داعش الصومال.. استراتيجية استهداف العمق الأفريقي

23

بقلم: الهضيبي يس

أفريقيا برس – الصومال. كثف تنظيم داعش في بلاد الصومال من العمليات العسكرية خلال الأيام الماضية مما أسفر عن مقتل العشرات في مدينتي اباي، وسوفلي جنوبي الصومال، والعودة إلى تدرج عمل التنظيم الذي يتخذ من مناطق شمال، وجنوب الصومال معقلا رئيسيا للتخطيط ومن ثم شن عمليات كثيرا ما تستهدف مقرات الحكومة في هذة المناطق بتنسيق مع حركة الشباب، وجماعة المحاكم المتطرفة.

عبدالقادر كاوير، مراقب لشؤون قضايا دول شرق أفريقيا

يقول المراقب والمهتم بشؤون دول شرق أفريقيا عبدالقادر كاوير لموقع “أفريقيا برس”؛ قام تنظيم الدولة الإسلامية داعش خلال العام 2019- 2021 بالعديد من عناصره وقياداته بالتوغل عن طريق المنافذ البحرية والبرية الى منطقة شمال الصومال التي تشهد موجة من العنف والاضطرابات بسبب الحرب مابين قوات الحكومة وحركة الشباب. هذه العناصر وفق ماذكر موقع “الصومال اليوم”، نقلاً عن صحيفة “واشنطن بوست” في احد أعدادها الصادرة مطلع العام 2021؛ إن تنظيم داعش عمل في وقت سابق على التنسيق مع تنظيم المحاكم الإسلامية – الجناح العسكري لقاعدة بلاد الصومال و دول شرق وغرب أفريقيا من تشاد، كينيا، تنزانيا، روندا، يوغندا لتنفيذ عمليات عسكرية استهدفت مواقع حكومية بمدن اباي، وسوفلي، وغلمند الصومالية.

ويضيف كاوير: “التنظيم أيضا هو المسؤول عن تنفيذ عمليات القرصنة التي جرت قبالة السواحل الصومالية، بينما تعتبر جماعة الشيخ عبدالقادر مؤمن الذي هو زعيم ديني متطرف من العام 2016، ظل يحض بدعم العديد من العشائر والقبائل في شمال الصومال من الجماعات الإرهابية وحتى الآن، بإعلان الولاء والطاعة لتنظيم داعش ومن ثم العمل على تجنيد العديد للشباب الصومالي لخدمة استراتيجية “داعش” الرامية الى نقل الصراع من منطقة الشرق الأوسط الى الساحل الأفريقي”.

ويؤكد كاوير بأن تنظيم داعش بات حقيقة واقعية يستوجب التعامل معها ليس فقط على مستوى الداخل الصومالي، إنما في منطقة دول شرق أفريقيا ككل عللى اعتبار م ايمثل في عملية نقل عناصره من دول شمال أفريقيا وبلاد الشام يشكل تهديداً جديدا للأمن القومي الأفريقي.

عبدالعزيز النقر، كاتب وصحفي

ويوضح الكاتب الصحفي عبدالعزيز النقر في حديث لموقع “أفريقيا برس”: “تعتبر أرض الصومال موقعا خصبا لعمل تنظيم داعش الذي قام بنقل ما يقارب 700 مقاتل من عناصره في الآونة الاخيرة للقتال في الصومال، منهم أجانب يحملون جنسيات دول الاتحاد الأوروبي. وتتمثل خصوبة الأرض حسب النقر في توفر العوامل السياسية والأمنية والجغرافية معا. وفي تفاصيل العوامل حسب النقر؛ الحروب والصراعات المستمرة بين الحكومة والجماعات الإرهابية منذ سنوات، كذلك انتشار الفوضى وغياب الاستقرار في مختلف الأراضي الصومالية مما ساعد بتوسعة نطاق عمل تنظيم داعش وذلك نتيجة للازمات الدائمة والتي منها قطعا الأمنية.

وأضاف النقر: “المجتمع الصومالي والذي هو خليط مابين العديد من الأجناس والقبائل وتعدد اللغات واللهجات، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة والمجاعة كافة هذة العوامل جعلت تجنيده أمرا سهلا”. واعتبر النقر أن الموقع الجواستراتيجي لدولة مثل الصومال يمثل أهمية بالغة، إذ يقع في أقصى شرق القارة الأفريقية ويطل بالتالي على منطقة القرن الأفريقي ولها منافذ بحرية مع خليج عدن وتعتبر سواحل الصومال الغير محمية بصورة كبيرة أطول سواحل بحرية على مستوى القارة بواقع يبلغ 3025 كلم.

وتابع النقر: “تمتد في المياه الإقليمية لدولة بحوالي 200 كلم بحري، ما يعني ان سيطرة تنظيم داعش على الصومال يمنحه إمكانية وفرصة أكبر للانتقال الى خليج عدن بسهولة واستهداف دول الخليج واليمن المحاذية له في الضفة الأخرى من المحيط الهندي. والوصول الى منافذ البحر الأحمر من جهة الشمال الغربي يفسح المجال أمام التنظيم إمكانية تنفيذ عمليات عسكرية والقرصنة في منطقة مضيق باب المندب مما يشكل تهديدا للتجارة الدولية.
وأكد النقر أن هذه المعطيات تتطلب تحركا من المجتمع الدولي للنظر بشكل أعمق إلى تحركات تنظيم داعش في أفريقيا وعدم التعامل فقط مع الصومال بمعزل عن بقية منطقة القرن الأفريقي.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here