بقلم : بدرالدين خلف الله
افريقيا برس – الصومال. أدى الهجوم المسلح على فندق في العاصمة مقديشو، إلى مقتل تسعة أشخاص وأصيب أكثر من 10 مدنيين”. وتبنت حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة الحادث وانفجرت سيارة ملغومة، تبعها إطلاق نار بين مسلحي الحركة وقوات الأمن في فندق أفريك، واستمر القتال لمايقارب 4 ساعة بحسب شهود عيان. وقالت وسائل إعلام أن الهجوم استهدف مسؤولين حكوميين داخل فندق “أفريك”. وذكرت أن الانفجار وقع خارج فندق “آفريك” قرب نقطة تفتيش أمنية مزدحمة، وعلى طريق يؤدي إلى المطار.
يأتي هذا الحادث ضمن هجمات متكررة شنها مقاتلوا حركة الشباب في الأشهر الأخيرة وازدات هذه الهجمات بصورة لافتة لاسيما بعد انسحاب القوات الأمريكية من الصومال في الأشهر الفائتة.
تأثير خروج القوات الأمريكية
قال رئيس مركز مقديشو للدراسات عبد الرحمن إبراهيم عبدي، في وقت سابق لموقع “سبوتنيك ” إن انسحاب القوات الأمريكية من الصومال سيكون له تأثير سلبي على الوضع الأمني في البلاد، لأن القوات الأمريكية تقوم بمهام مختلفة ولها قواعد عديدة في أكثر من مكان، وتساهم بقدر كبير في الحرب ضد تنظيم الشباب، وبالتالي فإن انسحابها ستكون له تداعيات سلبية على مسار الحرب ضد هذا التنظيم الذي ما زال يتمتع بنفوذ كبير في أكثر من منطقة استراتيجية جنوب البلاد.
وأضاف أنه بالإضافة إلى مناطق نفوذ التنظيم في الجنوب، يتمتع التنظيم بنفوذ أيضا في وسط البلاد، ومثل تلك الخطوة لن تكون بصورة عاجلة وقد تستغرق بعض الوقت، ولو حدث الانسحاب بالفعل فمن المؤكد أن الحكومة سوف تبحث عن قوات أخرى بديلة لملء هذا الفراغ.
وأشار رئيس مركز مقديشيو إلى أن القوات الأمريكية والقوات الأوروبية التي تعمل داخل الصومال، لا يزال لها تأثير قوي فيما يتعلق بالمهام التي تقوم بها من عمليات التدريب والتأهيل للقوات المحلية بجانب المشاركة في القتال في المناطق الاستراتيجية.
استغلال الأوضاع الإثيوبية
وعزا الخبير الأمني السوداني طارق محمد عمر الحادث الأخير الى انشغال أثيوبيا خلال الفترة الماضية بمعالجة اشكالياتها الداخلية وتداعيات سد النهضة وأضاف طارق لموقع أفريقيا برس إن انسحاب القوات العسكرية الأمريكية من الصومال ترك فراغاً أميناً استغلته حركة الشباب الصومالية. وتوقع أن تكثف الحركة من نشاطها العنيف في المرحلة المقبلة وتكلله بالاستيلاء عل السلطة أو المشاركة فيها بنصيب الأسد .
إدانة دولية
أدان مجلس الأمن الدولي الحادث ووصفه بأنه يهدد الأمن والسلم الدوليين ويحول دون تحقيق الأمن والاستقرار في الصومال وفي المنطقة كما دعا مجلس الأمن القادة الصوماليين على استئناف المحادثات على الفور والإعداد لانتخابات جديدة، على أمل حل الأزمة. وفي قرار تم تبنيه بأغلبية الأصوات ، دعا مجلس الأمن الصوماليين إلى “استئناف حوارهم على الفور والعمل معًا من أجل مصلحة الشعب الصومالي”. وشجع القرار القادة على التوصل إلى توافق بشأن إجراء انتخابات شاملة بهدف إجرائها في أسرع وقت ممكن .
وكان السودان وعدد من دول الإقليم قد ادانو هجوم حركة الشباب الصومالية على فندق العاصمة مقديشو ووصفوهو بالارهابي ودعوا الى وضع حد لتلك الهجمات التي يشنها مقاتلوا الحركة بصورة مستمرة .
تأكيد أمريكي
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد علقت سابقاً حول انسحاب قواتها من الصومال حيث أعلنت أن انسحاب قواتها من الصومال لا يعني مغادرتها إفريقيا، إنما إعادة نشرها في جهات أخرى من شرق القارة، لم يتم الكشف عنها، تنفيذا لقرار الرئيس دونالد ترامب بهذا الشأن.
وقال الجنرال ستيفن تاونسند قائد القوات الأمريكية في إفريقيا إن قوة عسكرية تسمى “جي تي آف كوارتز” “ستشرف على عملية “أوكتاف كوارتز” وهي إعادة نشر القوات الأمريكية بتحويلها من الصومال إلى قواعد أخرى في شرق إفريقيا”.
وأضاف زميله الجنرال ميجور ديغفين أندرسون وفقاً لمصادر إعلامية محلية “سننجز هذه المهمة (الانسحاب) بشكل سريع ومنهجي وبالمزيد من القوات لحماية شركائنا والقوات الأمريكية على حد سواء”.
وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب قد وضع حداً “لحروب الولايات المتحدة التي لا نهاية لها” في الخارج، حيث قرر قبل نهاية ولايته سحب غالبية القوات الأمريكية من الصومال وعددها 7000 جندي، رغم استمرار الخطر الإرهابي المتجسد في حركة الشباب المتطرفة، التي باتت تشكل خطراً كبيراً على الصومال وبعض مناطق الإقليم.
تحذيرات أمريكية من خطر إراقة الدماء في الصومال بسبب الجمود الانتخابي
الجيش الصومالي يستعيد مناطق في إقليم شبيلي الوسطي من قبضة حركة الشباب
مجلس الأمن يدعو القيادة الصومالية إلى التوصل اتفاق سريع بشأن الانتخابات