الهضيبي يس
أفريقيا برس – الصومال. قررت أثيوبيا نشر ألفي جندي على طول حدودها الغربية مع الصومال المحاذي لإقليم أوغادين الواقع داخل الحدود الصومالية ويعتبر إحدى المناطق ذات التداخل السكاني بين الدولتين.
وعزت أديس أبابا الخطوة بأنها ترغب في الحد من أنشطة حركة الشباب، وعملياتها العسكرية التي طالت مؤخرا عددا من السكان القرويين الإثيوبين بالتعدي عليهم ونهب ممتلكاتهم وقتل بعضهم وحرق عدد من المنازل خلال شهر أغسطس الماضي، وأن واجب الحكومة المركزية حماية المدنيين من أي مخاطر يتعرضون لها.
بالمقابل أبدت الصومال التحفظ على القرار الإثيوبي واعتبرت ما حدث أمرا تم دون أي تنسيق مسبق مع الحكومة الصومالية خاصة وأنه شأن يحمل أبعادا أمنية، وتجاوز الأعراف الدبلوماسية والاتفاقيات التي تجمع الدولتين منذ سنوات.
يشير الكاتب السياسي في صحيفة الصومال اليوم محسن جامع في حديث ل “أفريقيا برس” أن إأثيوبيا بخطوتها هذه تريد إثبات أنها قادرة على التدخل في الشؤون الداخلية الصومالية وفقا لأبعاد سياسية وأخرى تاريخية وأود الاستدلال هنا بما حدث خلال العام 2006 عندما توغلت داخل الأراضي الصومالية بادعاء العمل ضمن القوات الأفريقية لمكافحة الإرهاب.
ويضيف جامع بأن إثيوبيا قامت بوضع جملة من السياسات للتعامل مع دول جيرانها مستقلة ضعف بعضها اقتصاديا، وأمنيا بما يمكنها من توظيف برنامجها لصالح تحقيق مكاسب أهمها الإستفادة من الأراضي الصومالية لسد حاجاتها الغذائية، كذلك تخفيف الضغط على حكومة المركز وسط مطالب أبناء إقليم أوغادين الإثيوبين منهم باستحقاقات تتمثل في التنمية وشراكة السلطة، زيادة على افساح المجال لممارسة لعب دور الوكالة من قبل دول المجتمع الدولي تجاه الصومال.
من جهته يؤكد المحلل السياسي حالي يحيى في حديث ل “أفريقيا برس” أن إثيوبيا بخلاف مايتردد عنها بأنها ترغب بفرض شكل من أشكال الوصاية على الصوماليين عن طريق ما تتعرض له من عمليات إرهابية، إنما باتت تستشعر قدر الخطر الذي تتعرض له منطقة القرن الأفريقي بعد تسرب عناصر حركة الشباب غربا نحو الأراضي الإثيوبية، وتنفيذ عمليات عسكرية تهدد حياة المواطنين.
ويوضح يحيى بأن إعادة الانتشار للقوات الإثيوبية المتوقع تنفيذه بعد أيام من المتوقع أن تسهم بصورة فاعلة في الحد من أنشطة حركة الشباب، وهو ماسينعكس بشكل إيجابي على الصومال نفسها لافتا إلى أن إثيوبيا استندت في قرارها على مخرجات القمة الرباعية لعام 2019 التي جمعت كلا من إثيوبيا، الصومال، جيبوتي، كينيا وأقرت برنامجا مشتركا لمكافحة الإرهاب، وتفعيل التجارة الحدودية، وتطوير المواني، وإنشاء القوات المشتركة بين الصومال و إثيوبيا لمجابهة أنشطة حركة الشباب سيما وأن محضر اجتماعات القمة مايزال شاهدا على حيثيات ماورد وتم الاتفاق عليه.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس