الصومال.. زيارة وفد الإتحاد الأفريقي ومحاولة تعزيز الثقة

26

بقلم: الهضيبي يس

أفريقيا برسالصومال. أنهى وفدٌ من رئاسة الاتحاد الأفريقي زيارة إلى الصومال وقف خلالها على مجمل الأوضاع السياسية والأمنية بالدولة. وانخرط الوفد في عقد لقاءات مع عدد من المسؤولين الصوماليين، عقب ارتفاع وتيرة العنف والعمليات الإرهابية في عدة مناطق بالأقاليم الصومالية. وخلص لقاء الوفد والحكومة في الصومال على تكوين آلية عمل مشترك تعزز من وجود بعثة القوات الأفريقية “أميصوم” على الأرض.

تجديد الثقة

عبدالقادر محمد علي، كاتب وصحفي

يقول الكاتب الصحفي عبدالقادر محمد علي في حديث لـ “أفريقيا برس” “إن عامل الثقة يظل هو المفتاح والعصر الأساسي ما بين تعامل الاتحاد الأفريقي والحكومة الصومالية التي ترى أن ما تتعرض له من وقت لآخر تسهم فيه بعثة القوات الأفريقية، كذلك نظرة الحكومة الصومالية بأن هذه القوات ومنذ العام 2007 لم تستطع تحقيق نجاحات بالقدر المطلوب للحد من عمليات حركة الشباب المهدد الأول للأمن والاستقرار في الصومال، أيضاً شكوك الصومال الدائمة بأن هذه القوات ساعدت على تفاقم الأزمة سياسياً وأمنياً”. ويستدل عبدالقادر في ذلك بالأزمة التي نشبت بين الصومال وكينيا واتهام مقديشو للقوات الكينية المشاركة لحفظ السلام في الصومال بلعب دور ساهم في تأجيج الخلافات السياسية بين الدولتين.

هدف الزيارة

والهدف من زيارة الوفد الأفريقي هو محاولة لتقريب وجهات النظر وإزالة تلك الشكوك بعد مطلب مقديشو بخروج القوات الأفريقية من أراضيها خلال شهر يوليو الماضي، وهو ما قد يخلق فراغاً سياسياً وأمنياً لدولة تعاني من أوضاع اقتصادية وأمنية نتيجة لتزايد العمليات الإرهابية في عدة أقاليم ومدن صومالية. وحل المسألة يظل في تحديد أولويات واضحة للآلية التي كونت مؤخراً بين بعثة الاتحاد الأفريقي، والحكومة الصومالية على أن يكون الإشراف عليها بشكل مباشر من قبل الأمم المتحدة، ودول الاتحاد الأوروبي، ولاسيما أن الصومال تستعد لقيام الانتخابات في شهر ديسمبر القادم، وقطعاً هناك عدة متطلبات، خاصة السياسية، منها يجب الإيفاء بها لضمان عملية التحول الديمقراطي بشكل سليم.

إصلاحات القارة

علي سعيد، محلل سياسي

ويرى المراقب لشؤون القارة الأفريقية علي سعيد في حديث لـ “أفريقيا برس”، أن عملية تحسن الأوضاع في الصومال وتحقيق الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي مرتبطة بتنفيذ إصلاحات على مستوى الاتحاد الأفريقي الذي يعاني من تكتلات وتيارات داخلية، قامت برسم سياسيات تصب في مصلحة بعض الدول داخل الاتحاد.

ويضيف سعيد “هذه الدول لها علاقات ممتدة مع تحالفات تقوم بالتخطيط لتنفيذ استراتيجيات، هدفها تحقيق مكاسب مادية وأمنية، منها دول في الخليج والشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا”. ولطالما هناك عناصر مستفيدة من عدم الاستقرار في دولة مثل الصومال وسط الاستقطاب الحاد لدول المحاور – والحديث لـ سعيد – فإن ليس بالسهولة بمكان لقوات كـ “أميصوم” والاتحاد الأفريقي القيام بدور فاعل من شأنه أن يساعد في إنهاء خطر الجماعات الإرهابية.

أدوار سياسية

ويردف سعيد بقوله “زيارة الوفد الأفريقي ما هي إلا محاولة لإثبات القدرة على لعب أدوار سياسية وأمنية في دولة تعيش هشاشة بصورة يومية”. وبالمقابل، حسب ما وصف المراقب لشؤون القارة سعيد علي، فإن الخلافات السياسية التي تسود معظم الأقاليم بسبب الاضطرابات الأمنية؛ لن تكون في صالح قيام الانتخابات بالكيفية المطلوبة. وحال تراجعت فرضية نجاح الانتخابات في الصومال خلال شهر ديسمبر القادم، فإنها المسألة ستكون مخيّبة للآمال عند الأفارقة وتأكيد ما يشاع أنهم شعوب وحكومات يصعب عليهم الحكم الديمقراطي.

وهو ما يضع القارة أمام اختبار؛ النتيجة فيه سوف تكون محبطة لغاية متى ما رغبت حقاً في تأسيس دول تقوم مفهوم التداول السلمي للسلطة عبر عملية الاقتراع والقانون المسنود بالتشريعات. وعليه يتوجّب على الاتحاد الأفريقي عدم الاكتفاء بإرسال الوفود السياسية والأمنية للصومال، إنما تفعيل دور بعثة الاتحاد وقواته للقيام بدور أكثر فاعلية، ولن يتحقق ذلك إلا بإعادة الثقة بين طرفي العملية.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here