تحرير مقاطعة آدن يبال: الصومال يخطو خطوة تاريخية في مسيرة الحرب على الإرهاب

24
تحرير مقاطعة آدن يبال: الصومال يخطو خطوة تاريخية في مسيرة الحرب على الإرهاب
تحرير مقاطعة آدن يبال: الصومال يخطو خطوة تاريخية في مسيرة الحرب على الإرهاب

أفريقيا برس – الصومال. وتشكل عملية تحرير آدن يبال نقطة ارتكاز لتحرير بقية مناطق ولاية هيرشبيلى والقضاء على حركة الشباب بشكل كامل في مناطق وسط البلاد.

نجحت القوات الصومالية بمساندة من العشائر المحلية بالسيطرة على مقاطعة آدن يبال، وذلك بعد أيام من محاصرتها من قبل الميليشيات العشائرية.

وتعد آدن يبال مقاطعة استراتيجية وأكبر معاقل حركة الشباب في محافظة شبيلى الوسطى، وقد سيطر عليها الخوارج لسنوات، كما أصبحت مركزًا لتدريب مجندي الحركة وتحضير هجماتها الإرهابية على المناطق المحررة.

وفي البداية انسحب الخوارج من المقاطعة إلى جانب السكان المحليين، حيث احتمت الميلشيات المتطرفة بالشعب كدرع حماية ضد الهجمات الجوية. وقد سيطرت القوات الحكومية على المقاطعة وهي خاوية من شعبها الذين اختطفوا إلى المدن التي ما زال الإرهابيون يختبئون بها.

وكرد فعل، هاجمت حركة الشباب المقاطعة مجددًا بعد ساعات من سيطرة القوات الحكومية عليها، وبدأ الهجوم بعربات مفخخة وألغام أرضية، في حين تصدى الجيش الصومالي لتلك الهجمات بنجاح. وقامت القوات الحكومية بتمشيط المقاطعة خلال الـ 24 ساعة الماضية.

يذكر بأن الرئيس حسن شيخ محمود قد تحدث للإعلام عن الخطط الحكومية للسيطرة على آدن يبال خلال زيارته لبلدتي “وسيل” و”محاس” مؤخرًا. ثم توجه إلى بلدتي مسجد علي غدود و نوردغلى للحديث مع المجتمع المحلي وحشدهم للمشاركة في عملية تحرير آدن يبال.

وقد رحب الصوماليون بمختلف مشاربهم بهذه الانباء السارة، التي تعني تحرير معظم مناطق ولاية هيرشبيلى من حركة الشباب، هذه البادرة توضح أن أيادي الجيش الصومالي ستصل إلى أكثر المناطق تحصينًا للحركة، وأنهم ليسوا بمأمن أبدًا من قبضة النظام والاعتدال.

تحظى آدن يبال بأهمية كبيرة للجيش الصومالي وفي الحرب على الإرهاب بشكل عام، إذ أن تحريرها سيكون نقطة الانطلاق لتعاون العشائر المحلية فيما بينها، وتحرير المناطق المتبقية بدعم استخباراتي وعسكري من الحكومة الفيدرالية. كما شكلت هذه العملية انتصارًا لكل صومالي يأمل برؤية بلاده متحررة من أيدي الإرهابيين ومنفتحة على العالم.

وتشكل آدن يبال بوابة رئيسية لتحرير بقية بلدات محافظة شبيلى الوسطى، فعلى الرغم من تحرير كافة مقاطعات المحافظة، فإن قوات حركة الشباب الإرهابية لا تزال تختبئ في بعض البلدات.

ومن المتوقع أن يتم في المرحلة المقبلة العمل على تحرير بقية مناطق ولايتي هيرشبيلى وغلمدغ، ثم الالتفات لاحقًا إلى منطقة جوبالاند التي تعتبرها حركة الشباب حاضنة لأفكارها المتطرفة وتتخذ من بعض مدنها مقرات استراتيجية.

هذه الانتصارات لا تعمل فقط على زيادة رصيد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود سياسيًا؛ بل تقوي أيضًا الموقف الصومالي في المحافل الخارجية كقوة مستقلة تستطيع الاعتماد على ذاتها، بل والقضاء على جماعات ارهابية مسلحة عجزت عنها دول إفريقية وغربية كبرى.

كما سيمنح الانتصار على حركة الشباب الفرصة للحكومة الفيدرالية بقياس الحجم الحقيقي لأزمة الجفاف التي تشهدها البلاد، والعمل على إيصال المساعدات إلى المناطق التي كان يتعذر الوصول إليها سابقًا.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here