نشر قوات أمريكية في كينيا، مكافحة للإرهاب أم تمدد عسكري؟

172

بقلم : بدرالدين خلف الله

شرعت الإدارة الأمريكية في اتخاذ خطوات جديدة لتعزيز نفوذها العسكري في منطقة القرن الأفريقي لمحاربة الإرهاب حيث أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن نشر قوات أمريكية خاصة في كينيا للمساعدة في جهود مكافحة الإرهاب بالمنطقة. وفي رسالة إلى الكونغرس الأمريكي اطلع عليها موقع “أفريقيا برس” قال الرئيس بايدن إنه وافق على إرسال قوات عمليات خاصة إلى كينيا ، والتي من المتوقع أن تتعاون مع الجيش الكيني في محاربة حركة الشباب الصومالية، لكن لم يتم الإشارة إلى عدد القوات.

وبحسب مراقبين من المتوقع أن يكون انتشار القوات الأمريكية بمثابة تعزيز أمني لكينيا، التي عانت في السنوات الأخيرة من هجمات قاتلة بالأسلحة والقنابل من جانب حركة الشباب. وقد اعتبرت إدارة بايدن كينيا شريكاً “استراتيجيا” في الحرب ضد الإرهاب ، عكس العديد من السياسات التي طرحها الرئيس السابق دونالد ترامب.

تعزيز أمريكي


يشير الصحفي المهتم بالشأن الأفريقي الهضيبي يس إلى أن نشر قوات أمريكية في كينيا هو رسالة أمريكية للخارج أكثر من كونها تتعلق برقعة جغرافية محددة. وقال يس لموقع “أفريقيا برس” إن الرئيس الأمريكي جون بايدن يقود استراتيجية أمريكية جديدة نحو أفريقيا بعد فشل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في إدارة أمريكية حكيمة ومتزنة تجاه منطقة القرن الأفريقي مما أفقد أمريكا تحقيق مصالح مشتركة مع عدد من الدول الأفريقية. ولفت إلى أن ملف الإرهاب يعد من الملفات المهمة للإدارة الأمريكية ومرتبط بالأمن القومي الأمريكي. وتوقع أن تلعب الإدارة الأميركية دور الحليف الاستراتيجي مع الحكومة الكينية في الفترة المقبلة. واعتبر التحركات الأمريكية نحو كينيا تأتي بهدف تعزيز الوجود الأمريكي في منطقة القرن الأفريقي.

تهديدات أمنية

البشير محمد لحسن باحث في شؤون الجماعات الجهادية بجامعة إشبيلية الإسبانية

و يذهب الباحث في شؤون “الجماعات الجهادية” بجامعة إشبيلية الإسبانية البشير محمد لحسن إلى أن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية بنشر قوات عسكرية في كينيا ظاهرياً جاء بهدف محاربة حركة الشباب التي تمددت في المنطقة. ويقر في حديثه لموقع “أفريقيا برس” أن حركة الشباب أصبحت تهديدا كبيرا للأمن في المنطقة خاصة في دولة كينيا لجهة أنها شنت في السنوات الأخيرة العديد من الهجمات العسكرية المروعة. وأشار محمد لهجمات 2013 و2019 التي شنتها وأسقطت العديد من الضحايا. وتابع “كينيا تعاني أمنياً وعسكرياً في مجال مكافحة حركة الشباب التي تمددت في كينيا بفضل أنصارها الذين يتعاونون معها.

صراع صيني أمريكي

وطبقاً لمحمد فإن هدف الولايات المتحدة المعلن هو مكافحة الإرهاب ومساعدة الجيش الكيني بجانب تقديم المشورة العسكرية و التدريب العسكري للقوات الكينية ولشركاء الولايات المتحدة في المنطقة ومن ثم تنفيذ هجمات بطائراتها المسيرة. لكنه أشار إلى تفسيرات أخرى تذهب إلى أن الرئيس الأمريكي جون بايدن قد أعلن أن محاربة الصين ستكون من ضمن أولوياته واعتبرها استراتيجية أمريكية جديدة نحو المنطقة لمحاولة منع الصين من التمدد عسكرياً واقتصادياً في مختلف مناطق العالم لاسيما في أفريقيا. وكشف محمد عن تقارير كشفها البنتاغون مؤخراً على أن الصين تنوي إنشاء قواعد لوجستية عسكرية في عشرات الدول الإفريقية في دول شرق أفريقيا مثل كينيا وتنزانيا. ولفت إلى أن الولايات المتحدة تحاول منع مثل هذه القواعد العسكرية الصينية في القارة الأفريقية بتواجدها عسكرياً في دولة مثل كينيا.

ويوجد في الصومال وحدها 5 قواعد عسكرية أجنبية عاملة، تشمل قاعدة عسكرية للإمارات العربية المتحدة في مدينة بوساسو الصومالية، وقاعدة أخرى في مدينة بربرة بإقليم أرض الصومال يضاف إلى ذلك قاعدة تركية في مقديشو، وقاعدة “باليدوجل الجوية الأمريكية في محافظة شبيلي السفلى، والقاعدة البريطانية في منطقة بيدوا.
وهو مايفسر الوجود العسكري الكبير في الصومال ومنطقة القرن الأفريقي لأهمية هذه المنطقة وموقعها الاستراتيجي.

وللولايات المتحدة الأمريكية استراتيجية خاصة تجاه منطقة القرن الأفريقي لبسط نفوذها العسكري وتمددها أفريقيا في ظل صراع إقليمي ودولي كبيرين في المنطقة. وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أمر في ديسمبر الماضي بسحب نحو 700 جندي أمريكي من الصومال حيث أعلن البنتاغون في ذلك الوقت إنهم سينتقلون إلى أجزاء أخرى من شرق أفريقيا على الأرجح كينيا وجيبوتي لمواصلة الحرب ضد حركة الشباب ومسلحي داعش.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here