تحديات حركة الشباب في مواجهة القوات الأفريقية

8
مقتل اثنين من حركة الشباب بانفجار في مقاطعة غارسا

الهضيبي يس

أفريقيا برس – الصومال. شرعت حركة الشباب في الصومال قبل أيام بتطبيق مفهوم جديد لإدارة معاركها العسكرية، حيث اتخذت مبدأ خير وسيلة للدفاع هو الهجوم من خلال استهداف عدة مواقع داخل الأراضي الأوغندية والكينية والإثيوبية في محاولة لمواجهة المد العسكري الذي يقوم على تحالف يجمع بين دول منطقة شرق أفريقيا.

ووفقا لذلك فقد قامت الحركة بتبني عمليات عسكرية بتفجير أحد الفنادق السياحية بمدينة كمبالا الأوغندية قبل أيام، رغم مجموعة المخاطر التي قد تترتب على الخطوة بأن تصبح الحركة في مواجهة أمام تحالف عسكري يضم عشر دول تستمد قواها ودعمها من بعض الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والصين وتركيا.

ومن المخاطر المتوقعة أن تجابه الحركة بسبب تحركاتها الأخيرة استهداف عدة مواقع تظل تسيطر عليها في ولايات صومالية بجنوب، وشرق البلاد مما يتطلب من الحركة التحسب مستقبلا بأنها سوف تتعرض لضربات عسكرية بأسلحة من طراز حديث قد يصعب مواجهتها خاصة طائرات بدون طيار.

مما يصعب على الحركة إنفاذ أي خطط وبرامج من وراء سعيها الذي بات يركز على أن يكون تنظيم مسلح يحمل توجهات توسعية بمنطقة شرق أفريقيا، وقادر على تشكيل مهددات أمنية حقيقية لدول تحالف المنطقة.

وبالطبع فإن تلك العمليات لها آثار اجتماعية، واقتصادية نظرا لارتباطها بالفعل الأمني، وهو ما قد يخفض نسب النمو الاقتصادي في دول مثل أوغندا وكينيا وإثيوبيا تظل تعتمد بنحو 30٪ من عائداتها السنوية على السياحة وتطمح إلى زيادة مستويات جلب رؤوس الأموال، والمستثمرين بنسبة تتجاوز 60٪ بحلول العام 2024 بعد إجراء بعض التعديلات القانونية والاهتمام بالبنية التحتية لصالح الاستثمار.

ويؤكد الخبير في الشؤون الأمنية عبدالله المخير لـ “أفريقيا برس” أن ماذهبت إليه حركة الشباب من خطوات بإدارة شؤون الحرب وفقا لقرار التوسع يتخطى مساحات الأراضي الصومالية لدول الجوار الخمس التي تجمعها حدود مشتركة مع مقديشو، سيزيد عليها مستوى الضغط وهو ما سيترتب عليه مزيد من الخسائر وسط الحركة التي ما تزال تتعامل بصورة عسكرية في إدارة حربها عن طريق أسلحة تقليدية من ثم عبر عناصر تنقصهم الخبرة القتالية إنما تدفعهم منطلقات سياسية مصحوبة بمفاهيم ايديولوجية.

ويضيف مخير بأن التوقعات تشير إلى عدم قدرة حركة الشباب للصمود طويلا أمام التحالف العسكري الأفريقي المسنود دوليا لإنهاء أنشطة الجماعات الإرهابية في منطقة شرق، وغرب القارة الأفريقية، بينما حركة الشباب يبدو أنها ترغب في توصيل رسائل عسكرية وسياسية بأن مشروعها غير محدود النطاق وإنما يحمل أبعاد توسعية كبيرة وهو ما سيدفع التحالف الإسراع بتكوين قوتة العسكرية كما ذكر الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني في تصريح سابق إنهاء الأنشطة الإرهابية حتى تستطيع أن يعيش مواطني أفريقيا بأمان.

ويشير الكاتب الصحفي المهتم بتطورات الشأن الأفريقي بكرى الجاك في حديث لـ “أفريقيا برس” أن التحالف الذي بدأ في التشكل بين دول منطقة شرق أفريقيا لمكافحة الإرهاب أمرا ليس بالجديد بل هو فقط تجديد لمعطيات سياسية بين دول التحالف عقب نشوب خلاف سابق بينها حول قيادة وتمويل التحالف بالإضافة إلى مسألة وجود قوانين داخلية يتم اجازتها بشكل مسبق من قبل المجالس التشريعية للدول الأعضاء تتيح فرصة الدخول في التحالف وهي ذاتها الأمور التي تسببت في تعطيل تنفيذ برامج التحالف قبل سنوات.

ويذهب الجاك الى أنه حال عدم تجاوز هذه الاشكاليات سيصبح الأمر محاط بجملة من التحديات الأساسية، سيما وأن إعادة منتوج الفعل العسكري السياسي من قبل قيادة التحالف بوضع برنامج لمكافحة أنشطة حركة الشباب جاء بعد تمدد عملياتها العسكرية التي باتت تشكل خطرا مباشرا على مجموعة المصالح القومية لدول منطقة شرق أفريقيا.

ولفت إلى أن حركة الشباب ستدخل المعارك العسكرية ضد قوات التحالف الأفريقية لمنطقة شرق أفريقيا، مع السعي لتصميم برنامج سياسي لنفسها يمزج ما بين الخطاب الاجتماعي، والديني باعتبار أنها مواجهة بمد مشروع دول الكنائس حسب ما تعتقد، ما قد يجعلها تعمل على إقامة تحالفات مع عدة جماعات متطرفة وحاملة للسلاح قد تختلف معها سياسيا، وتتفق معها عسكريا.

وعليه فإن على قيادة الحركة أن تدرك إنها مقبلة على فترة أشد مما سبق حيث كانت في الماضي مواجهة بقوات الجيش الصومالي منفردة، والآن أضحت أمام قوة عسكرية بقيادة تحالف أفريقي يعمل ليس للقضاء على الحركة وإنما الدفاع عن أمنها القومي الذي باتت الحركة وأي جماعة مسلحة تشكل خطرا عليها.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here