بقلم : الهضيبي يس
أفريقيا برس – الصومال. جاء رد الحكومة الصومالية قبل أيام على التقرير الذي أعدته لجنة التقييم التابعة للإتحاد الأفريقي بشأن مستقبل بعثة الإتحاد في الصومال “أميصوم” AMISOM، برفض بلادها للاقتراحات التي قدمها التقرير والمتمثلة في شراكة عملية حفظ السلام في الصومال عملية بين الإتحاد الأفريقي والأمم المتحدة أو تعديل مهمة “أميصوم” الحالية الانسحاب الكامل من الأراضي الصومالية أو نشرمزيد من القوات من دول شرق إفريقيا.
مبرر حكومي
وعزت الحكومة وجهة نظرها بالقول أن “قواتنا ترى في بعض الأحيان فرصة لهزيمة العدو لكنها لا تحصل على الدعم الذي تحتاجه من أميصوم” التي تقوم بمهمة حفظ السلام في الصومال منذ 14 عاما الماضية.
وقال المتحدث باسم الحكومة الصومالية، محمد إبراهيم معلمو في تصريحات صحفية إن مقديشو رفضت بالكامل تقرير فريق التقييم المستقل التابع للاتحاد الإفريقي بشأن مستقبل بعثة “أميصوم”، والذي اقترح أربع طرق يمكن من خلالها تعديل عمل البعثة في الصومال.
وسط ظهور عده إشكالية في هذه القوات مما يهدد مستقبل بقاءها بحلول نهاية العام 2021 ، بالرغم من عدم قدرة القوات الصومالية على تسلم المسؤوليات الأمنية من القوات الإفريقية، واختلفت رؤية الحكومة الصومالية والبلدان المساهمة بقوات في البعثة الإفريقية في تجاوز تلك الإشكالية.
رؤية فنية
بالمقابل اعتبر الفريق الفني لبعثة الاتحاد الأفريقي إن مداولات الخبراء الفنيين من قبل الدول المساهمة بالقوات التابعة لـ”أميصوم”، لاحظت أن “تهديدات السلام والأمن في الصومال لا تزال قائمة، وعلى وجه الخصوص.
وأردفت بالقول أن الوضع في البلاد، يشكل تهديدًا للسلم والأمن الدوليين، بسبب عدم الاستقرار المزمن في هذا البلد، وهو الوضع الذي تفاقم بسبب وجود العناصر الإرهابية هناك واقترحت لجنة الخبراء التابعة للاتحاد الأفريقي بقيادة الضابط العسكري في جنوب أفريقيا، الميجور جنرال زولاني مانكاي، في تقريرها اتخاذ أربعة خيارات لمستقبل “أميصوم”، قبل نهاية تفويضها من شهر ديسمبرالقادم.
خيارات الأفارقة
وعلى رأس الخيارات الموضوعي الانتقال الكامل إلى بعثة تحقيق استقرار متعددة الأبعاد تابعة للإتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، يتم نشرها بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، بشأن التهديدات للسلام والأمن العالميّين.
اللجنة الأفريقية في دفاعها عن هذا الخيار، قالت إنه سيوفر “نهجًا شاملاً، يتجاوز عملية الأمن والاستقرار التي كانت الأولوية لـ “أميصوم” منذ إنشائها في العام 2007 واقترح الفريق تشكيل قوة من نواة المكونات الأمنية للوحدات التي تعمل حاليًا على أن يتم تقييم قدراتها، وتتم مضاعفتها حسب الضرورة.
ويقول التقرير سيتم تشكيل البعثة مع التوازن الصحيح للقدرات المدنية والشرطية والعسكرية، بما في ذلك قوة التدخل السريع (RSF) وأولوية التدخل المصممة خصيصًا للمتطلبات التشغيلية المحددة لبيئة الصومال.
وأشارالمقترح بأن هذه القوة سيتم إنشاؤها في أعقاب التقييم الاستراتيجي المشترك بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، جنبًا إلى جنب مع ممثلي القوات المحتملة والبلدان المساهمة بالشرطة.
وأورد الخيار الثاني إعادة تشكيل “أميصوم”، في دعم متعدد الأبعاد من الاتحاد الأفريقي لتحقيق الاستقرار في الصومال، والذي سينهي دور البعثة كقوة قتالية من خلال تضمين مكون سياسي أقوى بقيادة الاتحاد الأفريقي باشتراط بالتنسيق مع الأمم المتحدة.
ويتخوف الفريق في حال تطبيق هذا الخيار من مواجهة مشاكل مالية؛ حيث لن يكون هناك مصدر منتظم للتمويل خارج نطاق الأمم المتحدة.
أميصوم
أنشئت هذه القوات الافريقية “أميصوم”، في العام 2007 من قبل مجلس السلم والأمن التابع للمنظمة في 19 يناير 2007 وفق لقرار الاممي 1744 علي ان يتم التجديد لها كل ست أشهر.
بينما شجع القرار الدولي الصادرمن مجلس الأمن البعثة الافريقية في منتصف أغسطس من العام 2008 على مساندة الحكومة الفدرالية الانتقالية، وتنفيذ استراتيجية الأمن القومي وكذلك تدريب قوات الأمن الصومالية وأخيرا المساعدة على خلق بيئة آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية منذ ذلك تم تمديد مهمة البعثة كل ” 6″ اشهر.
وفي 8 من شهر يناير لعام 2010، قام مجلس السلم والأمن باستصدار قرار بتمديد مهمة القوات الأفريقية “12” شهرا برقم 1910 المؤرخ في 28 ينايرمن العام 2010، قام مجلس أمن الأمم المتهدة بتمديد مهمة الأميسوم حتى 31 ينايرمن العام 2011.
وبدخول العام 2010، بلغ قوام قوات البعثة 5250 جندي، منهم 2550 جندي من بوروندي و 2700 جندي من أوغندا. وبحلول شهر فبرار من العام 2011، وصل عدد الجنود المشاركين 8375، وعند شهر نوفمبرمن 2012 بلغ عدد الجند 12000 جندي، منهم 850 من جيبوتي تم ابتعاثهم نهاية العام 2011.
فضلا عن ارسال فرقة اخري من دولة سيراليون كانت قد توجهت للصومال في صيف 2012 قوامها 20000 جندي. وفي شهر يونيو من العام 2010 وصلت فرقة اخري من دولة كينيا قوامها 4631 جندي وجميع ماسبق يصبوالي تحقيق الحد من تمدد تنظيم حركة الشباب الصومالية منذ مطلع العام 2007.
انتكاسة
ولكن برغم من الدعم الذي تحظ به القوات الافريقية لشرق افريقيا “أميصوم” في الصومال ، ماتزال تتعرض لعديد من الهجمات العسكرية من قبل حركة الشباب منذ سنوات. حيث اسفرت في الاونه الأخيرة تلك الهجمات علي استهداف مواقع حساسة واستراتيجية للقوات المشتركة ، وللأسف الشديد لم يستطيع العتاد من قوة السلاح، الدفاع وصد الهجمات.
ويوضح الكاتب الصحفي عبدالعزيز النقر في حديث لموقع “أفريقيا برس” ، تعود مسالة عدم اكمال القوات الافريقية لدورها بشكل كامل حتى الان نسبة لعدة أسباب منها عدم الدراية والمعرفة الكاملة لهذه القوات بتفاصيل الجفرافيا والتركيبة الاجتماعية الصومالية مما أدخلها في إشكاليات ساهمت هي الأخرى في تفاقم حجم المشكلة.
كذلك فان العقيدة القتالية لهذة القوات “أميصوم” لم تكن بالشكل الذي يؤلها لقتال حركة الشباب فهي منذ الوهلة الاولي لم تقم بوضع دراسة بشكل مفصل لعدوها لمعرفة مدى قدرة الإمكانيات التي يتحرك فيها سياسيا ، واقتصاديا عقب تعرض القوات لحملات استهدفت صورتها عند المجتمع الصومالي بانها جاءت لممارسة أفعال تتنافي مع اعرافه وتقاليده.
هذه العوامل مجتمعة بمرور الوقت قلصت من حظوظ “أميصوم” على الأرض وافقدتها الثقة عقب التعرض لعديد من الهجمات وجعل الحكومة الصومالية تطالب بانسحابها بعد نحو خمسة عشر عام.
وبنفس القدر بات على الأرض من الصعب الاستغناء عن هذه القوات باعتبار ما تمر به الصومال من مهددات أمنية وسياسية وهي مقبلة على مرحلة قيام “الانتخابات” ما يستوجب التوصل لاتفاق مابين الحكومة ورئاسة القوات لمجابهة ماقد يرد من مخاطر.