الهضيبي يس
أفريقيا برس – الصومال. قررت الإدارة الأمريكية إعادة نشر قوات لها من جديد في الصومال بعد الانسحاب خلال شهر ديسمبر من العام 2020 إبان عهد الرئيس ترامب. القوات الأمريكية المقرر وصولها للعاصمة مقديشو بواقع 500 جندي من قوات المارينز الخاصة لقتال الجماعات الإرهابية والمتطرفة.
مكافحة الإرهاب
ولكن ملاحظ أن قرار إدارة الرئيس جو بايدن بإرسال تلك القوات الى الصومال جاء عقب إعلان بفوز الرئيس حسن شيخ محمود برئاسة البلاد، الأمر الذي يفتح الباب أمام عدة تساؤلات منها ما دافع من وراء خطوة واشنطن بالعودة مجددا الى الصومال. وأودت تفجيرات تبنتها حركة الشباب المصنفة إرهابية خلال شهر أبريل الماضي أسفرت عن مقتل 38 من بينهم مسؤولان محليان.
ملء الفراغ
بينما سارع الرئيس المنتخب حسن محمود بتوجيه الشكر لنظيره الأمريكي على القرار الذي وصفه بالشجاع في إطار برنامج مكافحة الإرهاب بأفريقيا. في المقابل ذهب مراقبون، بأن يكون القرار محاولة من قبل الإدارة الأمريكية لإعادة ملء مساحات الفراغ التي تركتها في وقت سابق، وبدت بعض الدول بزحف عليها من “الصين، وروسيا” بعد السيطرة شبه التامة لموسكو على دولة أفريقيا الوسطى بمنطقة الساحل الغربي للقارة الأفريقية.
تغيير “جيو سياسي”
وإقامة الصين قواعد لها بدولة جيبوتي تطل علي منطقة البحر الأحمر، وباب المندب، يشكل تغييرا مستقبليا في خارطة منطقة شرق أفريقيا “الجيو سياسية”. كذلك الضغوط السياسية الداخلية خلال عام ونصف لديمقراطيين في الحكم، والحديث عن تخل حكومة الرئيس بايدن عن أفريقيا مما أفقد الولايات المتحدة الأمريكية الكثير، كافة هذه العوامل وغيرها ربما يكون دافع “واشنطن” لإعادة التفكير مجددا بتواجد في دولة مثل الصومال باعتبار ما تشكله قضية مكافحة الجماعات الإرهابية من أهمية قصوي لدول منطقة شرق أفريقيا.
المنافس الأقوى
ويشير الكاتب الصحفي حاج ماجد سوار في حديث لموقع “أفريقيا ابرس”؛ ظهور منافسين أقوياء للولايات المتحدة باتو يشكلون مهددا وخطرا لمصالحها في منطقة شرق أفريقيا، و القرن الأفريقي مابعد أحداث ديسمبر لعام2001، وهو بدايات الدخول الفعلي أيضا للصين للتنقيب عن النفط في أفريقيا. بينما دخول موسكو وتواجدها بصورة قوية بمناطق الساحل الغربي بأفريقيا عند دولتي “تشاد، وأفريقيا الوسطى”، بات يؤرق ويشكل خطرا على معسكرات نفوذ بعض الدول الأوروبية التي تجمعها تحالفات ومصالح مع أمريكا، ومنها “فرنسا” التي تعيش هذه الأيام حربا باردة مع روسيا. ويستدلل سوار على وجود مشروع أمريكي جديد يهدف الى الحفاظ على مكامن النفوذ السابقة، وكذا تحقيق مكاسب بتمدد في مساحات جديدة.
فشل المشروع
ويوضح الكاتب الصحفي علي ابوحراز في حديث لموقع “أفريقيا برس”، أن مسألة العودة مجددا للصومال من قبل إدارة الرئيس بايدن لها عده أسباب منها؛ فشل واشنطن في تطبيق مشروع دعم الحكومات الأفريقية للحد من أنشطة الجماعات الإرهابية. ووصف الأمر بتخل الولايات المتحدة عن برنامج مكافحة الإرهاب بدول مثل “أفغانستان، الصومال، باكستان، نيجيريا” من قبل المؤسسات الأمريكية، ما شكل خصما على شعبية الرئيس جو بايدن وتخوف من تأثير ذلك على انتخابات الجولة الثانية للانتخابات الأمريكية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصومال اليوم عبر موقع أفريقيا برس