الصومال.. مقعد الرئاسة يشعل المنافسة بين فرماجو والمعارضة

40
الصومال.. مقعد الرئاسة يشعل المنافسة بين فرماجو والمعارضة

الهضيبي يس

أفريقيا برس – الصومال. بعد مخاض عسير امتد لنحو عامين استطاع الصوماليون، تجاوز عقبة اختيار اعضاء مجلس الشعب بواقع 275 مقعدا من مختلف أقاليم البلاد.

شواهد تاريخية

الخطوة التي بدورها تؤسس لانتخاب رئيس جديد لصومال من داخل المجلس ربما يكون شخصا جديدا بديلا للرئيس عبدالله فرماجو الذي يطمح بتجديد الثقة والفوز بفترة رئاسية جديدة. بينما الشواهد التاريخية تشير الي عدم افساح المجال للتجديد لأي رئيس مر على البلاد من قبل، بل كان يدين تصويت اعضاء مجلس الشعب اختيار رئيس جديد وهو ما يتعارض مع طموح الرئيس فرماجو الذي يتطلع لفوز بفترة رئاسية ثانية.

تحت الضغط

وكانت المعارضة الصومالية، في اكتوبر من العام 2020 قادت تظاهرات بشوارع العاصمة مقديشو وعدة مدن صومالية بحق الرئيس عبدالله فرماجو عقب إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة في أغسطس من ذات العام وأفضت بفوز الرئيس لفترة ثانية. ولكن تحت ضغط الأحزاب والشارع أجبر فرماجو على إعلان بقبول إلغاء نتيجة الانتخابات وإعادتها، على ان تتولى الحكومة برئاسته الأعداد لمرحلة الانتخابات على مستوى مجلس الشعب “مجلس النواب”.

دائرة الاختبار

ويحظى الرئيس الصومالي المنتهية ولايته بدعم كل من دول قطر، تركيا، إثيوبيا، أرتريا، وسط منافسة قوية تضم أبرز المرشحين للانتخابات الرئاسية المتوقع أجراءها في شهر أغسطس من العام 2022 منهم محمد عبدالله فرماجو، حسن شيخ محمود، محمد روبلي، شيخ شريف أحمد، والثلاثة السابقين كانوا رؤساء لصومال، بينما السياسي المعارض عبدالرحمن عبدالشكور، ورئيس الوزراء السابق حسن علي خيري، ورئيس ولاية بونتلاند سعيد دني لم ينالو مقعد الرئاسة بعد.

منافسون ولكن

نواب صوماليون يؤدون اليمين القانونية في مقديشو، 14 أبريل 2022 - REUTERS
نواب صوماليون يؤدون اليمين القانونية في مقديشو، 14 أبريل 2022 – REUTERS

ويحتل الرئيس السابق حسن شيخ محمود المركز الثاني بعد الرئيس المنتهية ولايته عبدالله فرماجو خلال انتخابات العام 2017-2018، فقد تمكن “شيخ محمود” خلال رئاسته من إيصال 80 عضوأ في حزب الدم الجديد للبرلمان الذي يعتبر الآن واحدا من اقوى الأحزاب الإسلامية في البلاد ويضم بصفوفه رئيس إقليم بونتلاند سعيد دني الخصم اللدود لفرماجو. كذلك يأتي في المرتبة الثالثة المرشح شيخ شريف شيخ أحمد، وهو من أقوى الشخصيات السياسية الصومالية، فهو قيادي سابق في اتحاد المحاكم الإسلامية الذي نجح في إعادة الأمن والنظام الى العاصمة مقديشو وطرد أمراء الحرب، مما جعله يكسب قدر شريحة واسعة من المجتمع الصومالي، والآن هو رئيس اتحاد المرشحين للرئاسة المعارض الذي يضم في صفوفة سياسيين ذوي ثقل كبير.

الأقرب للكرسي

ويطل علينا رئيس الوزراء السابق حسن خيري، والذي يعتبر من أبرز المنافسين للرئيس المنتهية ولايته عبدالله فرماجو، حيث يحظى بدعم أغلبية الشعب الصومالي ودعم من قبل بعض القبائل وحكام الأقاليم المختلفة. وكان لخيري دورا توفيقيا خلال الأزمة السياسية الأخيرة التي نشبت بين الرئيس الصومالي، ورئيس الوزراء رغم عزل فرماجو له فور مجيئه بطريقة وصفت بغير الدستورية مما ساهم في ازدياد شعبية الرجل.

زعيم “ودجر”

وبخصوص رئيس حزب “ودجر” المعارض و الوزير السابق عبدالرحمن عبدالشكور ورسمي، هو الآخر يتمتع بقدر كبير من الشعبية خاصة بولايات مثل بورتلاند، ووسط مقديشو، وولايات ومدن شمال غرب الصومال. فهو من قام بتاسيس تحالف سياسي يضم بعض المعارضين للرئيس فرماجو، بهدف قطع الطريق علية الترشح مجددا بعد قيادتة لتظاهرات الرافضة لتمديد فرماجو خلال العام 2020.

“روبلي” منافسا

رئيس الوزراء الحالي محمد حسين روبلي يدخل دائرة المنافسة على مقعد الرئاسة الصومالية، فهو مدفوع بدعم خارجي لدول مثل الإمارات، السعودية، بريطانيا، مصر. داخليا شكلت الأزمة التي اندلعت بينه والرئيس فرماجو خلال شهر أغسطس الماضي مفترق طرق بل وشجعت روبلي علي الترشح لرئاسة الصومالية، بعد تلقيه لمساعدة من قبل بعض قادة الأقاليم وزعماء العشائر، الموقف الذي قد يدعم حظ روبلي لفوز برئاسته البلاد.

حظ متعثر

علي سعيد ، كاتب صحفي

ويقول الكاتب الصحفي علي سعيد في حديث لموقع “أفريقيا برس” “كافة المؤشرات تدل على ان الصومال مقبل على فترة رئاسية جديدة بخلاف لتلك التي عاشتها إبان عهد الرئيس عبدالله فرماجو، برغم من محاولاته الترشح مجددا وحظوظة الضئيلة وسط مجموعة من المرشحين والمعارضين الذين عملوا علي تضيق الخناق عليه سياسيا في الفترة الماضية ورسم صورة ذهنية عند الصوماليين مليئه بالأزمات والاخفاقات. حيث المواجهة والتنافس ستكون شرسة بين مؤيدي فرماجو ومجموعة المعارضة السياسية بقيادة رئيس حزب “ودجر” عبدالرحمن عبدالشكور، وحاكم ولاية بورتلاند سعيد دني من طرف. وهو ما قد يزيد من حجم الاستقطاب السياسي في مقبل الأيام، وازياد المحاولات التي تضمن وقوف بعض قادة الأقاليم والولايات مع كل طرف”.

تغيير السياسات

يوسف جراد خبير في الشؤون الصومالية
يوسف جراد خبير في الشؤون الصومالية

ويؤكد الكاتب الصحفي يوسف جراد في حديث لموقع “أفريقيا برس” أن البلاد تخطت ما يقارب 70% حتى الآن من الخلافات التي كانت تعيش فيها علي مستوى تعقيدات العملية الانتخابية. وقال جراد “تبقت المرحلة الثانية وهي انتخابات الرئاسة، التي في اعتقادي لن يكون للرئيس عبدالله فرماجو مكان فيها خلال الفترة القادمة بسبب ماتعهد به من تنفيذ لملفا ولم يستطع إنجازه أبرزها إنهاء عمل الجماعات المتطرفة، وتحسين الاقتصاد. ما شجع المعارضون للحكومة بضرورة تغيير مجمل السياسات، بدأ من رأس الهرم مرورا ببقيه المؤسسات مايعني ظهور شخصيات جديدة علي الساحة الصومالية في المستقبل القريب”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here