قرارات فرماجو.. ما بين استفهامات الشارع الصومالي وتفاقم الأزمة

14
قرارات فرماجو.. ما بين استفهامات الشارع الصومالي وتفاقم الأزمة

بقلم: الهضيبي يس

أفريقيا برس – الصومال. أسئلة واستفهامات عدة تطرح في أوساط الشارع العام الصومالي، حول معرفة الدوافع والأسباب التي دفعت بالرئيس عبدالله فرماجو، لاتخاذ قرارات 26 من شهر ديسمبر الماضي التي بموجبها علق صلاحيات رئيس الوزراء محمد حسين روبلي.

مخاوف المجتمع الصومالي، جاءت عقب ظهور مؤشرات العودة إلى مربع الحرب الأهلية، عندما جابت “المدرعات” شوارع العاصمة مقديشو الأسبوع الماضي. بعض المراقبين رأوا أن لجوء الرئيس “فرماجو” لخيار تلك القرارات بعد الشعور بوجود منافس سياسي بإمكانه تولي رئاسة البلاد عقب اكتساب أرضية وتأييد شعبي جيد في إشارة إلى رئيس الوزراء محمد روبلي، بينما ذهب البعض إلى تبرير ما حدث إلى وصول الرئيس “فرماجو” للقناعة بضرورة تصحيح بنود اتفاق أكتوبر الماضي ما بينه و”روبلي” بإنهاء الخلاف الذي برز في شهر آب أغسطس من العام 2021 والذي قرر إعطاء صلاحيات أكبر لرئيس الوزراء.

ولكن هذا الاتفاق بات يشكل مهدداً لمستقبل “فرماجو” السياسي الذي لا يزال يعول على تمديد فترة الرئاسة لأكبر مدة ممكنة، كذلك انعدام عنصر الثقة الذي بات يشكل أكبر عوامل التأثير ما بين رجلي الرئاسة الصومالية رغم تعدد الوساطات الداخلية والخارجية لترميم الخلافات والرواسب السياسية السابقة، بالإضافة إلى طبيعة الخطاب السياسي من قبل كل طرف، وانتهاك أسلوب التحدي وأحقية الصلاحيات في اتخاذ القرارات وأحد الأسباب التي فاقمت من الأزمة.

الأمين إسماعيل - محلل سياسي
الأمين إسماعيل – محلل سياسي

ويقول المحلل السياسي الأمين إسماعيل في حديث لموقع “أفريقيا برس”؛ إن قرارات الرئيس “فرماجو” تحمل عدة أبعاد منها السياسية والأمنية أيضاً.

سياسياً تأخر العملية الانتخابية بسبب نقص التمويل، وخلافات مجموعات العشائر والقبائل الصومالية، زادت من حجم الخلاف، وعدم توفر صيغة سياسية مشتركة ما بين الحكومة – والمعارض في البلاد تسبب هو الآخر في توجيه الاتهامات لرئيس الوزراء المسؤول الأول عن إنجاح العملية الانتخابية، والتوصل لاتفاق سياسي يجمع الأطراف السياسية الصومالية. بينما “أمنياً” سيطرة حركة الشباب المصنفة أرهابياً على 40% من الأراضي الصومالية شكل هاجساً كبيراً باحتمال سقوط الدولة في يد الجماعة المتطرفة.ويرى إسماعيل إن جميع الأسباب السابقة كانت كافية لاتخاذ قرارات في الـ 26 من ديسمبر الماضي.

 

علي الدالي - كاتب صحفي
علي الدالي – كاتب صحفي

ويشير الكاتب الصحفي علي الدالي في حديث لموقع “أفريقيا برس”؛ إلى وجود عوامل لها الأثر البالغ في اتخاذ القرار داخلياً في “الصومال” وهي وقوع الدولة فريسة لبلدان المحاور. وهو ما أفقدها التوازن في مجمل مسلك السياسات وسط الضغوط التي تمارس عليها، وبمقابل توفير المساعدات لطالما تعاني من أزمات اقتصادية واجتماعية. ويضيف الدالي: “ما يجعلنا نذهب إلى قراءة مؤثرات تلك القرارات على الرأي العام الصومالي بوجود أزمة وحرب باردة مكتومة بين “فرماجو وروبلي”، وصولاً إلى مرحلة معركة كسر العظم الآن، وأبرز هذه المؤثرات ازدياد حجم تمدد حركة الشباب نحو الأراضي الصومالية بل باتت على مسافة 60 كيلو من العاصمة مقديشو، نتيجة لهذه القرارات اشتدت الحرب التي ولدت المزيد من حجم أرقام النزوح واللجوء وسط المجتمعات الريفية الصومالية”.

عودة التوتر ما بين الصومال، والأسرة الدولية مجدداً ما قد تكون سبباً في توقف مجموعة من المساعدات الإنسانية، والوجستية التي تسهم بتنفيذ الانتخابات وتمويلها بواقع” 10″ ملايين دولار. ومما سبق يتضح أن إسقاطات الخلافات الشخصية على مسار العمل العام في الصومال ضاعف من فاتورة الأزمة التي يعيش فيها الشعب.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here