قرارات “فرماجو” في مواجهة المجتمع الدولي

11

الهضيبي يس

أفريقيا برس – الصومال. سارع المجتمع الدولي إلى إطلاق رسائل لقادة دولة الصومال بضرورة التوصل إلى تسوية سياسية تنهي الخلاف الذي نشب بين الرئيس عبدالله فرماجو، ورئيس الوزراء محمد روبلي.

الرسائل الدولية للمجتمع الغربي لم تخلو من بعض التهديدات المبطنة بتطبيق عقوبات قاسية حال عدم توفير ما يضمن السلام للصوماليين وتكملة العملية الانتخابية، بينما يظل يتساءل الشارع الصومالي عن الآليات وأوراق الضغط التي بيد المجتمع الدولي، وهي عامل مؤثر على حكومة الرئيس عبدالله فرماجو ومؤيديه، الرئيس الذي جاء إلى الرئاسة الصومالية منذ نحو 8 أعوام، وُوجه بمعارضة شرسة، أجبر من خلالها على اتخاذ قرار التنحي في أكتوبر من العام 2020 ليتم اختياره رئيساً مؤقتاً لإدارة شؤون البلاد حتى انتهاء فترة نتائج الانتخابات.

ووفقاً لمجلس المرشحين الصوماليين المنافسين لـ “فرماجو”، فإن بقرارات الرئاسة الأخيرة التي تتعارض مع الدستور الصومالي يتوجب على الرئيس التنحي، وتولي رئيس مجلس الشعب رئاسة البلاد حتى قيام الانتخابات والفراغ من نتائجها.

علي سعيد، محلل سياسي

ويقول الكاتب الصحفي علي سعيد في حديث لموقع “أفريقيا برس”؛ إن هناك العديد من كروت الضغط التي يملكها المجتمع الدولي لإثناء الرئيس عبدالله فرماجو والعدول عن قراراته، من بينها فرض عقوبات على مؤسسات الدولة الصومالية من قبل الإدارة الأمريكية، وكذلك الاتحاد الأوروبي، اقتصادياً ولوجستياً.

وأكد سعيد: “متى ما تمت خطوة كهذه سيكون لها تأثير كبير على مسار عجلة الدولة التي لطالما تعاني من تدهور في الخدمات ونقص حاد بتوفير الغذاء والدواء والوقود، بالإضافة إلى انقطاع الدعم عن العملية الانتخابية، يعني توقف عملية الانتقال الديمقراطي التي كان يعول عليها الصوماليون كثيراً، حيث مضت التوقعات سابقاً بدعم الانتخابات بواقع ما يزيد عن 50 مليون دولار، وهي تكاد تمثل 70% من طبيعة الدعم الذي متوقعاً للانتخابات”. مضيفا: “بهذه الصورة السياسية التي فيها البلاد الآن على إثر قرارات الرئيس الأخيرة، قد تتسبب في مزيد من المهددات الأمنية حال انخفاض حجم الدعم الذي كان يقدمه المجتمع الدولي للحكومة الصومالية لمكافحة الجماعات الإرهابية من حركة الشباب، وتنظيم الدولة “داعش”، وقت ما صنفت بأنها حكومة فاقدة للشرعية ويصعب التعامل معها، ولها دور في وضع العراقيل أمام العملية الانتخابية، ومهددة لسلام ومنطقة شرق أفريقيا”.

عبدالقادر كاوير، مراقب لشؤون قضايا دول شرق أفريقيا

ويوضح الكاتب الصحفي عبدالقادر كاوير في حديث لموقع “أفريقيا برس”؛ أن المجتمع الدولي ظل يقدم جملة من المساعدات بشكل دائم للحكومة، التي تشكل قدراً من دعم ميزانية الاحتياجات للدولة، ما يدعو الحكومة للتفكير في هذه النقطة ملياً، والالتفات إلى تعهداتها بإقامة الانتخابات، خاصة وأن ربط هذه المساعدات بما فيها تمويل الموارد المالية للانتخابات، بالانتخابات نفسها يُعدُّ أمراً مهماً للغاية للأسرة الدولية، حيث يصعب للمجتمع الدولي استيعاب فشل قيام خطوة الانتخابات في الصومال على غرار ما حدث مثلاً بليبيا مؤخراً، لهذا فإن دولاً من بينها الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، فرنسا، وتركيا، لن تترك الأمر ينهار بل سوف تعمل للضغط في اتجاه جعل حكومة الرئيس “فرماجو” تصل إلى تسوية سياسية تنهي حالة الحرب الباردة ما بينها وأنصار رئيس الوزراء.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here