الصومال.. المعارك في “أوغادين”.. حركة الشباب تتمدد إقليميا

18

الهضيبي يس

أفريقيا برس – الصومال. تشهد الحدود الصومالية الإثيوبية، توترا شديدا مع إعلان المسؤولين الإثيوبيين في إقليم أوغادين عن تأسيس منطقة عازلة داخل الصومال، لتحجيم نشاط حركة الشباب وهو ما اعتبره أعضاء بالبرلمان الصومالي ما يشكل خرقا لسيادة البلاد.

منطقة عازلة

ويعتبر إقليم “أوغادين” على الحدود بين إثيوبيا والصومال، والذي تبلغ مساحته 279 ألف كم مربع، فكل سكانه مسلمون، وغالبيتهم من الصوماليين. بالمقابل استبعد محللون سياسيون صوماليون، تأسيس المنطقة العازلة لعدة أسباب، غير أنهم حذروا من الاستهانة بمخططات الحركة بتنفيذ عمليات عسكرية والتي أسفرت خلال الفترة الماضية عن مقتل مئات الجنود الإثيوبيين.

نيران الحرب

وكان قد تسلل مسلحو حركة الشباب إلى عمق أوغادين- الذي يعد محطة نزاع بين الصومال وإثيوبيا بشأن السيادة عليه، وتديره حاليا أديس أبابا- ونفذوا عمليات قتل عشوائية على يد نحو 500 مسلح، قبل وقوع الاشتباكات مع القوات المحلية لاقليم أوغادين قبل اسابيع. ووفقا لرئيس إقليم أوغادين، مصطفى محمد عمر، فإن المواجهات التي دارت مع حركة الشباب أسقطت أكثر من 200 عنصرا يتبعون لحركة الشباب وأن إدارة الإقليم ستتخذ منطقة عازلة داخل الصومال، لصد هجمات الحركة، مؤكدا أن الحركة تظل تستعين ببعض المقاتلين الذين ينتمون للإقليم.

أزمات داخلية

وجاءت هجمات حركة الشباب في توقيت مدروس لاستغلال الاضطرابات الداخلية بين الحكومة الإثيوبية ومعارضيها في الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، وسبقها إصدار الحركة فيديو تدعو فيه إلى “الجهاد في القرن الإفريقي”. بينما سعت الحركة إلى ترسيخ وجود لها في إثيوبيا من قبل، ولكن دون جدوى، ووقع أول توغل مسلح في أوائل عام 2007 وتم التصدي له، عقب محاولات لها في تنفيذ هجمات مسلحة استهدفت خلالها ملعب لكرة القدم وفندق بوسط العاصمة اديس ابابا في العام 2014.

صدمات وخسائر

محمود عيدي، كاتب وصحفي
محمود عيدي، كاتب وصحفي

ويقول الكاتب الصحفي محمود عيدي في حديث لموقع “أفريقيا برس” أن “حركة الشباب بعد ما تعرضت لعدة صدمات وخسائر مادية وبشرية بسبب انقطاع خطوط الإمداد خلال الفترة الماضية من رئاسة تنظيم القاعدة وسقوط معاقلها في أفغانستان، وباكستان وغيرها من المناطق، تسعى حاليا إلى تحقيق مكاسب جديدة بمنطقة القرن الأفريقي بحربها على متن الحدود الصومالية-الإثيوبية، وإثبات أحقية بأن الحركة قادرة على لعب أدوار أبعد من المحيط الجغرافي الصومالي. ولكن مع مرور الوقت سيجد قادة الحركة أنفسهم، في وضع سيء وهم محاصرون من كل جبهات القتال نتيجة لطموح المدفوع بتطلعات غير مدروسة وإن حققت نجاحات الآن.

حدود مشتركة

عباس محمد صالح، كاتب وباحث في شؤون دول شرق أفريقيا

ويشير الكاتب الصحفي عباس محمد صالح في حديث لموقع “أفريقيا برس”؛ إلى أهمية إقليم اوغادين بالنسبة لإثيوبيا، على اعتبار أنه المثلث الحدودي الذي يجمع مابين الصومال، إثيوبيا، إريتريا. وويقول صالح “تتخوف اديس ابابا من استغلال اندلاع نيران الحرب بين حركة الشباب، والقوات الإثيوبية من أن يوفر فرصة لقوات إقليم تغراي في تنفيذ هجمات عسكرية قد تطال الجيش الإثيوبي الذي يتمركز على تخوم إقليم اوغادين منذ نحو شهر”. مضيفا “كذلك تذهب توقعات بأن يتحول الإقليم المليء بالنفط إلى مسرح للنزاع المسلح بين الفاعلين إقليميا في منطقة شرق أفريقيا من دول إثيوبيا، كينيا، الصومال، إريتريا بحثا عن محصلة الموارد والثروات الطبيعية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here