الصومال.. “يد الخارج والمال” أبرز مؤثرات الانتخابات

14
الرئيس الصومالي المنتهية ولايته عبد الله فرماجو
الرئيس الصومالي المنتهية ولايته عبد الله فرماجو

الهضيبي يس

أفريقيا برس – الصومال. تكاد الفترة التي قضاها الرئيس الصومالي عبدالله فرماجو، هي الأكثر تأثيرا لعوامل خارجية على الدولة الواقعة في أقصى منطقة القرن الأفريقي. فخلال خمس سنوات سعى فرماجو إلى توطيد علاقته مع دول مثل تركيا، إيران، قطر، باكستان، اثيوبيا في مقابل جمود تعرضت له علاقات الصومال مع دول مثل السعودية، الإمارات، مصر، كينيا.

مساعي فرماجو

في الوقت الراهن ومع قدوم الانتخابات، يحاول فرماجو الرئيس المنتهية ولايته، الاستفادة من مكاسب تلك العلاقات للفوز بفترة رئاسية ثانية، حيث يستعد أعضاء مجلس الشعب “البرلمان” للتصويت على اختيار رئيس جديد للبلاد. وتعتبر متلازمة “الخارج والمال” واحدة من أقوى عوامل الفوز بمقعد الرئاسة الذي يتنافس عليه “39” مرشحا، ذلك بخلاف القبيلة التي لها التاثير الأوحد وفعل السحر السياسي في دولة مثل الصومال.

شرك المحاور

بينما من الملاحظ أن جميع المرشحين يتمتعون بعلاقات خارجية جيدة، وهو ما برز في مرحلة الخطاب الانتخابي “الدعاية الانتخابية” وعرض البرامج فقد كان التركيز على محور العلاقات بنحو يفوق 30% من قبل كل ناخب. ويعود ذلك وفق مراقبين؛ لوقوع الصومال في شرك المحاور الإقليمية والدولية منذ نحو عقدين، مما جعل الأمر جزءً لايتجزأ من طبيعة الخطاب السياسي في البلاد.

مؤثرات المال

كذلك “المال” وسط دولة تعيش حالة من تردي الخدمات وهشاشة الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، ليكون عنصرا أساسيا في إدارة شؤون الانتخابات واستقطاب الجماعات والكيانات الأهلية “القبيلة والعشيرة”، للالتفاف حول بعض المرشحين خاصة أولئك الذين لهم استثمارات وأنشطة اقتصادية في بعض دول الجوار الصومالي، وأوروبا. خاصة وأن المجتمعات الفقيرة دائما ما يسهل استمالتها عن طريق “المال” بينما الحكومات والسياسي عبر منظمات المجتمع الدولي التي تعمل على تنفيذ مشاريع وأهداف دول المحاور مستخدمة في ذلك بعض كوادرها السياسية وأعيان المجتمع المحلي لتمرير ما ترنو إليه.

الاستقطاب السياسي

جمال علي - كاتب صحفي في الشؤون الدولية
جمال علي، كاتب صحفي في الشؤون الدولية

وفي هذه الجزئية يقول الكاتب الصحفي جمال علي في حديث لموقع “أفريقيا برس”؛ “يعتبر المال إحدى وسائل الاستقطاب السياسي في دولة مثل الصومال وسط المجتمعات المحلية”. ويرى علي أن التعاطي مع “المال” ينقسم في حكم تركيبة نظام الحكم القائم على الاستقلال شبه الذاتي، وإن بعض الأموال يتم توظيفها على شكل مشاريع، بينما مايعرف بـ”المال السياسي”، ففي أغلب الأحيان يتم تسخيره لصالح استقطاب الأطراف صاحبة التأثير في “القبيلة” لضمان أصوات منسوبيها. معتبرا أن سبب ذلك يرجع إلى ضعف الوعي السياسي ومؤسسات الدولة التي ما تزال تعاني العديد من الاشكاليات التي ضاعفت حجم الاخفاقات.

أما في العلاقات الخارجية يقول جمال علي إن “الرئيس القادم لن يخرج عن سياق المحور الذي يضم تركيا، إيران، قطر، على اعتبار التمدد الكبير لهذه الدول في الصومال، وهو ما يظهر جليا من مواقف هذه الدول في المحافل الإقليمية والدولية”.

إمكانيات مادية

علي سعيد ، كاتب صحفي

واعتبر الكاتب الصحفي علي سعيد في حديثه لموقع “أفريقيا برس” أن المال السياسي يشكل نحو 80% في تحقيق الفوز بمقعد الرئاسة، لأن ممارسة العمل السياسي يحتاج الى قدر كبير من الإمكانيات المادية.

ويدلل سعيد أن هناك ” 39″ مرشحا يتنافسون على مقعد الرئاسة الصومالية عقب دفع مبلغ التأمين بحدود 40 الف دولار، وهذا يعني حسب سعيد؛ القدرة على أن الترشح وممارسة العمل السياسي مرتبط باشتراطات معينه تجمع مابين العلاقات الخارجية، والمال، والسند الاجتماعي “القبيلة” لتحقيق أي مشاريع ومكاسب سياسية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here