خالد عبد الحكيم أحمد: لماذا قطعت الصومال علاقاتها الدبلوماسية مع كينيا؟

7

الصومال – افريقيا برس. تشهد العلاقة ما بين الصومال وكينيا حالة من التوتر في الشهور الاخيرة ، دفعت بالصومال أخيرا الى قطع علاقاتها مع كينيا.
ظلت العلاقات بين الصومال وكينيا في توتر مستمر بفعل عوامل داخلية وخارجية ، ومن ثم يمكن اعتبار ما يشوب العلاقات ما بين الصومال وكينيا في جزء منه راجع إلى مخلفات المرحلة الاستعمارية.

كما ترجع بعض أسباب التوتر بين الصومال وكينيا لي أسباب سياسية مختلفة.

1. خلفية تاريخية
طبيعة العلاقات ما بين الصومال وكينيا تمثل مد وجزر طيلة مسار العلاقات الممتدة في التاريخ التي تجمع البلدين، رغم تأثرها بالتحولات الجيوسياسية وعدم استقرار الانظمة السياسية في الصومال ان هناك مشكلة حقيقية تمثل التدخل الجغرافي بين الصومال وكينيا بحكم وجود اغليبة الصومالية في شمال شرق كينيا، وفي ظل اجواء توترات المتصاعدة بين الصومال وكينيا تعهد قادة كينيا وعلى راسهم (جومو كينياتا ) اول رئيس لكينيا بعد الاستقلال بعدم التنازل عن اي شبر الى الصومال.
ان السياسة الكينية تجاه الصومال تأثرت بمجموعة من العوامل المتداخلة بين البلدين , وقد غلب على هذه السياسة منذ الاستقلال عن الادارة الاستعمارية البريطانية في ستينات القرن الماضي والى الان عدم الاستقرار والتوتر , وفي عام 2011م قامت كينيا بعملية عسكرية ضد الصومال مما يعد اول عملية عسكرية لكينيا خارج حدودها منذ الاستقلال.
مظاهر التوتر الصومال وكينيا:
نزاع الحدود البحرية
النزاع حول الحدود البحرية الصومالية والكينية والنزاع حول الحدود البرية بينهما ، وظهر النزاع البحري بين البلدين الى العلن واصبح متصاعد عندما وقعت الحكومة الكينية في 7 ابريل مذكرة التفاهم مع الحكومة الصومالية الانتقالية انذاك ، الا أن البرلمان في ذالك الوقت الغى تلك الاتفاقية.
عدم الاستقرار الدبلوماسية بين البلدين:
تعيش العلاقات الصومالية الكينية عدم الاستقرار الدبلوماسية بين البلدين ، تطفو للسطح في اطار الفعل وردود الفعل، ومحاولة كل طرف ابراز الاوراق الضاغطة، وفي اطار سياسة تكسير العظم بين البلدين اللذين لم تتدهور العلاقات بينهما الى هذا المستوى من الحدة ، من التى شهدت على مدار العقود المنصرمة.
· بداية الأزمة
توتر العلاقات الدبلوماسية بين الصومال وكينيا بعد ان قامت الحكومة الفيدرالية باستدعاء سفيرها في نيروبي ومطالبة السفير الكيني بالعودة الى بلاده للتشاور.
· زيارة رئيس أرض الصومال الى كينيا
وتفاقمت الازمة بعدما زار رئيس أرض الصومال يوم الاحد الماضي الى كينيا ، بسبب تلبية دعوة من الرئيس الكيني وهو زيارة الاولى منذ انتخابه رئيسا الى ارض الصومال عام 2017م.
وقبيل قطع العلاقات ، اتخد الصومال اجراءات اقتصادية ضد كينيا ، اذ اوقف استرداد القات وفرض تاشيرة على المواطنيين الكيينين.
ختاما : ان اصلاح العلاقات الكينية الصومالية اصبح رهينا باحترام المبادى الأساسية التي تقوم عليها السياسة الخارجية الصومالية، باحترام السيادة فيما يخص قضية أرض الصومال ، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام الاستقلالية ، كل ذالك على اساس التوازن بين العلاقتين.
أدعو الحكومة الصومالية ان ترجع علاقاتها مع كينيا والنظر الى قطع العلاقات الدبلوماسية مع كينيا ، كما أدعو الحكومة الكينية ان توقف تدخلاتها في الصومال.