خلافات الصومال والاتحاد الأفريقي عندما تنقطع شعرة معاوية

52
نائب رئيس البعثة الأفريقية في الصومال سايمون برماجو
نائب رئيس البعثة الأفريقية في الصومال سايمون برماجو

بقلم: الهضيبي يس

أفريقيا برس – الصومال. ازدادت الخلافات مابين الحكومة الصومالية والاتحاد الأفريقي خلال الايام الماضية على إثر طرد نائب رئيس البعثة الأفريقية في الصومال سايمون برماجو. ووصف الصومال بأن سايمون عاد غيرمرغوب فيi على أراضيها ولم يعد محط ثقة بالنسبة لها بسبب ما قام به من أعمال تتعارض مع التوجهات والسياسات العامة للدولة التي تحفظ أمن وسلامة الصومال.

وتعتبر قضية سايمون ليست هي الأولى من نوعها، التي تتسبب في التوتر والخصومة مابين الصومال والاتحاد خلال العام 2021. حيث ماتزال الصومال تتمسك بموقفها تجاه البعثة الأفريقية بالبلاد “اميصوم” وضرورة مغادرتها من اراضيها بعد 15 عاما قضتها في مكافحة الجماعات الإرهابية من حركة الشباب وغيرها. ولكن للحكومة الصومالية برئاسة الرئيس عبدالله فرماجو، رؤية أخرى؛ وهي أن البعثة الأفريقية بعتادها العسكري وصلاحياتها السياسية لم تشكل إضافة لما تهدف آلية الصومال من تحقيقة على مستوى الاستقرار السياسي، والأمني، بل أن البعثة الأفريقية تحولت إلى عبء وشكلت حملا ثقيلا آخر على المجتمع الصومالي، مايتطلب التفكيرمليا في خطوات ووسائل افضل لتخفيف ذلك.

حسن الشيخ، كاتب وصحفي

ويقول الكاتب الصحفي والمراقب للشوؤن الأفريقية حسن الشيخ في حديث لموقع “أفريقيا برس”؛ “أن الحكومة الصومالية على مايبدو قد وصلت إلى قناعة لعدم تطوير صلاحيات البعثة الأفريقية “اميصوم” او الاستغناء عنها، بينما مسألة التخلي عن البعثة يعني بالتأكيد خلق فراغ من الصعب في هذا التوقيت ملاؤه خاصة أمنيا، في المقابل ماتزال الحكومة الصومالية تتعامل بشي من الشك والريبة اتجاه البعثة وقيادتها بعد رصد سلوكيات مشبوهة زادت من حجم انعدام الثقة. بالإضافة إلى هيمنة دول الجوار الصومالي على رسم السياسات العامة للبعثة من دول كينيا – وإثيوبيا – يوغندا، وهو ما أثر بشكل مباشر على عمل البعثة طوال السنوات الماضية”.
وتوقع الشيخ أن تتسع رقعة الخلافات نتيجة لغياب العناصر الأساسية للعلاقة التي جمعت مابين الطرفين سياسيا، ودبلوماسيا واستدل هنا بحادثة طرد السفير سايمون نائب رئيس البعثة الأفريقية في الصومال. الأمر الذي يتطلب حسب الشيخ؛ فتح باب النقاش بشكل أعمق يتسم بالشفافية الكاملة في إطار القضايا التي تسببت بهذة الأزمة على مستوى البيت الأفريقي، وحتى لاتكون سببا لمزيد من التدخلات الخارجية الدولية.

جمال علي - كاتب صحفي في الشؤون الدولية
جمال علي – كاتب صحفي في الشؤون الدولية

ويؤكد الكاتب الصحفي جمال علي لـ”أفريقيا برس”؛ أن الخلافات في الأصل لم تغب عن المشهد الصومالي، وكثيرا ما كانت البعثة الأفريقية “اميصوم” سببا لنشوب الخلاف نتيجة التقاعس اتجاه مهامها الأساسية، فلها دور استخباراتي وأمني مباشر لمايحدث في الصومال و ماتقوم به حركة الشباب من أعمال عسكرية. وأن البعثة ايضا مارست سلوكا ساهم في تهديد الأمن القومي الصومالي من وقوع بعض الأسلحة بيد عناصر الشباب بينما كان متوقع تنفيذ ضربات تقوم بها البعثة ضد تنظيم داعش مثلا في إقليم صوماليا لاند.

وأضاف علي: “العديد من الشواهد خلال العشر سنوات الماضية تدلل على مدى عدم رضا الحكومة الصومالية من البعثة وطلب في يوليو الماضي بعدم التجديد لها. وصحيح أن الخطوة بدورها سوف تزيد من الآعباء الواقعة على عاتق الحكومة، ولكن عليها تحمل مسؤوليتها وكذلك على المجتمع الدولي معرفة ان ليس بمقدور الصومال وحدها مكافحة الإرهاب. وتقوية الأجهزة الأمنية الصومالية، وتوفير متطلباتها من شأنه تعزيز أهداف وتنفيذ الادوار الاستراتيجية الدولية لمكافحة الإرهاب والتي تتجاوز ماتقوم به البعثة الأفريقية”.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here