الإنتخابات الرئاسية الصومالية وحتمية التأجيل.. عود على بدء

27
الإنتخابات الرئاسية الصومالية وحتمية التأجيل.. عود على بدء

الهضيبي يس

أفريقيا برس – الصومال. يقترب الموعد المحدد لإجراء انتخابات الرئاسة الصومالية، وهو الخامس والعشرين من شهر فبراير لعام 2022. بينما يكاد المضي نحو التأجيل للمرة الثانية سيد الموقف لعدة أسباب سياسية واقتصادية وأمنية.

المناخ السياسي

سياسياً وفقاً للترتيب التي قامت بها اللجنة العليا للانتخابات الصومالية بإجراء الانتخابات النيابية أولاً بغرض اختيار مرشحين مجلس الشعب من قبل الولايات، من ثم الانتخابات الرئاسية وهو ما ورد أيضاً بنصوص الدستور “الصومالي”.

ويتنافس على مقاعد مجلس الشعب نحو “275” فرداً، تم حتى الآن تصعيد “120” فقط منهم، بينما المتبقي حالت الأوضاع الأمنية في الغالب دون استكمال العملية الانتخابية لمعظم ولايات وسط، وجنوب البلاد، وهي مناطق تقع تحت سيطرة عناصر “حركة الشباب” مثل ولايات ” غملد، هرشيلي السفلى، بلغد” فضلاً عن خروج إقليم “صوماليا لاند” بكامله عن المنافسة إثر اتخاذ قرار سابق من قبل حكومة الإقليم بعدم مشاركة في الانتخابات النيابية.

أزمة ثقة

كذلك ما نشب بين الرئيس عبدالله فرماجو ورئيس الحكومة محمد حسين روبلي من خلاف، كان له الأثر البالغ في استمرار العملية الانتخابية في البلاد ومدى تحديد مؤشرها سواء بالفشل أو النجاح، نتيجة للاستقطاب الحاد الذي حدث بسبب تلك الخلافات، ولا سيما أن تأثير الخطوة كان بصدور تصريحات تشكك في قدرة الحكومة الفيدرالية على استكمال العملية الانتخابية سياسياً أبرزها ما ورد من قبل أعضاء مجلس مرشحي الرئاسة (مجلس سياسي) بأن حكومة “روبلي” لم تستطع تجاوز العقبات والعراقيل الماضية لضمان قيام الانتخابات لعديد من الأسباب السياسية والأمنية.
التركيبة “الديمغرافية” السكانية التي قامت مؤخراً بتصعيد أشخاص بدلاً عن زعماء العشائر التقلديين بالدولة لمجلس الشعب، جعلت البعض يتحدث وسط الرأي العام “الصومالي” بحدوث عملية تزوير وتجاوزات سياسية قد تمت. جميع هذه القضايا تجعل فرضية تأجيل انتخابات الرئاسة للمره الثانية أمراً حتمياً، مع ملاحظة عدم تجاوز أي نوع من الإشكاليات السياسية السابقة خلال العامين الماضيين.

سيولة أمنية

من أهم المسائل التي تعاني منها دولة مثل “الصومال “حالة السيولة الأمنية وتزايد وتيرة التفجيرات والعمليات الإرهابية من قبل الجماعات المتطرفة التي كثيراً ما تستهدف عمق المواقع الاستراتيجية بالعاصمة مقديشو، فخلال مطلع العام 2022 تبنت حركة الشباب الصومالية المصنفة إرهابياً نحو “50” عملية عسكرية أسفرت عن مقتل ” 180″ شخصاً، وإصابة المئات بجروح متفاوتة بالإضافة إلى نهب وحرق العديد من القرى مما تسبب في نزوح الآلاف، وسط عجز وشلل شبه تام من قبل الحكومة وقواتها التي باتت تبحث عن أبسط المعينات والمساعدات القتالية، ما يحول قيام “الانتخابات” أمام هذه الأوضاع الأمنية التي هي بمثابة تحدٍّ لرئيس الحكومة محمد روبلي.

أزمة إقتصادية

تحتاج “الانتخابات” لتمويل اقتصادي وفقاً لتقديرات الرسمية نحو “100” مليون دولار، كان من المتوقع أن يدفع فيها المجتمع الدولي “70” مليون دولار وتدفع الحكومة الفيدرالية “30” مليون دولار الأخرى. ولكن بمجيء “الجفاف، وجائحة” كورونا – كوفيد 19، فقدت الدولة ما يقارب 90% من مواردها الأساسية بعد ما تسبب “الجفاف” في نزوح مليون مواطن صومالي من قراهم وتلف آلاف الأفدنة الزراعية.

تحديات ماثلة

تتخوف الحكومة الفيدرالية في الصومال من تطبيق الإدارة الأمريكية عقوبات عليها بسبب تقاعس ناحية قيام “الانتخابات”، بينما وقوع “الصومال” في دائرة التجاذبات الإقليمية، والدولية مثل لها تحدياً جديداً على مستوى دعم بعض الأطراف بتمديد وتجديد الثقة في شخص الرئيس “فرماجو”.

سيناريو الانتخابات

محمود عيدي، كاتب وصحفي
محمود عيدي، كاتب وصحفي

يقول الكاتب الصحفي محمود عيدي في حديث لـ “أفريقيا برس”؛ بات في حكم المؤكد إقدام اللجنة العليا للانتخابات الصومالية على اتخاذ قرار يتم بموجبه تأجيل انتخابات الرئاسة للمرة الثانية على التوالي بعد عام من التأجيل. ومتى ما تمت الخطوة فإنها مسألة تشير إلى فشل الحكومة، وتضعها في اختبار غاية الصعوبة، إذ عليها تقديم مبررات سياسية مقنعة للرأي العام الصومالي والمجتمع الدولي، وتحمل نتيجة القرار. القرار الذي قطعاً هو في مصلحة فرماجو وحلفائة السياسيين، والحديث عن فشل غريمه السياسي روبلي في تنفيذ ما تعهد به قبل عامين بقيام الانتخابات، وتحقيق الأمن، ووقتها ربما سيكون روبلي مضطرا للاستقالة.

تسوية سياسية

علي سعيد، محلل سياسي

ويوضح الكاتب الصحفي علي سعيد في حديث لموقع “أفريقيا برس”؛ أن نجاح الانتخابات كان رهيناً بتحسن الأوضاع الأمنية والوصول إلى تسوية مع حركة الشباب تفضي لوقف إطلاق النار، وفتح الطريق أمام أعضاء لجان الانتخابات بتحديد الدوائر النيابية لعملية الانتخابية. ولكن عدم التوصل لهذه التسوية وفشل الوساطات السياسية، والاجتماعية، عملا على تعقيد المشهد واشتداد العمليات العسكرية وصولاً إلى عمق العاصمة. وطبقاً لسعيد؛ فإن التأجيل هو أمر محبط الصوماليين الذين كانو يتوقون إلى خوض تجربة التحول الديمقراطي في مرحلتها الثالثة ما بعد تجارب أعوام 2012- 2017.

 

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here