الهضيبي يس
أفريقيا برس – الصومال. أقرت حكومة رئيس الوزراء الصومالي حمزة بري، خطة لإنعاش مؤسسات الدولة وتطوير أوضاع الدولة سياسيا، واقتصاديا، وأمنيا بما يدعم المواطن في الاستمرار والاستقرار. الخطة التي تعتمد على أربع محاور وهي السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والمصالحات، برغم مما تواجهه الخطة التي وضع لها مائة يوم للتطبيق بصورة مبدئية.
معوقات في الطريق
وتكاد أبرز التحديات التي تحيط بهذه الخطة، التمويل باعتبار أن من أبرز التحديات الآنية هي قضية الجفاف وتوفير الغذاء والتي يتوقع تأثر نحو 8 ملايين صومالي بهذا التحدي، نتيجة لشح هطول الأمطار في الموسم الزراعي للعام 2021 – 2022.
الأمن أولا
كذلك المهددات الأمنية والتي تشكل هي الأخرى خطرا يداهم الدولة ومؤسساتها نتيجة لعمليات حركة الشباب التي رهن فيها رئيس الوزراء استقرار المواطن الصومالي بإنهاء الحركة، وقطعا هو أمر يحتاج إلى مجهود كبير سياسيا واقتصاديا.
نزاعات أهلية
بينما اجتماعيا فقد زادت رقعة الفقر إبان عهد الرئيس الصومالي السابق عبدالله فرماجو، لترتفع إلى مايزيد عن 80٪ وهو الأمر الذي فاقم من طبيعة الوضع الاجتماعي وضاعف من نسبة البطالة وسط الشباب الصومالي. بالإضافة إلى اتساع الخلافات مؤخرا بين بعض المكونات الاجتماعية بولايات مثل “هربشلي، وبعلد، جنوب مقديشو” وهي جميعها مناطق سكانية تتبع لقبائل، وعشائر أهلية ويكتسب الصراع في غالب الوقت من الأرض، والمرعى والذي يتحول بسرعة إلى صراع بالسلاح يسقط خلاله عدد من القتلى وإصابة آخرين، وعليه كانت مبادرة رئيس الوزراء للمصالحات الاجتماعية، مخافة أن يتولد صراع قبلي يضاف لمجموعة الأزمات الصومالية.
المعارضة والبرلمان
سياسيا تعتبر كيفية الوصول إلى اتفاق مع الأحزاب السياسية المعارضة للحكومة هي الهم الشاغل، خاصة وأن هذه الأحزاب لديها مقاعد في البرلمان، وخطة رئيس الوزراء تحتاج للموافقة من قبل أعضاء المجلس حتى تستطيع أن تتحرك دون اعتراض من أحد. أيضا التنسيق المحكم ما بين رؤساء حكام الأقاليم الصومالية، والحكومة المركزية الفيدرالية، حتى لا تسبب قضايا الأقاليم في الخصم من خطة المركز بدعم مؤسسات الأقاليم سياسيا واقتصاديا وأمنيا.
مسارات سياسية

ويقول الكاتب الصحفي يوسف جراد في حديث لموقع “أفريقيا برس”؛ أن خطة رئيس الوزراء الصومالي تعتبر الأولى من نوعها وبرنامج الحكومة الذي تعول عليه كثيرا، ما يعني انها بحيب جراد تحتاج لدراسة كافة نقاط النجاح والفشل من معوقات وتحديات. ويؤكد جراد قائلا “تكاد هذه مهمة المستشارين الخمس الذي تم تعيينهم مؤخرا، لدعم هذه الخطة بالأفكار، وفتح المسارات لها حتى تكون قادرة على تنفيذ ما ورد في محاورها الأربع”.
إرث وتحديات

ويشير الكاتب الصحفي الرشيد إحمد ابراهيم في حديث لموقع “أفريقيا برس”؛ إلى أن أكبر التحديات التي تواجه برنامج رئيس الوزراء هي وراثة مؤسسات متهالكة لن تكون قادرة على تطبيق خطته في مائة يوم. فالخطة حسب ابراهيم تتحدث عن زيادة عائدات الميزان التجاري للبلاد بواقع 50٪ وزيادة حجم توليد محطات توليد الكهرباء بنحو 70٪ وسط غياب تام للمهندسين والعمال، فضلا عن تأهيل المرافق الصحية “المستشفيات” مع نقص لسلعة الدواء بلغت حتى شهر يونيو الماضي 80٪ ناهيك عن الكوادر الطبية التي هاجر أغلبها. ويشير ابراهيم إلى تأثيرات الجفاف خلال الأشهر الماضية والتي تسببت في نزوح عشرات الآلاف من المواطنين، مع انتهاكات حركة الشباب والتي خلفت وراءها العديد من المدن والقرى الخالية. ويخلص ابراهيم بالقول “مهمة رئيس الوزراء لن تكون سهلة، وستكون شاقة في إنزال برنامجه المقرر إلى واقع ملموس”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس