الصومال شبح أزمة سياسة واقتصادية حادة تهدد مستقبله

44

بقلم : بدرالدين خلف الله

افريقيا برسالصومال. يعيش الصومال أزمة سياسية واقتصادية عميقة منذ النصف الثاني من العام الماضي بعد فشله في إجراء انتخابات أواخر العام ٢٠٢٠ ومطلع ٢٠٢١ كما هو مخطط رغم أن اتفاق الفرقاء السياسيين في الصومال في سبتمبر من العام الماضي شكل سانحة أمل لتنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية، تقود لتحول يفضي ديمقراطي، لكن عوامل عديدة عرقلت الوصول إلى ذلك.

تراجع 

الأسبوع الماضي أعلن الرئيس الصومالي، محمد عبد الله فرماجو، تراجعه عن قرار تمديد ولايته عامين، ليصوت البرلمان على إلغاء قانون التمديد، بعدما أقره في 12 أبريل الماضي. وأعلن فرماجو “استعداد الحكومة لإجراء انتخابات على أساس اتفاق 17 سبتمبر ومقترحات اللجنة الفنية في بيدوا في 16 فبراير الماضي”.

حوار وطني

كما دعا الرئيس الصومالي، جميع الأطراف السياسة في الصومال إلى “حوار وطني شامل وغير مشروط حول أزمة الانتخابات العامة خاصة موقعي اتفاق 17 سبتمبر ورؤساء الولايات الخمس ورئيس الوزراء للتوقيع على اتفاقيات الانتخابات”.

توتر

وشهدت العاصمة الصومالية مقديشو الاثنين الماضي أعمال عنف وتوتر حيث أغلق مقاتلون موالون للمعارضة المنافذ إلى بعض الأحياء غداة مواجهات مع الجيش الصومالي على خلفية الأزمة بشأن تمديد ولاية الرئيس محمد عبد الله فرماجو. وتم تقييد الحركة على المحاور الرئيسية للعاصمة ونصب حواجز ليلا على الطرق المؤدية إلى معاقل المعارضة فيما انتشر مسلحون وعربات مزودة بأسلحة رشاشة، بحسب شهود.

ظروف قاسية

ويعاني النازحون الصوماليون بالمخيمات من ظروف حياتية قاسية، بسبب نقص حاد في الغذاء. وازدادت معاناة النازحين خلال شهر رمضان ولم تكن المساعدات التي تقدمها لهم المنظمات والهيئات الإنسانية كافية لتخفيف معاناتهم وتحسين أوضاعهم المعيشية، والقت الأزمات السياسية وتفجر الأوضاع الأمنية ظلالها السالبة على حياة المواطنين الصوماليين بجانب تأثير جائحة كوفيد-19 على الوضع الصحي في البلاد. وكانت ولاية البرلمان الصومالي قد انتهت في 27 ديسمبر الماضي، فيما انتهت ولاية الرئيس الصومالي محمد الله فرماجو (مدتها 4 سنوات)، في 8 فبراير من العام الماضي.

قلق وادانة دولية

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في بيان الاثنين إنه يشعر “بقلق عميق” من الاشتباكات الأخيرة. وأضاف أنه “يحض جميع الأطراف الصومالية المعنية على استئناف المفاوضات على الفور” للخروج من الأزمة. كما أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن قلقها، قائلة إنها “مستعدة للنظر في جميع الأدوات المتاحة، بما في ذلك العقوبات والقيود على التأشيرات”، من أجل الرد على عدم استقرار الوضع في الصومال. بينما أدان الاتحاد الأفريقي الجمعة تمديد ولاية فارماجو في حين دعا مجلس الأمن الدولي في اليوم نفسه الأطراف إلى “نبذ العنف واستئناف الحوار بشكل عاجل ودون شروط مسبقة”.

 

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here