الصين في الصومال.. مابين التوسع التجاري وحماية المصالح

26
الصين في الصومال.. مابين التوسع التجاري وحماية المصالح

بقلم: الهضيبي يس

أفريقيا برس – الصومال. ازداد اهتمام الصين خلال العقدين الماضيين بدول شرق أفريقيا “السودان، كينيا، الصومال، يوغندا، روندا”، وتعتبر “الصومال” من الدول التي نالت قدرا من الاهتمام المتزايد خلال الخمسة عشر عاما الأخيرة من قبل الصين على مستويات ارتفاع حجم تبادل الاستثمارات والتجارة إلى 6 مليارات دولار، تضمنت الاستثمار في مشاريع على شاكلة الزراعة، والمعادن، وتطوير مشاريع الصيد، والتدريب المهني، وآبار المياه، ورصف الطرق.
ولعبت القوات الصينية لمكافحة الإرهاب منذ العام 2014 دورا مهما في دعم بعثة القوات الأفريقية (أميصوم) للحد من تمدد حركة الشباب الصومالية المصنفة إرهابيا.

جمال علي - كاتب صحفي في الشؤون الدولية
جمال علي – كاتب صحفي في الشؤون الدولية

ويقول الكاتب الصحفي جمال علي في حديث لموقع “أفريقيا برس”، أن الاهتمام الصيني المتزايد بدولة مثل الصومال جاء ما بعد العام 2012 وهو تاريخ قيام أول أنتخابات بالبلاد بعد الحرب الأهلية في 1991م. مايعني ان الصين حسب علي كانت تبحث عن الصومال ولكن مابعد تحقيق الاستقرار السياسي، وهي الفترة التي ترأس فيها الرئيس محمود شيخ شريف رئاسة البلاد.
وطبقا لجمال؛ فإن للصين أهداف ومرامي من هذا التوسع والتواجد منها تنفيذ أستراتيجية “طريق الحرير” والذي يمتد من السودان، الصومال، السنغال، تنزانيا، كينيا لحماية مسار التجارة الدولية عبر البحر الأحمر، بينما توسعة الاستثمارات في هذه المنطقة يضمن للصين البقاء والقدرة على المنافسة مع دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية – روسيا – فرنسا – بريطانيا – تركيا – دول الخليج “الشرق الأوسط”. وهنا يرى جمال بأن مدخل الصين في الصومال كان بتوفير الاحتياجات الأساسية للشعب الصومالي الذي انهك بفعل الحرب، مؤكداً أن المساعي الصينية تهدف إلى تعزيز الجانب الاجتماعي وكسب الثقة كما فعلت في العام 2020 عندما قامت بتوفير لقاح تطعيم ضد كوفيد – 19 لنحو 5 ملايين مواطن صومالي.

محمد عبدالله عمر – سياسي صومالي

ويشير السياسي الصومالي محمد عبدالله عمر في حديث لموقع “أفريقيا برس”؛ إلى هشاشة الأوضاع السياسية والأمنية التي بدورها فرضت على الصومال التعامل مع من يوفر ويضمن لها تنفيذ سياساتها الخارجية التي كثيرا ما ارتبطت بتحقيق وأهداف الاستقرار سياسيا وامنيا بعد الحرب الأهلية. ولذلك حسب عمر؛ “كان التعاطي مع الدور الصيني في بلاد الصومال مهم للغاية، باعتبارها دولة تمتلك من القدرات والإمكانيات المادية والبشرية والتقنية مايجعلنا بضرور التعامل معها”. مضيفا: “فنحن بالمقابل نمتلك الموارد الخام التي تحتاج إلى التوظيف والاستثمار بشكل الصحيح بدءً من الموقع الجيوجغرافي، والسياسي ومرورا بطبيعة الأرض من منتجات النفط والمعادن، والثروة الحيوانية، والملاحة.
وقال عمر: “وسط تركيبة سكانية تعاني جملة من التعقيدات الأهلية والأمنية في إشارة الي الجماعات الإرهابية، والاقتصادية، والتنافس الإقليمي والدولي مايتطلب البحث عن مصالحنا مع من يضمن لنا الاستفادة بعيدا عن أي مطامع واستغلال لأوضاعنا”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here