تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية على الصومال

30
تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية على الصومال

الهضيبي يس

أفريقيا برس – الصومال. بات تأثير الحرب الروسية الأوكرانية يظهر جليا على دول منطقة القرن الأفريقي من “كينيا، السودان، إثيوبيا، الصومال، جيبوتي”. وتعتبر الصومال من البلدان المتوقع أن تتاثر بصورة مباشرة نتيجة لتلك الحرب.

سلات القمح 

تستورد الحكومة الصومالية الفيدرالية في العام نحو 60% من سلات القمح الروسي لسد حاجة الاستهلاك الغذائي. وتذهب التوقعات بأن ترتفع قيمة سلعة القمح وأسعار الوقود عالميا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية. التأثير المباشر سيكون على الدول الأقل نموا، منها الصومال التي تكاد تعيش على المنح والقروض والمساعدات. كذلك الموقف السياسي الصومالي تجاه الحرب، بتحفظ وعدم إدانة روسيا خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي خصصت لمناقشة تطورات الغزو الروسي على أوكرانيا.

الأوضاع المعيشية بلغة الارقام

التاثير الآخر للحرب، سيزيد من حجم التضخم وانخفاض قيمة العملة المحلية مع ازياد سعر سلعتي “البنزين، والجازولين” بواقع يفوق 25 دولارا مقارنة مع سعر قبل نحو 15 يوما بمحطات التزود بالوقود بواقع يتراوح بين 17- 18 دولارا بالعاصمة مقديشو. الأمر الذي بات ينعكس على أسعار السلع الاستهلاكية الأساسية من “السكر، الزيت، الدقيق، والدواء” في غضون الأسبوع الثاني من الغزو الروسي بزيادة بلغت حتى الآن 15% على هذه السلع. بينما تستعد الحكومة الصومالية إلى فرض المزيد من رسوم العبور على السفن المحملة بناقلات النفط في منطقة البحر الأحمر، وخليج عدن لمجابهة ارتفاع أسعار الوقود، حيث تستهلك الصومال نحو 2 مليون طن سنويا من الوقود بنسبة استيراد تتجاوز 80%.

ضغط دولي

الموقف السياسي للصومال من الحرب الروسية الأوكرانية ربما يتسبب في تشكيل مزيد من الضغط الإقليمي والدولي عليها، باعتبار حالة الاحباط التي انتابت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي جراء القرار الصومالي وعدم التصويت بإدانة روسيا. وحسب مراقبين للأوضاع الصومالية، فإن تأثيرات الغزو الروسي ستكون بتطبيق مزيد من العقوبات الدولية، مما قد يدخل الصومال في حاله عزلة وفقدانها حلفاء القارة العجوز مثل بريطانيا، إيطاليا، فرنسا، بلجيكا وغيرها من الدول الي لطالما دعمت مشروع استقرار الصومال ما بعد العام 2012، واستراتيجية مكافحة الإرهاب حتى الآن بواقع يفوق 600 مليون دولار. وهو ماقد يدفع بمركز القرار الصومالي التفكير مليا في التوجه نحو إقامة تحالف مع المحور الذي يضم “روسيا، الصين، تركيا، قطر، إيران” لتحقيق مكاسب أكبر وتأمين الدولة من ثلاث؛ “الغذاء، الوقود، السلاح”.

محاور الخطر

طارق عثمان - كاتب صحفي
طارق عثمان – كاتب صحفي

ويقول الكاتب الصحفي طارق عثمان في حديث لموقع “أفريقيا برس”، تمضي كل المؤشرات إلى تأثر بلدان شرق أفريقيا السبع بالحرب الروسية الأوكرانية بثلاث محاور منها السياسي والاقتصادي، والأمني.

سياسيا؛ حدوث مايعرف بتغيير خانات التحالفات خلال الفترة القادمة على المستوى “الجيو سياسي” بعد انكشاف حقيقية المبادئ الأوروبية بسبب هذه الحرب.

اقتصاديا؛ ازياد التكاليف المعيشية على المواطن الصومالي، لعدة أسباب منها تقليص المساعدات أوروبيا، وارتفاع قيمة الاستيراد لسلعتي القمح والوقود مما يضاعف احتياجات الميزان التجاري.

أمنيا؛ ازدياد عمليات القرصنة البحرية على متن المياه الإقليمية الصومالية في منطقة البحر الأحمر، مما يزيد من نشاط الجماعات الإرهابية المتطرفة وإفساح المجال لقوات “فنغر” الروسية التي بدأت تنتشر في دول شمال وغرب أفريقيا.

الخارطة الجيوسياسية

علي سعيد - كاتب صحفي
علي سعيد – كاتب صحفي

ويؤكد الكاتب الصحفي على سعيد في حديث لموقع “أفريقيا برس”؛ أن الحرب الروسية الأوكرانية ستعمل على تغيير خريطة التحالفات الجيوسياسية. موضحا بأن الحرب أظهرت جوانب أخرى من السلوك الاجتماعي، والانتقاص لحقوق الإنسان بعد عرض بعض المواقف تجاه المهاجرين الأفارقة في أوكرانيا وبولندا برغم انهم لاجئون، مما رسم صورة ذهنية جديدة تجاه المجتمع الدولي ومدى الالتزام بالقوانين وذلك كله بسبب الحرب.

ويؤكد سعيد على ضرورة قيام حكومات دول القرن الأفريقي بمافيها الصومال؛ اتخاذ التدابير اللازمة من الآن والاستعداد لكافة السيناريوهات المتوقع أن تفرزها الحرب الروسية الأوكرانية.

 

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here