استهداف الرئيس الصومالي… خرق أمني بالمعركة ضد حركة الشباب

3
استهداف الرئيس الصومالي... خرق أمني بالمعركة ضد حركة الشباب
استهداف الرئيس الصومالي... خرق أمني بالمعركة ضد حركة الشباب

الشافعي أبتدون

أفريقيا برس – الصومال. أثار استهداف موكب الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، أول من أمس الثلاثاء، مخاوف أمنية من إمكانية عودة الهجمات التي شهدتها العاصمة مقديشو الأعوام الأخيرة، وذلك بعد أن تمكنت حركة الشباب من استهداف موكبه بالقرب من القصر الرئاسي، ما أسفر عن مصرع أربعة أشخاص من بينهم صحافيون، وسقوط بعض المباني القريبة من مكان الانفجار الذي لا يبعد عن القصر الرئاسي سوى أقل من كيلومترين، ما عدّه مراقبون فشلاً أمنياً بالنسبة للأجهزة الأمنية في إحباط مخططات حركة الشباب الموالية لتنظيم القاعدة. في غضون ذلك، أكد الرئيس الصومالي أمس الأربعاء، أن “الجيش يواصل دكّ أوكار المتشددين وتحقيق انتصارات متتالية في ساحة المعركة”. وشدد خلال لقاء أجراه مع قيادة ولاية هيرشبيلي وضباط في الجيش يقودون معارك ضد حركة الشباب في الولاية وذلك بعد وصوله إلى مدينة أدن يبال في الإقليم بعدما غادر مقديشو أمس الثلاثاء.، أن “الدولة ملتزمة بتقديم كل أشكال الدعم العسكري واللوجستي للقوات لمواصلة عملياتها ضد الإرهاب”.

استهداف الرئيس الصومالي

وأعلنت حركة الشباب الموالية لتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف موكب الرئيس الصومالي في منطقة عيل جابتا، مشيرة في بيان على صفحتها على قناة تليغرام إلى أن “مقاتلينا استهدفوا موكباً يقل حسن شيخ محمود خلال مغادرته القصر الرئاسي متجهاً إلى المطار”. ويعد هذا الهجوم هو الأول من نوعه منذ انتخاب شيخ محمود رئيساً للصومال في مايو/أيار 2022. ووفق متابعين، فإن محاولة اغتيال الرئيس الصومالي من قبل الحركة سابقة خطيرة، هدفها عرقلة جهود الحكومة الصومالية الفيدرالية للقضاء عليها، كما أن استهداف موكب الرئيس شيخ محمود بالقرب من القصر الرئاسي، يفيد بوجود ضعف أمني في كشف التهديدات التي تستهدف القيادة العليا في البلاد، وهو ما يعد مؤشراً قوياً على مدى ضعف الأجهزة الأمنية في صد هجمات الحركة. واعتبر الباحث الصومالي في الدراسات الأمنية، نور محمد عبد الله، أن استهداف الرئيس الصومالي خرق أمني كبير، وفي نفس الوقت ضعف في أجهزة الأمن، والسؤال الذي يفرض نفسه هو كيف تمكنت عناصر الحركة من الوصول إلى هذه النقطة ووضع متفجرات على الطريق، الذي غالباً ما يستخدمه المسؤولون الحكوميون أثناء توجههم إلى المطار.

وأضاف عبد الله أن التفجير كان عبارة عن لغم أرضي وضع على جانب الطريق، لكن السلطات الأمنية كان يجب عليها التركيز على تحليل الثغرات الأمنية ومعالجتها بشكل سريع، لأن الهدف ليس سهلاً ويتعلق بحياة رئيس البلاد، وإلا فإن الأمر يعد اختراقاً أمنياً من قبل عناصر حركة الشباب، التي نجحت في استغلال نقاط الضعف في الأجهزة الأمنية لتحقيق غايتها، في ظل وجود فساد في بعض المؤسسات الأمنية.

وحول إمكانية أن تنجح الحملة العسكرية الحكومية ضد حركة الشباب لإنهاء تمردها وتهديداتها للأمن الإقليمي التي أطلقها الرئيس الصومالي، توقع عبد الله نجاحها إذا استمرت الحكومة في استراتيجيتها الحالية التي تتجاوز الحلول العسكرية التقليدية، لجهة مواصلة تجفيف مصادر تمويل الحركة من خلال إغلاق الحسابات التابعة لعناصر الحركة في المصارف المحلية، إلى جانب قطع امتداداتها وملاحقة قادتها بشكل دقيق. وتمكنت السلطات خلال الأسابيع الماضية من تصفية أكثر من عشرة قياديين ميدانيين بواسطة غارات جوية بالتعاون مع الشركاء الدوليين، وأخرى نفذتها القوات الجوية الصومالية في أقاليم شبيلي الوسطى والسفلى وهيران وجوبا الوسطى.

وجاءت محاولة اغتيال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بعد تحذيرات أميركية من “هجمات إرهابية خطيرة وشيكة”، ووقف بعض شركات الطيران الدولية رحلاتها إلى العاصمة بسبب التحذير الصادر من السفارة الأميركية في مقديشو. كما تزامن الهجوم في وقت باشر فيه الجيش الصومالي التخطيط لشنّ عملية عسكرية كبيرة ضد حركة الشباب جواً وبراً، بعد حصوله على طائرات تركية متطورة، قادرة على استهداف عمق البنية التحتية العسكرية والإدارية لحركة الشباب في مناطق سيطرتها، كما يسعى شيخ محمود لإحياء المقاومة الشعبية والقوات المسلحة لتعبئتها في التصدي لحركة الشباب.

من جهته، رأى الصحافي الصومالي عدنان علي، أن محاولة اغتيال شيخ محمود قد تكون وراءها دوافع سياسية محلية ومؤامرات خارجية، ترمي إلى ضرب صعود الصومال في كافة المستويات، بعد رفع حظر الأسلحة المفروض عليها وإعفاء الديون في أواخر عام 2024، مما يعزز دوران عجلة التنمية الاقتصادية التي تضمن نهوض الصومال إلى جانب التحول الديمقراطي الذي يتمسك به شيخ محمود. وأضاف علي أن حركة الشباب صعّدت من معايير الاستهداف عبر استهداف موكب حسن شيخ محمود، وهذا أمر مفهوم لدى الحكومة التي بدأت بقصف مواقع في المقر الرئيس للتنظيم في مدينة جلب، في الأسبوع الحالي، مسبّبة أزمة أمنية وإدارية حقيقية ضد سيطرة حركة الشباب في تلك المناطق. كما أن الحالتين الأمنية والعسكرية تشهدان تقلبات كبيرة لصالح الحكومة، في ظل تقارير عن توفر دعم دولي وعربي لمساعدة الصومال في ضرب حركة الشباب وتبني سياسة جديدة لمواجهة التنظيم عسكرياً، ما يفسر مدى ضرورة رفع المعايير الأمنية الداخلية لحماية المؤسسات والشخصيات الرئيسة في البلاد في الفترة المقبلة.

إدانات عربية

ودانت قطر والإمارات والأردن ومصر والسعودية بشدة، محاولة اغتيال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود عبر انفجار استهدف موكبه بالعاصمة مقديشو، وأدى إلى سقوط قتلى. وأعربت قطر، وفق بيان لوزارة الخارجية، مساء أول من أمس الثلاثاء، عن إدانتها واستنكارها “الشديدين للانفجار الذي استهدف موكب فخامة الرئيس حسن شيخ محمود رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة بالعاصمة مقديشو، وأدى إلى سقوط قتلى”. وجددت موقفها “الثابت الرافض للعنف والإرهاب، مهما كانت الدوافع والأسباب”. وعبرت عن تعازيها لذوي الضحايا ولحكومة وشعب الصومال. بدورها، دانت السعودية محاولة الاغتيال، وأكد بيان لوزارة الخارجية السعودية “تضامنها مع الصومال وشعبه أمام كل ما يهدد أمنه واستقراره”. وجددت السعودية موقفها الرافض لأعمال العنف والإرهاب والتطرف كافة. ودانت الإمارات، في بيان لخارجيتها، “بشدة الهجوم الإرهابي”، كما دان الأردن عبر بيان لخارجيته، بـ”أشد العبارات” محاولة الاغتيال. كما دانت مصر، في بيان لوزارة الخارجية “الهجوم الإرهابي”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here