الهضيبي يس
أفريقيا برس – الصومال. عقد الرئيس الصومالي – المنتخب للمرة الثانية حسن الشيخ أول لقاء رسمي له مع رؤساء مجلسي الشيوخ والشعب “البرلمان” لبحث تطورات الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية التي تمر بها الصومال وسط جملة من التحديات المحاط بها. بينما من المتوقع ان يعكف الشيخ على وضع برنامج يستطيع من خلاله ربط أجهزة الدولة مع بعضها البعض والتي تجمع ما بين جهاز المخابرات، والجيش، ومؤسسات التشريع من مجلسي “الشيوخ والشعب” بغرض إدارة دفه الدولة تفاديا لنشوب أي خلافات وتعزيزا لمفهوم التوافق والمصالحة وفقا لما ورد في خطابه أمام أعضاء مجلس الشعب عقب فوزة برئاسة البلاد.
أبرز التحديات
ووفق مراقبون؛ فإن الرئيس المنتخب حسن الشيخ محمود تنتظره تحديات كبيرة؛ أهمها تعزيز أمن البلاد من خلال التسريع في بناء جيش قوي ومحترف يراعي الانضباط ويتم تسليحه وتجهيزه جيدا، وتحت إمرة موحدة قادرة على تسلم المهام الأمنية من بعثة الاتحاد الأفريقي في الموعد المحدد عام 2024. وتنتظر الجيش الوطني أيضا مهمة تحرير المناطق التي لا تزال في أيدي حركة الشباب المجاهدين. وينتظر من الرئيس الجديد أيضا العمل على إعادة صياغة الدستور وتطبيق النظام الفدرالي الذي تبناه الصوماليون، والذي يضمن تقاسم السلطة والثروة، وذلك إلى جانب تهيئة الظروف الملائمة لتحقيق انتخابات عبر تصويت شعبي مباشر. وعلى المستوى السياسي، فإن الصوماليين يأملون من الرئيس المنتخب أن يحسن التعاون بين الحكومة الفدرالية والولايات التي سادها التوتر في الفترة الماضية. فضلا عن تحدي المعارضة الداخلية القوية ممثلة في المرشحين المنافسين الذين لم يحالفهم الحظ في الفوز بالمنصب الرئاسي، والذين يصطادون الثغرات وأخطاءه، وتدخلات خارجية سواء من دول الجوار أو دول أخرى في العالم. كما أن اعتماد البلاد عسكريا وماليا على القوى الأجنبية يقلل المساحة التي يعمل فيها الرئيس بحرية واستقلالية لإنجاز واجباته تجاه جهود بناء الدولة التي تتعافى من ويلات الحرب.
اقتصاديا تجد ان الرئيس المنتخب في السابق بذل كل جهوده لزيادة الدخل الذي ينحسر الآن على إيرادات الميناء والمطار الدوليين في مقديشو. بالإضافة إلى خلق جو يسمح بتشجيع الاستثمار الأجنبي في البلاد لرفع الإمكانات الاقتصادية، الأمر الذي قد يسهم في تقليل نسبة اعتماد البلاد على المساعدات الخارجية التي تشكل نصف موازنة الدولة والحد من البطالة.
حليف البرلمان
ويقول الكاتب الصحفي علي سعيد في حديث لموقع “أفريقيا برس”؛ “أن الرئيس المنتخب حسن شيخ محمود يحتاج بأن يبدأ إدارة المرحلة الجديدة للصومالين من تحت قبة البرلمان وهذا الأمر لن يتاتى دون التوصل إلى صيغة شراكة مع مجلسي الشيوخ، والشعب. فهو يحتاج إلى إجراء تعديل على جملة من القوانين المتوقع أن تدفع بها وزارة العدل للبرلمان، وبطبيعة الحال تحتاج لمصادقة ثلثي أعضاء البرلمان من بينها قوانين تتصل بنظام الحكم الفيدرالي، والجيش والأمن الوطني، وإدارة الموارد الاقتصادية”.
شراكة سياسية
ويؤكد الكاتب الصحفي محمود عيدي في حديث لموقع “أفريقيا برس”؛ “الرئيس حسن شيخ محمود يظل يبحث عن تجاوز أخطاء سلفه محمد عبدالله فرماجو، بإحداث توافق سياسي ما بينه والمؤسسة التشريعية لضمان تجاوز فترة الأربع سنوات القادمات من دون خلافات وإشكاليات مع المعارضين سياسيا. وقطعا هو أمر يتطلب تعزيز مفهوم الحريات السياسية للأحزاب التي بتاكيد سيكون لها رأي في سياسات الشيخ على مستوى إدارة شؤون الصومال.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس
