الصومال.. الخلافات السياسية تعصف بالأمن القومي

18
الصومال.. الخلافات السياسية تعصف بالأمن القومي

الهضيبي يس

أفريقيا برس – الصومال. يبدو أن انشغال السياسيين الصوماليين بصراعاتهم الداخلية، شجع حركة الشباب المصنفة إرهابياً بأن تطل برأسها مجدداً وتنفذ عمليات عسكرية أكثر قسوة، فقد استطاعت الحركة في غضون الأيام الماضية السيطرة على مدينتين في إقليم غلمدغ شمالي شرقي البلاد.

ويُعدُّ إقليم “غلمدغ” من المواقع الاستراتيجية المهمة للحركة، عقب الدخول في معارك عسكرية مع جماعة أهل السنة التي تُحظى بسند حكومي، الأمر الذي دعا الحكومة الفيدرالية إلى الاستعانة بقوات تتبع للبعثة الأممية “أميصوم” لوقف زحف عناصر حركة الشباب. الحركة التي خاضت نحو “15” معركة عسكرية في جبهات مختلفة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، استطاعت السيطرة على نحو 80% من أراضي الجبهة الشمالية الغربية الصومالية.

وإثر ما سبق خلفت تلك المعارك أوضاعاً إنسانية معقدة على مستوى نزوح ما يقارب 40 ألف مواطن صومالي في تلك المناطق، هم الآن بحاجة إلى توفير الاحتياجات الإنسانية الغذائية والدوائية، وخيام الإيواء، مع انخفاض درجات الحرارة ودخول فصل الشتاء.

عبدالعزيز النقر، كاتب وصحفي
عبدالعزيز النقر، كاتب وصحفي

ويقول الكاتب الصحفي عبدالعزيز النقر في حديث لموقع “أفريقيا برس” “الأمر الذي ظل يشجع حركة الشباب على التوسع على حساب الأراضي الصومالية منذ العام 2004 بتنفيذ المزيد من العمليات العسكرية بحق القوات الحكومية يعود إلى ضعف الجبهة السياسية الداخلية بسبب كثرة الخلافات التي أدت إلى صدمات متتالية انعكست على واقع الأوضاع الأمنية والسياسية”.

وحسب النقر، فإن التقدم الذي أُحرز مؤخراً من قبل القوات الحكومية كان بفضل رسم استراتيجية جديدة بالتعاون مع حلفائها من البعثة الأممية “اميصوم” وبقايا القوات الأمريكية والتركية، وكذلك البريطانية والفرنسية في مكافحة الإرهاب.

ولكن ما طرأ من خلافات بين رؤساء الأقاليم وزعماء العشائر حول المقاعد الانتخابية والحكومة الفيدرالية ألقى بظلاله على هذا التقدم. وأستدل النقر بالخلاف الذي نشب بين جماعة أهل السنة والحكومة، وما أسفر عنه سقوط مدينتين في يد حركة الشباب كانت تحت سيطرة الجماعة. ويضيف: “من متوقع أن تشجع الخطوة حركة الشباب في اجتياح المزيد من المدن الصومالية في مقبل الفترة، ما لم تنهِ الحكومة الفيدرالية خلافاتها السياسية حتى تتحسن أوضاعها الأمنية”.

يوسف جراد خبير في الشؤون الصومالية
يوسف جراد خبير في الشؤون الصومالية

ويوضح الكاتب الصحفي يوسف جراد في حديث لموقع “أفريقيا برس”، أن حالة الاضطراب السياسي التي طالما كان يعيش فيها الصوماليون تسببت في تدهور أوضاعهم الأمنية والاقتصادية مما زاد من حجم الفقر والنزوح ووصول حد المجاعة. بينما مسألة تمدد حركة الشباب المصنفة إرهابياً وربط ما يحدث بتطورات الوضع السياسي، هو أمر صحيح، ولكن هناك أسباباً أخرى ساهمت في الفعل، من بينها عدم التوافق على برنامج مشترك يجمع الصوماليين سياسياً.

وأضاف “جراد “: “انعدام هذه الرؤية لسنوات تسبب في اتساع رقعة الخلافات وازدياد مساحة عدم الثقة ما بين الأطراف السياسية الصومالية، ما دفع الجماعات المتطرفة إلى الاستفادة من ذلكم المناخ وتحقيق بعض أهدافها، ما يعني الحاجة إلى علاج بنية الخلل الداخلي الصومالي بدءاً بإشراك جميع الأطراف صاحبة التأثير الاجتماعي “العشائر” والالتفاف حول برنامج موحد يحدث نقلة وسط الصوماليين على أن يبدأ بالانتخابات”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here