الصومال..الحكومة تفاوض “حركة الشباب”.. يد للسلام وأخرى على الزناد

23
الصومال..الحكومة تفاوض

الهضيبي يس

أفريقيا برس – الصومال. فضل الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، خوض التفاوض مع حركة الشباب في أولى خطوات البحث عن إنهاء الحرب التي امتدت لنحو العقدين.

مياه تحت الجسر

الحكومة الصومالية بدورها تسعى إلى إعادة سيناريو ما بين عامي 2013-2017، وهي فترة ما بعد إنهاء الحرب الأهلية وتكوين أول حكومة معترف بها دوليا برئاسة الرئيس شيخ محمود الذي استطاع إبرام اتفاق مع قادة الحركة على وقف إطلاق النار وانسحاب حركة الشباب من بعض المدن إلى بعض النقاط التي حددت سلفا، في مقابل وصول المؤن والغذاء للحركة بصفة شهرية. والآن وبعد انتخاب شيخ محمود للمرة الثانية، يحاول جاهدا التوصل للاتفاق مرة أخرى مع الحركة، وقد جرت الكثير من المياه تحت الجسر بتبدل المواقف والمواقع الاستراتيجية لحركة الشباب التي لم تتوانى عن ارتكاب أبشع الجرائم من عمليات الاغتيال بحق الشعب الصومالي.

صدمات متتالية

أولى تلك المتغيرات، ما تعرض له تنظيم القاعدة خلال السنوات الماضية من تمزيق وانهيار، حيث تدين الحركة بالولاء للتنظيم، وظهور تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” الذي خصم كثيرا من حركة الشباب باستقطاب المئات لصالح “داعش”. وثانيا؛ بات المجتمع الصومالي غير متأثر بطبيعة الخطاب الديني، والسياسي من قبل الحركة والذي لطالما عمد على تسليط الهجوم على الحكومة دون أي إصلاحات سياسية، واجتماعية تساعد المواطنين في تحقيق بعض تطلعاتهم، بينما الحكومة تحاول جاهدة الحد من الجفاف وتوفير الخدمات الأساسية “التعليم، الصحة، مياه الشرب”. وثالثا؛ وضعت الحركة نفسها في مواجهة الاستراتيجية الدولية لمكافحة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تعتبر منطقة شرق أفريقيا ودولة الصومال واحدة من مساحات تطبيق عملياتها العسكرية للقضاء على الجماعات الإرهابية.

تحديات التفاوض

وربما تكون كافة هذه العوامل إحدى الوسائل التي قد تستغلها الحكومة الصومالية بمثابة ورقة ضغط للتوصل إلى اتفاق مع قادة حركة الشباب. رغم التحديات التي تواجهها دعوة الرئيس حسن شيخ محمود، طبيعة إدارة التفاوض والقضايا التي قد تخضع لنقاش ومدى قدرة الحكومة على تقديم تنازلات لصالح الحركة متى ما دخلت التفاوض من باب الاشتراطات المسبقة كإطلاق سراح جميع المعتقلين من عناصرها، والغاء الأحكام التي صدرت بحق البعض، وإيقاف العمليات العسكرية التي تقودها القوات الأفريقية “اميصوم” وخروجها من الأراضي الصومالية، وإدراج بعض النصوص في الدستور القادم بمثابة مواد قانونية وغيرها من المسائل التي قد تجعل التفاوض من الصعب بمكان. وذلك تفاديا لاتساع رقعة الحرب وحصد مزيد من نزوح آلاف المواطنين، ويبدو أن الحكومة ستخوض التفاوض بيد للسلام والآخرى على الزناد.

ملف الجماعات

يوسف جراد، كاتب صحفي

ويعتبر الكاتب الصحفي يوسف جراد في حديث مع “أفريقيا برس”، ملف الجماعات الإرهابية وإنهاء الحرب من أولى أولويات حكومة الرئيس حسن شيخ محمود والتحدي والأهم الشاغل لها. مضيفا “التفاوض هو المدخل الرئيسي لعامل الاستقرار السياسي، والأمني، والاقتصادي بالبلاد، بينما لماذا الدعوة جاءت من قبل الرئيس شيخ محمود فذلك بسبب المعرفة التامة للرئيس محمود وحزبه السياسي “البناء والتنمية” بمداخل ومفاتيح التفاوض مع الحركة باعتبار الامتداد السابق لحزبه السياسي والعلاقة مع حركة المحاكم الإسلامية التي خرجت منها حركة الشاب، وهذا جعل الرئيس الصومالي يخاطب الحركة، بقدر من الثقة وهو واثق في أستحابة الحركة لدعوة التفاوض”.

مهددات خارجية

عبدالعزيز النقر، كاتب وصحفي
عبدالعزيز النقر، كاتب وصحفي

ويشير الكاتب الصحفي عبدالعزيز النقر في حديث لموقع “أفريقيا برس”؛ إلى ضرورة النظر للعوامل الداخلية والخارجية التي جعلت الحكومة تدعو حركة الشباب للتفاوض. ويقول “منها ما تحظى به حكومة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود من دعم إقليمي ودولي، بالإضافة لرغبة العالم إنهاء المهددات التي تشكل خطرا عليها ومهدد لحركة التجارة الدولية في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن وهم “القراصنة”. ويضيف النقر “أيضا قطع الطريق أمام حركة الشباب في حصول على السلاح نتيجة للحرب الروسية الأوكرانية وإدراك الحكومة وحلفائها إقليميا ودوليا بأهمية ازدياد حجم تجارة السلاح في المنطقة التي تربط بين الصومال واليمن وفي سبيل ذلك بإمكان أن تنشط عناصر الحركة بتوصيل السلاح لجماعة الحوثي”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here