الصومال.. فهد يس رجل الدولة القوي في فخ الدوائر الإقليمية

22

بقلم : الهضيبي يس

أفريقيا برسالصومال. تحول خلال فترة وجيزة إلى الرجل الأقوى في الصومال، هو “فهد يس”؛ مستشار الأمن القومي للرئيس عبدالله فرماجو. الرجل الذي تعرض لاختطاف على يد مجهولين في دولة جيبوتي بعد أزمة سياسية نشبت مابين الرئيس الصومالي – ورئيس الوزراء محمد روبلي عقب مقتل ضابط المخابرات إكرام تهليل على يد مسلحين.

بينما تشير تقارير إعلامية عن لعب فهد يس مدير المخابرات الصومالي السابق – أدوار عززت من بقاء الرئيس فرماجو خاصة أثناء تصاعد أزمة احتجاجات الشارع الصومالي في أكتوبر الماضي ومطالبة بتنحي الرئيس والتي دفعت فرماجو إلى الاستجابة لدعوات الشارع. وقتها كان فهد يس قد نفذ عدة اعتقالات بحق معارضين سياسين منهم زعيم حزب “زجر” الصومالي محمد عبد الشكور.

كذلك لم تخلو سيرة الرجل الذي عين مديراً للمخابرات العامة في 22 من شهر أغسطس لعام 2020 – من العمل على تنفيذ بعض أجندات وسياسات المحاور الإقليمية والتي تضم دولاً مثل “قطر، تركيا، باكستان، روسيا” في منطقة شرق أفريقيا.

ولد فهد يس في العام 1978 بمقاطعة منديرا شرق كينيا، وعمل في صوماليتوك؛ وهو موقع على الإنترنت يملكه الاتحاد الإسلامي، من ثم عمل مراسلًا لقناة الجزيرة القطرية، كذلك مديرًا لمكتبها، لينضم لجماعة الإصلاح في القرن الأفريقي – الإخوان في الصومال، ثم أصبح عضواً في جماعة الاتحاد الإسلامي، وشارك في معارك في أراري وجيدو وبساسو في تسعينيات القرن الماضي.

شوهد لأول مرة في المعترك السياسي خلال مشاركته في إحدى الحملات الانتخابية في الصومال عام 2012 حيث كان جزءً من فريق الحملة الانتخابية للمرشح حسن شيخ محمود الذي فاز في تلك الانتخابات لاحقاً. وتولى فهد ياسين منصب وزيراً للموانئ والنقل البحري في حكومة عمر عبد الرشيد ليستقيل بعده بمدة قصيرة.

في عام 2016 قاد الحملة الانتخابية الرئاسية للرئيس الحالي محمد عبد الله فرماجو. وبعد انتخاب فرماجو كرئيس للبلاد أصبح فهد مديراً للقصر الرئاسي الصومالي قبل أن يصبح مديراً لوكالة المخابرات والأمن القومي.

يعتبر الشخصية الأكثر نفوذاً في حكومة الرئيس فرماجو وله تأثير كبير على قرارات الرئيس وأفعاله السياسية. في عام 2017 قاد حملة اعتقالات واسعة حيث أمر باعتقال السياسي المعروف والمرشح الرئاسي حاليا عبد الرحمن عبد الشكور. والذي يعتبر من أشد معارضي حكومة فرماجو ليصاب أثناء مداهمة منزله من قبل مسلحين تابعين لجهاز المخابرات ويقتل عدد من حرسه الشخصي ويغادر البلاد بعدها على الفور.

ويرى مراقبون أن قسوة فهد يس نجحت في كبح حركة الشباب التي قادت مراراً وتكراراً هجمات مسلحة على المراكز الحكومية ومقرات الشرطة. ووصف إبراهيم فارح بورسلي، المعلق في شؤون الصومال بأنه قدم مساهمة كبيرة في حكم فرماجو. قائلاً: “مهما كانت المخاوف والشكوك، هناك حقيقة لا جدل فيها، أنه رجل مؤسساتي قادر على تحمل المسؤولية، فقد شغل منصب السكرتير الأول للرئاسة الصومالية ثم قيادة جهاز المخابرات”.

وفي عام 2012 بدأ يلعب دوراً رئيسياً قوياً في السياسة الصومالية حيث قيل إنه استخدم أموالاً من دول اقليمية لشراء أصوات أعضاء البرلمان الصومالي. وبعد كر وفر تمت إقالة الرجل القوي من الساحة السياسية الصومالية والحليف الحقيقي لمحمد عبد الله فرماجو.

يوسف جراد، كاتب صحفي

ويعتبر الكاتب الصحفي يوسف جراد في حديث لموقع “أفريقيا برس”؛ أن ما تعرض له فهد يس في سبتمبر الماضي من اختطاف داخل الأراضي الجيبوتية، لايعدو محاولة لتصفية حسابات تجمع بعض الدوائر الإقليمية فيما بينها بغية استخلاص لمعلومات، كان من الصعب الحصول عليها أثناء تواجد يس على سدة رئاسة المخابرات.

وربما تلك الدوائر هدفت من خطوة الاختطاف إرسال رسالة للحكومة الصومالية، بأنها قادره على الوصول إلى أقوى رجالها عن طريق وكالائها بالمنطقة. وقطعاً والحديث لجراد، يعتبر فهد يس خزينة أسرار الدولة وتحالفاتها الإقليمية والدولية وسط الدولة الحالية التي تعتبر هي محط أنظار العالم بسبب ماتتعرض له من حرب أهلية ومكافحة للإرهاب.

وهذا يعني وجود حالة من تقاطع مصالح دفعت الخاطفين إلى تنفيذ أعمال لصالح مجموعات ودوائر فقدت بعض الخيوط التي كانت تدير عبرها الملفات في وقت سابق. وهو ما يستوجب على الحكومة الصومالية الالتفات جيداً لما تتعرض له من مخطط واستهداف في أعلى هرم الدولة.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here