أفريقيا برس – الصومال. لا تكاد ان تكون أي من الحضارات التاريخية أو الأمم الحالية خالية من الفساد لكن لم يكن للفساد تأثير موحد عليها جميعاً. مع ذلك، من المعروف أن العديد من الحضارات نجحت في استخدام العديد من تدابير السياسات العامة لتقليل الفساد والتخفيف من آثاره الكارثية على النظام الاجتماعي، الاقتصادي والسياسي.
من هذا المنطلق بدأ بعض العلماء وصناع القرار ينظرون للفساد على أنه جزءُ لا مفر منه من تطور الإنسان.
و لِفهم وتقدير مفهوم الفساد، يجب أن نضع في اعتبارنا أن كلمة “الفساد” قد استخدمت تاريخيا لتمثيل معانٍ مختلفة في اللغة الإنجليزية واللغات الأخرى.
حيث عرف أرسطو بأن “فساد الملكية هو الاستبداد”، وعرَفه كارل فريدريك بـ “سلوك منحرف مرتبط بدافع معين، ألا وهو تغليب المكسب خاص على نفقة العامة”.
في أفريقيا على الرغم من أن الفساد أثرى الأفراد والجماعات المهيمنة سياسيًا لكنه أفقر الجماهير ووضع كيانهم ومستقبلهم في خطر كبير، والسبب في ذلك في الغالب أن الفساد أعاق قدرة الحكومات للتعامل بفعالية مع الفقر.
وفي الواقع، بسبب الفساد كان ولا يزال صناع السياسة في جميع أنحاء القارة مهتمين في المقام الأول بتشجيع البرامج الاقتصادية والتنموية المُمولة من جهات تستخدم هذه البرامج لخدمة اجندتِها وإطالة أمد معاناة شعوب القارة.
مكنت هذه البرامج صناع السياسة من القدرة على تعظيم مدخولهم خارج نطاق القانون مما يعني تركيز الثروة في أيدي القلة وتفاقم عدم المساواة في توزيع الموارد.
في المجمل، حرم الفساد المجتمعات الافريقية من موارد مهمة كان بالإمكان استخدامها في تلبية حقوقهم الأساسية مثل الصحة العامة، التعليم، البنية التحتية والأمن. ويجدر الإشارة إلى تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الذي نص بأن تكلفة الفساد بأساليبه المختلفة تشكل أكثر من 5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس