بعد انسحاب القوات الأمريكية، هجمات حركة الشباب، تهدد الصومال ودول المنطقة

50

بقلم : بدرالدين خلف الله

افريقيا برسالصومال. باتت حركة الشباب الصومالية مهدداً خطيراً لأمن الصومال خاصة ولدول الجوار بصورة عامة بسبب هجماتها المتكررة التي تشنها في عدة مواقع و اتجاهات داخل وخارج الصومال.

وعصفت تلك الهجمات المسلحة باستقرار الصومال واسهمت في تدهور أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية كما زادت من معاناة سكانه . وعلى الضفة الأخرى تتواصل جهود دولية وإقليمية للحد من هجماتها أو القضاء عليها، ياتي ذلك بعد تزايد هجماتها خارج الصومال منذ هجوم ويست غيت عام 2013، وهو الهجوم الذي هدد حسابات واشنطن في التعاطي مع ملف حركة الشباب بجدية أكثر من أي وقت مضى ، إذ بلغت تهديدات الحركة ذروتها لتشكل تهديدًا محتملًا بالنسبة للمصالح الأميركية في كلٍّ من كينيا وجيبوتي، التي هي الأخرى لم تَسْلَمْ من هجمات حركة الشباب.

ويشهد الصومال حربا أهلية منذ أوائل التسعينات لكن على مدار العقد الماضي استعادت قوة حفظ السلام المدعومة من الاتحاد الأفريقي والقوات الأميركية السيطرة على مقديشو وأجزاء كبيرة من البلاد من حركة الشباب.

كما هو معروف أن حركة الشباب تأسست في بدايات 2004 حيث كانت الذراع العسكري لاتحاد المحاكم الإسلامية التي انهزمت أمام القوات التابعة للحكومة الصومالية المؤقتة غير أنها انشقت عن المحاكم بعد انضمامه إلى مايعرف بـ”تحالف المعارضة الصومالية”.

أعداد أفراد الحركة ومكان تدريبهم

تشير التقديرات إلى أن أعداد مقاتلين حركة الشباب بين بين 3000 إلى 7000 كما يعتقد البعض أن المنتمين إلى الحركة يتلقون تدريبات في إريتريا حيث يقيمون لشهور في دورات يكتسبون خلالها مهارات حرب العصابات واستخدام القنابل.

قوات أمريكية إلى الصومال

بعد تزايد الأوضاع سوءً في الصومال أصدر البنتاغون قراراً في نهاية شهر مارس/آذار من العام 2017 خطة لمنح صلاحيات للقوات العسكرية الأمريكية بشن حملة ضد حركة الشباب التي تُصنف ضمن الجماعات الإرهابية.
ووصف مراقبون تلك الصلاحيات بأنها إطلاق يد القوات الأمريكية في اتخاذ قرار شن الهجمات في إفريقيا ضد حركة الشباب وجاء قرار البنتاغون بعد انتخاب محمد عبد الله فرماجو الذي يحمل الجنسية الأمريكية رئيسا للصومال
وكثفت واشنطن من غاراتها الجوية في الصومال في تلك الفترة بعد مقتل ما لا يقل عن 450 مواطن في هجوم هز العاصمة مقديشو في 14 أكتوبر/تشرين الأول عام 2017.

بنود التدخل الأمريكي

وتقول بنود استراتيجيات التدخل العسكري الأميركي لمواجهة مدِّ حركة الشباب منذ عام 2006 كما يجب تقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي للقوات الإفريقية والصومالية عالية التدريب و الإشراف على سير العمليات العسكرية الميدانية، وتقييم نجاعة الحملات العسكرية التي تخوضها القوات المشتركة (الصومالية والإفريقية) للقضاء على نفوذ حركة الشباب في جنوب البلاد فضلا عن تدريب فرق من القوات الصومالية والإفريقية بشكل عال، للمواجهة عسكريًّا مع مقاتلي حركة الشباب في جنوب الصومال بجانب إقامة قواعد عسكرية سرية في كل من مقديشو وبلدوغلي بإقليم شبيلي السفلى جنوب البلاد.

هجمات متكررة

ويأتي هجوم القوات الأمريكية المشتركة قبل أيام على مواقع حركة الشباب الصومالية ضمن هجمات عديدة بدأت منذ العام ٢٠٠٧ كما تنفذ وحدات المهام المشتركة هجمات برية ضد حركة الشباب في جنوب الصومال فقد أعلنت وزارة الدفاع الأميركية عن 13 هجوماً برياً وغارة خلال 2016، ووفقاً لبيانات أميركية أدت الغارات لمقتل 25 مدنياً و200 شخص يُشتبه بأنهم متشددون(15)، وهو ما أطلق على تلك العمليات النوعية الأميركية المشتركة مع الجانب الصومالي مصطلح “حرب الظل.

انسحاب القوات الأمريكية 

أمر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مطلع كانون الأول/ديسمبر بسحب “غالبية” الجنود الأميركيين الـ 700 المنتشرين في الصومال “بحلول بداية 2021″، أي قبيل تركه السلطة.

وقال أيوب إسماعيل يوسف عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الصومالي في بيان سابق “القرار الأميركي بسحب القوات من الصومال في هذه المرحلة الحرجة من القتال الناجح ضد (حركة) الشباب وشبكتها الإرهابية العالمية مؤسف للغاية”.

ويرى الخبير السوداني في الجماعات الإسلامية محمد خليفة أن تاثير حركة الشباب الصومالية بات يشكل خطراً على منطقة القرن الأفريقي و على الصومال لاسيما يأتي لاستغلال حالة الفراق الأمني التي يشهدها الصومال وأضاف خليفة لموقع افريقيا برس أن هجمات الحركة تزايدت بشكل كبير ربما يهدف إلى إضعاف حكومة الفترة الانتقالية وتهديد الانتخابات الرئاسية التي تنطلق في فبراير المقبل.

وكشف عن دعم تنظيم القاعدة للحركة وأشار إلى دعم جهات خارجية ليس من مصلحتها استقرار الصومال أو منطقة القرن الأفريقي وأردف هجمات حركة الشباب الاخيرة الى رغبتها بتخفيف الوجود التركي في الصومال لأن الهجمات الاخيرة لحركة الشباب استهدفت عدد من الجنود الأتراك .

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here