الصومال وجيبوتي.. علاقة تجمع مابين مصالح الأمن والاقتصاد.

50
الصومال وجيبوتي.. علاقة تجمع مابين مصالح الأمن والاقتصاد.

بقلم: الهضيبي يس

أفريقيا برس – الصومال. جاءت زيارة رئيس الحكومة الصومالية محمد روبلي إلى جيبوتي في منتصف شهر ديسمبر من العام 2021، بهدف المشاركة في المنتدى الاستراتيجي المشترك لدولتي الصومال وجيبوتي ولتعزيز دور الأمن، والتبادل الاقتصادي، وتنمية وتطوير الحدود.

لقاء رئيس الحكومة الصومالية محمد روبلي بالرئيس الجيبوتي عمر قيلي
لقاء رئيس الحكومة الصومالية محمد روبلي بالرئيس الجيبوتي عمر قيلي

لقاء روبلي بالرئيس الجيبوتي عمر قيلي تطرق لعده قضايا من بينها سبل حماية الحدود المائية التي تجمع البلدين بمنطقة البحر الأحمر بواقع يمتد إلى 3 آلاف كيلو متر. هذه المساحة بدورها كانت سبباً في ازدياد أنشطة القراصنة الذين باتو يشكلون خطراً على حركة البواخر للتجارة العالمية. بينما تجمع الدولتين حدود بري بواقع مساحة ألفي كيلومتر، وهي ما تُعدُّ ثاني أكبر حدود جغرافية في منطقة شرق أفريقيا.

ولكن مع الأسف الشديد تفتقر هذه الحدود إلى أبسط مقومات الحياة بخلاف الأشجار الغابية التي تكاد تمتد على جنبات الطريق، مما ساعد في كثير من الأحيان بأن تستغل بشكل خاطئ من قبل الجماعات الخارجة عن القانون لتنفيذ بعض العمليات الإرهابية بحكم الكثافة الغابية وكذا المساحات الشاسعة.

المنتدى الاستراتيجي المشترك لدولتي الصومال وجيبوتي يهدف إلى الاتفاق حول أرضية مشتركة من شأنها تعزيز آليات حماية الحدود المشتركة بين الصومال وجيبوتي، وتحقيق قدر من الفائدة الاقتصادية مما يخفف مستوى المعاناه لكل دولة ويساعد على زيادة حجم التبادل التجاري، الذي لم يتجاوز مبلغ المليار دولار في أفضل الأحوال.

يوسف جراد خبير في الشؤون الصومالية
يوسف جراد خبير في الشؤون الصومالية

ويقول الكاتب الصحفي يوسف جراد في حديث لموقع “أفريقيا برس” : “تاريخياً ومنذ خمسينيات القرن الماضي تجمع علاقات جيدة ما بين الصومال وجيبوتي بحكم الجغرافيا المشتركة والتداخل الثقافي والاجتماعي برغم ما شاب العلاقة مؤخراً من توتر جراء ما تعرض له مستشار الأمن الصومالي للرئيس الصومال لعملية اختطاف على متن الأراضي الجيبوتية خلال شهر أغسطس الماضي”.

وطبقا لـ” جراد” فإن هناك عوامل ومصالح مشتركة يستوجب التعامل معها على الدوام بدءاً من الحدود البحرية والبرية المشتركة، والدور الجيبوتي في الصومال على مستوى دعم النظام السياسي للرئيس عبدلله فرماجو، والمساعدة على إنهاء جيوب الإرهاب في الأراضي الصومالية بدعم قوات البعثة الأممية “اميصوم”

ويضيف جراد: “تمتلك جيبوتي أكبر قاعدة للتدريب في منطقة شرق أفريقيا، تحت الإدارة الأمريكية، وهو ما ساعد خلال السنوات الأخيرة في تلقي إعداد كبيرة من الجيش الفيدرالي لبرامج تدريبية تتصل بمكافحة الإرهاب منهم غفر” السواحل” الصوماليين”.

عبدالوهاب جمعة، محلل سياسي
عبدالوهاب جمعة، محلل سياسي

ويرى الكاتب الاقتصادي عبدالوهاب جمعة في حديث لموقع” أفريقيا برس” أن حجم التبادل التجاري بين الدولتين دون المستوى المطلوب، رغم اعتبار جيبوتي الصومال بمثابة سوق لمنتجاتها الاقتصادية التي في غالب الوقت ما يتم تصديرها على شاكلة مواد خام منها الأسماك والجلود والبهارات والمنتجات الغابية.

كما ينظر “جمعة” أن المنتدى فرصة سانحة لتطوير طبيعة العلاقة الاقتصادية الجيبوتية، الصومالية متى ما توفرت عوامل الإرادة السياسية التي تضمن وجود الأمن والاستقرار السياسي، بغرض استجلاب وتحفيز رؤوس الأموال الاستثمارية لقيام مشاريع مشتركة للاستفادة من حجم الأراضي الزراعية وتحويل المنتجات الخام الي صناعية وقتها بإمكان ضمان الاكتفاء الذاتي لغذاء وتقليل الجفاف ومخاوف الجوع، كذلك الحد من العطالة وحركة الهجرة وزيادة متوسط دخل الفرد.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here