كابوس الحرب يجبر آلاف الصوماليين على النزوح

24

بقلم : الهضيبي يس

أفريقيا برس – الصومال. خلفت المعارك التي جرت بين جماعة أهل السنة وحركة الشباب الصومالية بإقليم غلمدغ مئات الضحايا والجرحى وآلاف النازحين. وذكرت بعثة الأمم المتحدة في الصومال أن المعارك الدائرة في إقليم غلمدغ جنوبي البلاد، أدت إلى نزوح نحو مئة ألف مواطن هم بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة. وكانت الجماعة أهل السنة الموالية للحكومة قد دخلت في حرب مع حركة الشباب المصنفة ارهابياً منذ الشهر الماضي على خلفية منع زعيم الجماعة من قبل الحركة دخول إحدى القرى التي تتبع لرئاسة إقليم غلمد.

الخطوة بدورها اشعلت نيران الحرب بين المجموعتين اللتان لم تتوانى كل واحدة منها في استخدام السلاح من المدافع والرشاشات ضد الآخر.

جماعة أهل السنة التي تقف بجوار حكومة الرئيس الصومالي عبدالله فرماجو وفق لاتفاق سابق أبرم بين الطرفان. وهذا الاتفاق بني على مد الحكومة ومساعدة الجماعة في حربها ضد حركة الشباب على اعتبار معرفة الجماعة للطريقة التي تدير بها حركة الشباب حربها ضد الحكومة منذ العام 2004.

محمود عيدي، كاتب وصحفي

ويقول الكاتب الصحفي محمود عيدي في حديث لموقع “أفريقيا برس”: “استعانت الحكومة الصومالية بالجماعة كان من باب تسخير حالة الخلاف الفكرية مابين الجماعة والحركة من جهة، وتنفيذ مخطط تجفيف منابع تواجد الحركة في إقليم غلمدغ الذي يعتبر من أكبر الأقاليم جنوبي البلاد من جهة أخرى”.
وأضاف عيدي: “الحرب بين الجماعة والحركة التي اندلعت خلال الأيام الماضية خلفت أوضاعاً إنسانية من الصعب وصفها وعلى المجتمع الدولي الإسراع في توفير المساعدات بشكل عاجل لنحو مئة الف مواطن لجأوا إلى أطراف الإقليم بحثاً عن الأمن الذي لم يعد متوفر، فضلا عن حاجته للمواد الأساسية”

وأكد عيدي أنه في حال استمرار الأوضاع بهذه الصورة، فإن رقعة الأزمة الإنسانية في البلاد سوف تتسع أكثر، وهذا ما يتطلب تسوية سياسية بين الجماعة والحركة بمباركة المحكومة لإنهاء معاناة الآلاف من المواطنين الصوماليين.

محمد علي فزاري، محلل سياسي ومراقب لشؤون القرن الأفريقي

ويوضح الكاتب الصحفي محمد علي فزاري لـ”أفريقيا برس”؛ أن النزاعات التي تدور في الصومال من شأنها أن تخلف حرباً أهلية جديدة شبيهة بتلك التي اندلعت منتصف تسعينيات القرن الماضي خاصة وأن جميع الشواهد والقرائن إلى مخلفات الحرب الإنسانية التي يتحمل فاتورتها بشكل يومي المواطن الصومالي.

واعتبر فزاري أن هذه الأوضاع قد تفتح الباب أمام ظهور جماعات مسلحة على مستوى الأقاليم مثل ماحدث مع إقليم غلمدغ، وتحمل هذه الجماعات ذات المصوغات التي تحملها الآن جماعة أهل السنة في حربها ضد حركة الشباب من ادعاءات حماية المؤاطنين والحفاظ على مؤسسات الدولة، ماقد يعجل أيضا بظهور مليشيات مسلحة في عده أقاليم موازية، تمارس ذات الأسلوب الذي يمارس على مواطني غلمد، وفي هذا السياق يؤكد فزاري أن البلاد في استمرار هذه الأوضاع ستتحول إلى بؤرة لحرب أهلية.

وأوضح فزاري أن الوضع الإنساني في الصومال بات بالغ التعقيد وينذر بدخول البلاد في مجاعة مرتقبة بسبب نقص الغذاء نتيجة للجفاف الذي تعرضت له الصومال مؤخرا وتأثيره على مخزون المحاصيل الغذائية، كذلك نزوح آلاف المواطنين جراء الحرب وما تقوَم به حركة الشباب من انتهاكات لحقوق الإنسان، ما يتطلب تفاعل المجتمع الاقليمي والدولي اتجاه الصومال بشكل أكبر والسيطرة على الأوضاع قبل وقوع الكارثة الإنسانية.
ودعا فزاري إلى إلى إيجاد حلول سياسية لإيقاف الحرب في أقاليم عدة، على اتبار أن الصومال سبق وجرب الحلول العسكري التي لم تفضي إلى نتيجة في إنهاء كابوس الحرب التي خلفت واقعا إنسانياً يزداد صعوبة مع استمرار الحرب.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here