دوافع تغيير نظام الحكم في الصومال وصعود المعارضة إلى البرلمان

21
أعضاء مجلس المرشحين للإنتخابات الرئاسية المعارضون للحكومة

الهضيبي يس

أفريقيا برس – الصومال. نال عضو تحالف المعارضة الصومالية ورئيس حزب “ودجر” عبدالرحمن عبدالشكور، مقعداً في مجلس الشعب “البرلمان” عن دائرة الانتخابات البرلمانية بوسط العاصمة “مقديشو”.

حملة شعبية

قاد عبدالشكور، الذي يُعدُّ قائداً للمعارضة الصومالية ضد حكومة الرئيس عبدالله فرماجو، في شهر أكتوبر من العام 2019 عقب نتيجة الانتخابات التي فاز بها “فرماجو” برئاسة الصومال للمرة الثانية، قاد حملةً للتعبئة الشعبية رافضاً نتيجة الانتخابات، أجبرت الرئيس على التراجع عن النتيجة التي تقرر إعادتها لاختيار رئيس جديد. زعيم المعارضة الصومالية عبدالشكور، ورئيس حزب “ودجر” صاحب الإفكار السياسية التقدمية الليبرالية، من مواليد العام 1953 عاش في مسقط رأسه بولاية “بصاصو” في إقليم بورتلاند شمالي الصومالي، درس الاقتصاد ما بين جامعة “مقديشو” و”روما” بايطاليا.

المعارض “الشرس”

عبدالرحمن عبدالشكور - عضو تحالف المعارضة الصومالية ورئيس حزب "ودجر"
عبدالرحمن عبدالشكور – عضو تحالف المعارضة الصومالية ورئيس حزب “ودجر”

يُعدُّ عبد الشكور واحداً من أقوى أعضاء المجلس المرشحين للرئاسة الصومالية خلال الانتخابات التي كان مزمعاً إجراؤها في 25 من شهر فبراير لعام 2022، تعرض للاعتقال لعدة مرات وزُجَّ به في السجن بسبب مواقفه السياسية.مواقف عبد الشكور السياسية المعارضة للحكومة في معظم سياساتها أجبرت الحكومة على مراجعة العديد من القرارات على مستوى قضايا تتصل بالاقتصاد، الأمن، والعلاقات الخارجية.

حزب “ودجر”

بينما حزب “ودجر” الذي تأسس ما بعد العام 2015 خلال فترة حكم الرئيس الصومالي السابق شيخ شريف أحمد برئاسة “عبدالرحمن عبدالشكور” يحمل في طياته وأفكاره السياسية قيام الدولة على الأسس المدنية الديمقراطية ونظام الحكم البرلماني وليس “الرئاسي” لضمان حكم سلطة الشعب والرقابة والمحاسبة. ويتوقع مراقبون أن يكون المستقبل السياسي لحزب “ودجر” في الصومال بسبب ما يحمل من أفكار هي بمثابة أمر جديد على الصوماليين.

الأسرة الدولية

كذلك باتت المعارضة الصومالية بقيادة عبدالشكور في فترة وجيزة تحظى بتأييد من قبل بعض أطراف المجتمع الدولي مؤخراً مستقلة إخفاقات الحكومة الصومالية في العديد من الملفات والخلافات التي نشبت بين الرئيس ورئيس الوزراء خلال شهر أغسطس من العام 2021، وتأثير ذلك على ملفات الانتخابات، وإنهاء العمليات العسكرية بحق حركة الشباب المصنفة إرهابياً.

مرشح رئاسي

ويسعى عبدالشكور الفوز بمقعد الرئاسة الصومالية وتكوين الحكومة القادمة، من خلال برنامج يضم تغيير نظام الحكم “الفيدرالي” وكذلك الاقتصاد، والعلاقات الخارجية التي تخرج الصومال من دائرة المحاور الإقليمية والدولية ووضع وتطبيق قوانين الحريات، التي تكفل حرية الممارسة السياسية والتعبير من قانون الأحوال الشخصية، وقانون الانتخابات.

استبدال السلطة

جمال علي - كاتب صحفي في الشؤون الدولية
جمال علي، كاتب صحفي في الشؤون الدولية

ويقول الكاتب الصحفي جمال علي في حديث لموقع “أفريقيا برس”: “إن فوز أحد قادة المعارضة الصومالية، ورئيس حزب “ودجر” عبدالرحمن عبدالشكور بمقعد الانتخابات النيابية لمجلس الشعب أمر يشير إلى وجود رغبة سياسية في أوساط المجتمع الصومالي في التغيير”.

ويضيف علي: “ذلك التغيير ليس فقط على المستوى السياسي إنما هو تغيير يحمل العوامل الاقتصادية، وحكم البلاد بعد تجربة الرئيس فرماجو التي يكاد ينظر إليها معظم الصوماليون بأنها لم تحقق لهم تطلعات مطلوبة منذ العام 2017 والحاجة للبحث عن بديل يكون قادراً على قيادة سفينة الصومال بكل ما فيها من تعقيدات داخلية وخارجية.

استقطاب الشباب

لذلك يُعدُّ عبدالشكور رغم حداثة حزبه، الأقرب لرئاسة الصومال، لجهة أن أفكار حزبه تتقارب كثيراً مع مفاهيم قيام دولة المجتمع التقدمي بنشر ثقافة الحريات والاعتراف والمصادقة على جل القوانين الدولية، وهو الأمر الذي يتطابق مع قاعدة كبيرة من الشباب الصومالي الذي يحتاج إلى مثل أفكار حزب “ودجر” بدل الالتحاق بالجماعات المتطرفة.

إخفاقات الحكومة

الأمين إسماعيل المجذوب - محلل سياسي
الأمين إسماعيل المجذوب – محلل سياسي

ويؤكد المحلل السياسي إسماعيل المجذوب في حديث لموقع “أفريقيا برس” صعود المعارضة للسلطة في الصومال ما هو إلا نتيجة طبيعية لإخفاقات وفشل الحكومة. حيث أضحت حكومة رئيس الوزراء محمد حسين “روبلي” تحتاج إلى تعويض ما فقد خلال الفترة الماضية بسبب انشغالها عن ملفاتها الأساسية، وهو ما دفعها لتأجيل العملية الانتخابية النيابية إلى 15 مارس المقبل.

وطبقاً للمجذوب؛ فإن دخول عبدالشكور وحلفائه إلى مجلس الشعب “البرلمان” يعني أن الحكومة سوف تكون مواجهة بمعارضة قوية، قد يصعب عليها تمرير العديد من القوانين والاتفاقيات والمعاهدات، وهي ربما تكون بمثابة معارك مؤجلة.

تحديات المعارضة

بينما هناك تحديات تقف في وجه “المعارضة” نفسها، منها صياغة ميثاق سياسي مشترك لإدارة شؤون المعارضة، ولا سيما أن التوقعات تمضي نحو اتفاق الأحزاب السياسية الصومالية على ترشيح شخص واحد لمنصب الرئاسة ومساندته، بالإضافة إلى التحدي الثاني وهو كيفية إقناع زعماء العشائر في الأقاليم الصومالية بالوقوف في صف المعارضة عبر الانتخابات النيابية وانتخابات الرئاسة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here