الصومال.. زيادة وتيرة الإغتيالات السياسية

37

بقلم: الهضيبي يس

أفريقيا برسالصومالارتفعت وتيرة الإغتيالات السياسية في الصومال خلال الأشهر الماضية في الصومال بشكل متسارع؛ باستهداف شخصيات نافذة في الدولة، منها قيادات أمنية وأهلية وسياسية. ومن الملاحظ أن جميع العمليات تبنتها حركة الشباب الصومالية؛ بإعلان مسؤوليتها المباشرة في كثير من الأحيان عنها.

حوادث الاغتيالات

إحدى تلك العمليات كانت محاولة اغتيال قائد قوات المشاة في الجيش الصومالي، الجنرال محمد تهليل بيهي في مطلع شهر أغسطس الماضي، حيث نجا من المحاولة التي أعلنت حركة الشباب مسؤوليتها عنها، كذلك لقي طبيب صومالي يبلغ من العمر 74 عاما مصرعه على يد مسلحين مجهولين. الطبيب الذي كان يعمل في مستشفى بوراني بمدينة مقديشو لسنوات، اغتيل أمام منزله بحي هدن في شهر يوليو الماضي.

وفي حادثة أخرى نجا قائد مصلحة السجون الصومالية من محاولة اغتيال في شهر يناير الماضى، يينما قتل في العملية 5 أشخاص منهم 4 نظاميين ومدني واحد. المحاولة كانت عن طريق زراعة عبوة ناسفة في الشارع العام بمحافظة بنادر جنوب شرقي البلاد بمديرية هودن.

واستهدف تفجير في شهر أبريل الماضي المتحدث باسم الشرطة صديق آدم بمديرية وابري. وقبل أيام اغتيل أحد قيادات إقليم بلطين بولاية بري على يد مسلحين قاموا بإطلاق وابل من الرصاص فأردوه قتيلاً.

عمق الدولة

يقول الكاتب الصحفي محمود عيدي في تصريح لموقع “أفريقيا برس” إن تكرار عمليات الاغتيالات في الصومال يحمل عدة دلالات ورسائل، منها قدرة الجهات المنفذة لهذه الأعمال على الوصول إلى عمق الدولة الإستراتيجي باستهداف شخصيات لها تأثير سياسي واجتماعي في البلاد.

ويضيف عيدي “تبني حركة الشباب الصومالية هذه العمليات له رسائل بأن الحكومة تعيش أوضاعاً سياسية وأمنية غاية في الهشاشة، مستدلاً في الحديث بمحاولات اغتيال كبار قادة الجيش والشرطة الصومالية، ما يعني تغييب قدر كبير من المعلومات عند الأجهزة الحكومة التي باستطاعتها إجهاض مثل تلك العمليات قبل وقوعها، الأمر الذي يتطلب قدراً أكبر من حيث تكثيف عمليات كشف دوائر التخطيط التي تقوم بها حركة الشباب لتنفيذ الاغتيالات من قبل السلطات بالتعاون مع بعثة الاتحاد الأفريقي “أميصوم”؛ حفاظاً لصورة الدولة التي صارت دون ملامح؛ بسبب تلك العمليات.

أدوار سياسية

عبدالوهاب جمعة، محلل سياسي

في المقابل، يرى المراقب لشؤون الأوضاع الداخلية في الصومال عبدالوهاب جمعة في تصريح لـ “أفريقيا برس”، أن “ما يقع من عمليات اغتيالات له تأثير مباشر على الحياة العامة في الصومال باعتبار عنصر الأمن هو ما تبحث عنه الدولة الآن”، مشيراً إلى ضرورة وجود دور سياسي يعمل على تسوية، تنهي العمل المسلح في البلاد ما بين قادة الأقاليم والحكومة الصومالية وحركة الشباب.

أجواء الانتخابات

مع هذا يجب الوضع في الاعتبار الترتيبات للانتخابات القادمة خلال شهر ديسمبر القادم؛ ما يتطلب تهيئة البلاد سياسياً وأمنياً لضمان عملية التداول بشكل سلس، ولاسيما أن خروج القوات الأمريكية واتخاذ الرئيس السابق دونالد ترامب قرار سحب القوات بعد حرب عاشتها البلاد لنحو عشرين عاماً؛ كان له الأثر البالغ في إفساح المجال أمام حركة الشباب بالتحرك في مساحات أكبر مما ينبغي، وتنفيذ عمليات اغتيال ركزت على العمق الصومالي.

خسائر الشباب

ولفت عبدالوهاب جمعة إلى القدر الكبير الذي خصم من اعتبار حركة الشباب بأفعالها والإقدام على تنفيذ عمليات اغتيال تستهدف قيادات من العشائر الأهلية الصومالية، كما حدث مؤخراً مع أحد قادة إقليم بلطين بولاية بري. واعتبر أن “هذه الأفعال ساعدت على توسيع الخلافات بين المكونات الاجتماعية الصومالية وقناعتها بأن حركة الشباب لم تعد تتمتع بقدر من الصفات التي تؤهلها لتكون جزءاً من التركيبة السياسية والاجتماعية الصومالية”.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here