرصة التاريخية التي تهل في سماء أبناء سمالى.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس