الصومال.. ما هي أبرز دلالات وأبعاد إعلان “المجاعة” سياسيا وأمنيا

22
الصومال.. ما هي أبرز دلالات وأبعاد إعلان

الهضيبي يس

أفريقيا برس – الصومال. قال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، إن بلاده تمر رسميا بأزمة المجاعة، داعيا إلى استجابة محلية ودولية سريعة، معلنا عن وقوع وفيات مرتبطة بالجوع في البلاد.

البحث عن الغذاء

ويواجه نحو ستة ملايين صومالي أو 40٪ من السكان، مستويات كبيرة من انعدام الأمن الغذائي، وفق تقرير جديد لـ”التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي”، أي بزيادة  مضاعفة مرتين تقريبا منذ مطلع العام الجاري. بينما الأطفال دون سن الخامسة هم الأكثر عرضة للمخاطر وسط ندرة الحصول على المواد الغذائية والحليب بسبب ارتفاع الأسعار ومشكلات متعلقة بالماشية والجفاف المدمر.

أسباب الأزمة

ويعود دخول الصومال رسميا بمجاعة إلى عدة أسباب، أولها مناخيا، حيث دخلت البلاد موسمها الخامس على التوالي دون هطول أمطار كافية، وأدت الآثار المتزايدة لتغير المناخ والجفاف إلى الإضرار بسبل العيش فيه. في المقابل، تسبب غزو روسيا لأوكرانيا وارتفاع أسعار الحبوب عالميا والوقود اللازم لتوصيلها، بارتفاع تكلفة الغذاء داخل الصومال، ونتيجة لذلك، يواجه ما مجموعه 7 ملايين مواطن صومالي انعدام أمن غذائي حاد، منهم 1.4 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد؛ فيما يعاني 330 ألف التعرض لخطر الموت، فيما نزح أكثر من نصف مليون مواطن بسبب الجفاف في الربع الأول من عام 2022.

نطاق الجفاف

فيما شهدت البلاد ثلاثة عقود من الصراع الذي زعزع استقرار المجتمعات فيها، وحاليا تنتج الصومال أقل من نصف كمية الغذاء التي كانت تنتجها قبل اندلاع الحرب الأهلية في أوائل التسعينيات، مما أجبر البلاد على الاعتماد بشكل متزايد على الواردات الغذائية، والتي بدورها تعرضت لاضطرابات التوريد والتقلبات في أسعار الغذاء العالمية. كما أدى اندلاع الصراع في إثيوبيا المجاورة منذ عام 2020، إلى تداخل الجفاف وامتداد نطاق الاستجابة الإنسانية بأكملها إلى المنطقة. في الصومال، لا تزال جيوب الصراع نشطة، ومع تفاقم الجفاف، يعيش ما يقرب من مليون مواطن في مناطق غير مستقرة، والعديد منهم لا يمكن للمنظمات الدولية الوصول إليهم.

أهداف سياسية

يوسف جراد، كاتب صحفي

ويقول الكاتب الصحفي يوسف جراد في حديث لموقع “أفريقيا برس”؛ أن إعلان المجاعة من قبل الرئاسة جاء بغرض استمالة مزيد من المساعدات لصالح برنامج تتبناه الحكومة الصومالية عقب تمدد مساحات الجفاف التي ضربت نحو 70٪ من الأراضي الزراعية بسبب تأخر هطول الأمطار لعده سنوات. وأكد جراد أن هناك مبتغى وهدف سياسي من هذا الإعلان وهو أمر حسب تقديرات الحكومة قد يساعد في تحقيق هدنة سياسية واتفاق يعملان على إيقاف الحرب والمعارك التي تدور بين حركة الشباب والقوات الحكومية.مستدركا “الصومال حاليا يشهد موجة من النزوح نحو العاصمة مقديشو بحثا عن المأوى والغذاء الذي تظل تقدمة بعض المنظمات”.

مؤثرات إقليمية

محمد علي فزاري، محلل سياسي ومراقب لشؤون القرن الأفريقي
محمد علي فزاري، محلل سياسي ومراقب لشؤون القرن الأفريقي

ويؤكد الكاتب الصحفي محمد علي فزاري في حديث لموقع “أفريقيا برس”؛ أن “المجاعة لن تقف عند الصومال بالطبع، والإعلان سيكون له تأثيرات إقليمية على منطقة شرق أفريقيا بلجوء المواطن إلى بلدان الجوار الصومالي مثل كينيا، جيبوتي، إثيوبيا وهو ما قد يشكل ضغطا مضاعفا على أوضاع تلك الدول سياسيا، وامنيا، واقتصاديا”. ويضيف فزاري “على العالم الاستعداد لتوفير احتياجات الإغاثة تحسبا من تحول المجاعة إلى معسكرات يسهل استقطاب ساكنيها من قبل حركة الشباب مما قد يشكل مهددا أمنيا جديدا على حكومة الرئيس حسن شيخ محمود.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here