حركة الشباب وتغيير منهج الحرب

20

بقلم: الهضيبي يس

أفريقيا برسالصومال. فرضت حركة الشباب الصومالية سيطرتها على مدينة عمارة في إقليم جملدج بعد معارك مع القوات الحكومية المكونة من الدراويش ودنب. واستطاعت خلالها الحركة من الاستيلاء على القاعدة العسكرية بالمدينة ونحو 11 عربة مدرعة عقب حرق سبع سيارات أخرى.

تغيير المنهج

عبدالعزيز النقر، كاتب وصحفي

يقول الكاتب الصحفي عبدالعزيز النقر في حديث لموقع “أفريقيا برس”، إن من الملاحظ أن حركة الشباب بدأت في تغيير نهجها مقارنة مع أوقات سابقة ، حيث لم تلجأ الحركة في خطوتها الأخيرة عقب دخولها لمدينة عمارة للعنف، على غرار ما فعلت حركة طالبان الأفغانية لحظة دخولها العاصمة كابول، الأمر الذي يحتاج إلى تفسير بأن حركة الشباب، تعمل على تغيير استراتجيتها على الأرض في الصومال مستغلة ضعف الأوضاع السياسية والأمنية.

إزالة التشوهات

ويضيف النقر «بينما ترغب حركة الشباب، في إزالة تشوهات صورتها الذهنية التي ارتسمت عبر السنوات الماضية بأنها حركة تعمل فقط على تنفيذ خططها وأهدافها عن طريق العنف والعمل المسلح».

وأضاف «بينما من الملاحظ أن هناك عوامل مشتركة ما بين طالبان، والشباب الصومالية، منها عدم الجنوح إلى العنف كلما اقتربت من فرض سيطرتها على إحدى المدن، ما يعني أن حركة الشباب تريد الاستفادة من مجمل الأوضاع التي يمر بها الصومال».

رسم الخطط

عبدالقادر محمد علي، كاتب وصحفي

ويوضح الكاتب الصحفي والمهتم بشؤون القارة الأفريقية عبدالقادر محمد علي في حديث لموقع “أفريقيا برس” بأن حركة الشباب يبدو أنها شرعت في تخطيط لمستقبل بعيد المدى على مستوى الواقع الصومالي باعتبار ما سيكون من فرضية المعادلة السياسية القادمة في البلاد.

ويتابع عبدالقادر: «ما يتطلب توفر مجموعة من المعطيات، التي منها التصالح مع المجتمع الصومالي وتعزيز الثقة معه، بعد جملة المعارك التي خاضتها الحركة ونفذت خلالها أعمال عنف في عدة مدن وأقاليم صومالية».

دراسة الموقف

ويرى أن ما حدث في مدينة عمارة يشير إلى أن الحركة درست وبشكل جيد الخطوة والمدينة والقوة التي تتمركز بالقاعدة العسكرية، وهو ما ساعدها في الإستيلاء على قدر من العتاد والمدرعات العسكرية بعد انسحاب قوات الدراويش، والدنب.

زحف الشباب

وجزم عبد القادر بأن زحف الحركة نحو المزيد من المدن الصومالية بهدف السيطرة عليها؛ لن يتوقف، بل سوف يفتح شهيتها، لطالما تعيش الحكومة الصومالية أوضاعاً وظروفاً يحيط بها نقص حاد في التموين والإمداد العسكري، بالإضافة إلى عجز شبه تام للقوات الأفريقية “أميصوم” المناط بها التصدي لحركة الشباب، وإيقاف أعمالها العدائية.

على الرغم مما تعانيه حركة الشباب إلا أنها تتبنى أفكار تنظيم القاعدة بعد مبايعتها لرئيس القاعدة أيمن الظواهري في العام 2004، والاستفادة كثيراً من الأجواء الداخلية الصومالية، التي منها انسحاب القوات الأمريكية عقب قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وهي خطوة ساعدت حركة الشباب على التمدد بشكل سريع وتنفيذ عدة عمليات عسكرية استطاعت خلالها الاستيلاء على مجموعة من المدن الصومالية.

مؤثرات سياسية

ويوصف عبدالقادر ما تم بأنه سيكون له مؤثر على مستوى مسار العملية السياسية في البلاد في ظل الاستعدادات لقيام الانتخابات خلال شهر ديسمبر القادم، ولا سيما أن خطوة الاستيلاء على مدينة عمارة؛ كشفت هشاشة وضعف الدولة السياسية والأمنية الذي يحتاج إلى معالجات حقيقية.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here