عمليات اختطاف واغتيال تنذر بانفلات أمني جديد

66

بقلم : بدرالدين خلف الله

خيم الرعب على سكان ضواحي العاصمة الصومالية مقديشو خصوصاً منطقة “آبار المياه” بعد تعرضهم لعمليات خطف متتالية منذ أسبوعين. وفي الأسبوع الماضي، اختطف مسلحون أربعة أشخاص في المنطقة المذكورة ، ثلاثة منهم تتراوح أعمارهم بين 13 و 16 عاما ، والآخر يبلغ من العمر 60 عاما، ثم أطلق سراحهم بعد أن دفع أقاربهم فدية مالية.

وذكر أحد الشبان المختطفين في حديث لقناة تلفزيونية محلية أنه تعرض للتعذيب على أيدي مسلحين قاموا باختطافه وهو في طريقه إلى مسجد بالقرب من منزله، وأشار إلى أنهم اقتادوه إلى منطقة غير مأهولة، وأوضح أنه تم الإفراج عنه بعد دفع أسرته فدية مالية قدرها 300 دولار.

وقال “بينما كنت أغادر منزلي في طريقي إلى المسجد وهاتفي المحمول بيدي ، اقتربت مني سيارة محملة بمسلحين. ظننت أنهم سوف يأخذون مني هاتفي المحمول فألقيته على الأرض ، بعد ذلك بدأوا بإطلاق النار علي ونزل المسلحون ووضعوني في الجزء الخلفي من السيارة وأمروني بالسكوت”. وأشارت والدته إلى أن ابنها اتصل بها بعد أن فقدته لساعات وأخبرها أنه سوف يقتل إذا لم تدفع فدية مالية، قدرها 300 دولار، وذكرت أنها في النهاية دفعت الفدية لإنقاذ حياة ولدها.

اغتيال

الشابان القتيلان

وليس بعيداً عن أحداث الاختطاف والرعب الذي تعيشه الصومال فقد نفذ مسلحون بمسدسات حادثتي اغتيال طالتا اثنين من الشباب في مديريتي هدن ودينيلي بالعاصمة مقديشو. وأشار شهود عيان في مديرية دينيلي إلي أن المسلحين اغتالوا جبريل آدم عبدالله الذي رفض أمرا من المسلحين بتسليم هاتفه المحمول ما أدى إلى إطلاقهم النار عليه. وتعاني العاصمة مقديشو من عمليات اغتيال تنفذها أحيانا عصابات إجرامية لنهب المواطنين واغتيالهم وإصابتهم بجروح أحيانا إذا رفضوا تسليم ممتلكاتهم.

هدوء العاصمة

محمد أحمد نور ، طبيب صومالي

بينما تحدث محمد أحمد نور وهو مواطن وطبيب صومالي عن هدوء الأحوال الأمنية في العاصمة الصومالية مقديشو. وقال لموقع “أفريقيا برس” إن الأوضاع الأمنية مستقرة في العاصمة ولاتوجد أي أعمال عنف أو اختطاف. وأشار إلى أن معظم السكان يفكرون حالياً في الانتخابات وما يمكن أن تنتج عنه من تحول ديمقراطي سلمي وانتقال سياسي يسهم في استقرار البلاد. ولفت إلى أن معظم السكان شاركوا وصوتو في الانتخابات التشريعية والبرلمانية المحلية. ووصف العملية الانتخابيات بالديمقراطية وأجريت بكل حرية وشفافية. وتابع نور “لقد سمعنا بعمليات الخطف والقتل لكن خارج المدينة و عاد وأكد، أن العاصمة مقديشو آمنة”.

مخاوف أمنية

واصبحت الحوادث الأمنية هاجساً للشعب الصومالي منذ إندلاع الحرب الاهلية في العام 1992. وفي سبتمبر الماضي شهدت العاصمة الصومالية مقديشو في تصعيداً غير مسبوق، حول ملف الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، الذي تجاوز المدة الزمنية المتفق عليها، وقاد ذلك إلى خروج تظاهرات يقودها ائتلاف مرشحي الرئاسة، ونتجت عنه اشتباكات مسلحة بين حماية المرشحين، وعناصر أمنية حكومية، ليستكمل مسلسل الخلل الأمني المستجد، الذي أدى إلى خسائر مادية وبشرية، وساهم ذلك في سيولة أمنية وحدوث سلسلة من الاغتيالات والاختطافات التي طالت عدد من المدن والضواحي الصومالية.

سلسلة حوادث

وفي سبتمبر 2012 نجا رئيس الصومال السابق حسن شيخ محمود، من تفجير انتحاري استهدف فندقا بمقديشو كان الرئيس الصومالي يعقد مؤتمرا صحفيا فيه رفقة وزير الخارجية الكيني الذي زار الصومال في ذلك الوقت، وهو الأمر الذي يبرز التحديات الأمنية الضخمة التي تواجه الصومال منذ عقود.

وأعلنت حركة الشباب المدعومة من تنظيم القاعدة مسؤوليتها عن الهجوم ووصفت الحركة الرئيس محمود “بالخائن” وتوعدت بمواصلة الجهاد ضد حكومة تقول إنها لاتخدم إلا المصالح الغربية.

ورغم النكسات والهجمات التي تكبدتها حركة الشباب في الآونة الأخيرة لكنها مازالت تسيطر على مناطق كبيرة من وسط وجنوب الصومال وفشلت قوات حفظ السلام الإقليمية والدولية في الحد من هجماتها المستمرة لاسيما على العاصمة مقديشو.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here